{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
هل الشريعة الاسلامية صالحة لكل زمان ومكان ؟
الليبرالي غير متصل
عضو فعّال
***

المشاركات: 149
الانضمام: Jan 2002
مشاركة: #16
هل الشريعة الاسلامية صالحة لكل زمان ومكان ؟
(f)

الزميل العاقل و كافة الأصدقاء

إن الحديث عن الشرائع على أنها من صنع الله هو قول مجرد لأن تطبيقها أعتمد وعلى الدوام على جهد شخصي في الفهم والتأويل .

والشريعة أيها الزميل طبقت منذ زمن الرسالة وحتى نهاية الخلافة العثمانية وهي لم تنقطع في أرض الجزيرة العربية، أي تطبيق الشريعة لم يكن يوماً حالة عرضية طارئة !!! ..

إن الشريعة في النتيجة لا يمكن الإعتماد على سماويتها لأن مفاهيمها تنطلق من منطق إنساني وإنساني صرف، ولأن الخالق لم يعمد يوماً إلى إصدار شرح لما أنزله .. باستثناء زمن الرسالة حين صحح بعض الآيات ونسخ معدلاً أخريات، وزمن النزول لم يتجاوز في مدته 22 سنة فقط ..

وكل هذا الشرح جاء على لسان النبي لكن الخالق تقاعس فيما بعد وترك الناس فيما بعضهم يتقاتلون ويتناحرون في تفسير تشريعه لهم دون تدخل لسبب ربما يكون انقضاء الوسيلة التي يخاطب فيها الناس ( بوفاة النبي ) وعجزه عن اختيار إنسان آخر يصلح لأن يكون أداة اتصال، وهذا ما أجده أكثر من مفارقة تؤخذ بحسن نية ..

ويحق لي التساؤل أيها الصديق لماذا تقاعس الله عن التدخل بعد آية الوداع .. رغم أن الحاجة كانت ماسة لمزيد من التشريعات أقلها على سبيل التوضيح درءاً عن اقتتال مخلوقاته أو أتباع تشريعاته التي خصها بهم.
وإذا كانت الأحاديث النبوية تعاني من كثير من الدس فهل يعقل أنه ترك بشر من خلقه يعيثون بها فساداً بحيث أضاعوا المغزى من كل الرسالة ؟

الإجابة وأقولها بجرأة أن الله ارتبط بالنبي وجوداً وعدماً وهو أمر خطير لم يتوقف لديه من ادعوا بالايمان كما لم يجرؤوا على ذلك ..
لكني لن أتوقف كثيراً لدى هذه الفكرة لفجاجتها بحق المؤمنين وأمضي معك إلى المعتزلة الذين اعتبروا النصوص القرآنية نصوصاً مخلوقة منذ لحظة النطق بها ..

ولاحظ معي ماذا قصد المعتزلة من هذا ..
قصدوا التحرر من القدرة على مخالفة النص إذا اقتضت الظروف والحاجة إلى ذلك ..

فطالما أن النص القرآني مخلوق فهو بالتالي يتساوى مع كامل المخلوقات وهو بالتالي قابل للاجتهاد في مساحة حرية كبيرة .. وذهبوا في آراء جريئة لم يسبقهم إليها أحد وأقرك في أنهم انطلقوا من الشريعة لكنهم لم يتمسكوا بالمفهوم النصي وتحرروا من حرفية الآيات وكان لهم آراؤهم في أسباب النزول أيضاً ..

أنا أيها الصديق ليس لدي تصور مسبق وأترك الحكم على خطأ ما أسوقه لمن يقرأ، كما لم أخرج أي مرحلة من التاريخ العربي عن تطبيق الشريعة، فالشريعة مثلت وعلى الدوام ثوباً فصل منه في كل مرحلة رداءاً وفق إرادة المشرع الإنسان وأنت قصدت فيهم الفقهاء لأنهم هم من أعطوا النصوص التي اعتبرتها أنت الشريعة الصرفة مفهوماً قابلا للتطبيق ..

حتى لأني في قرارة نفسي لا أمنح أي شريعة هالة قدسية واحكم عليها من تطبيقها وكذلك الأدوات التي تسمح بها والتي تفسر فيها إرادة المشرع .

وسؤالي كان افرض معي بأن القرآن ليس كتاباً إلهياً وأعتبره معي ( والرجاء المحاولة ) أنه كتاب يحمل قيمته من نصوصه وما يحويه ..

تجد أنك قادر على الحكم عليه ونقده بحرية أكبر من الحرية التي منحت للفقهاء على مر العصور وبالتالي تطويعه للإرادة البشرية الخلاقة التي توقفت زمن وفاة النبي ..

يقيني أن القدسية التي منحت للنصوص قد جمدتها وسلخت عنها قيمتها النقدية، حتى العبادات وأركان الإسلام الخمسة تحتاج إلى وقفة نقدية جريئة بينما تعتبرها أنت أنها من الشريعة الصرفة التي لا يحق لإنسان أن يتعامل معها إلا مسلماً خاضعاً .

خذ مثلاً الزكاة ونظام الضمان الاجتماعي الموجود في كندا أو أوروبا ... ستجد بأن الزكاة عنت فكرة مساعدة الفقير بتبرعات أفراد، لكنها لم تحقق العدالة الاجتماعية لأنها فكرة لم يتهياً لها أية آلية تسمح بتحقيق هذه الغاية السامية.

إن أغلب المهاجرين من المسلمين ممن قطنوا أوروبا وكندا عمدوا إلى التحايل على نظام الضمان الاجتماعي (( الغير إلهي والغير مقدس ) بغية نيل مكاسب لا يستحقونها أو أنهم لووا مفاهيم النصوص القانونية، لتحقيق مبتغى يتنافى أو يتعارض مع الغرض من وضع من أجله التشريع . ولاحظ أن الغرب يعتبر تهرب المكلف من دفع الضريبة هو أفدح جرم يمكن لفرد أن يرتكبه تجاه الدولة التي يحمل جنسيتها بكل شعبها ومؤسساتها، بينما يمارسها المسلمون بكل طيبة خاطر .

ستجد أن تخلف العالم الإسلامي قائم في جزء كبير منه على غياب شعور المواطنة لدى العامة ممن يحملون جنسية الدولة التي ينتمون إليها لأن هذه الدولة تعتبر مسخاً أو أشباه دول لم تنجح في تحقيق أي عدالة أو مساواة بين أفرادها ...

بل أن الولاء بقي للدين أكثر منه لأي دولة يعيش بين حدودها، لأن الدين في مفاهيمه النظرية دعا المسلمين إلى التعاضد والمساعدة وعمل الخير .. لكنها مفاهيم بقيت منقوصة عاجزة إذ دعت إلى مبادئ يؤمن بها أغلب البشر، لكن فشلها جاء في التقصير المهول في استنباط الآليات ..

إن ولاء المواطن الأوروبي لدولته ناتج عن إحساسه الذاتي بالرضا، صحيح أن الدول الأوروبية عمدت إلى استعمار الكثير من شعوب الأرض وهذا ما فعله العرب في يوم ما، لكن هذه الشعوب بالمقابل أنجزت تشريعات قابلة للتطبيق لا بل أنها اجتهدت في تشريعاتها لأن تضعها في الطريق السليم وأدت في النتيجة إلى انتقال دولة كالولايات المتحدة الأمريكية وكندا من دولة يعيش فيها مجموعة كبيرة من الشعوب الغير مرتبطة تاريخياًوالغير متجانسة حول فكرة الحرية إلى تشكيل أكثر الدول تطوراً في العالم ..

خذ مثلاً أن المواطن العربي عندما يعيش في الخارج فإنه يضع نفسه في خدمة نظام مسبوك بعناية يراعي أغلب الخصال البشرية ... هؤلاء العرب ينجحون في الخارج بعد أن أخفقوا في أشباه دولهم ..

ما أريد الخلوص إليه أيها الصديق :
أن المسلمين بجميع أطيافهم مضطهدون من الداخل من سطوة المقدس وعجزهم في التعامل معه ..
من انعدام حريتهم بدليل أن أغلب دولهم تعاني القمع والذل من سلطاتهم السياسية ..
هذه الشعوب أيضاً تعاني الهوان والفرقة من رجال دينهم ممن يعتمدون النصوص المقدسة فيصبغونها بلون التسلط الرهيب ويجمعون بين السياسية والدين في جشع يحتكرونه لذاتهم، فعن أي شريعة تريد التكلم؟

دلني على التطبيق للشريعة الذي تراه مناسباً لنتناقش واتركني من المفاهيم إلى عالم الواقع حيث تحاكم الأفكار بتجرد فتنصف أو تدان .

عزيزي العاقل :

أنتظر منك آراءاً قابلة للتطبيق لا مسلمات تريد إقناع الآخرين بها ..
أريد لك وقفة صدق مع الذات والآخرين
جرأة تتحلى بها
لا إطار عام أضاع علينا الفرص تلو الأخرى في التحرر والإنطلاق أسوة بباقي شعوب الأرض
ومرة أخرى أتمنى منك الإسهاب لا الإقتضاب والتقتير في الرأي .
أنتظرك فلا تتأخر .

كل الاحترام لك وللجميع
الليبرالي .

(f)


01-03-2005, 08:30 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
هل الشريعة الاسلامية صالحة لكل زمان ومكان ؟ - بواسطة الليبرالي - 01-03-2005, 08:30 PM

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS