ممكن تروق وتحاول تجمع معاي واحدة واحدة؟!

هذه التناقضات المتشابكة، وخلط الأوراق بهذه الطريقة الساذجة لا يدل على صفاء فكري ولا وضوح في الهدف، وأكثر منه أن الوطنية الحقة ليست مجرد مناورات كيبوردية نطلقها من وراء البحار لنلعن الجميع ونتبرا من الجميع وكأننا قد أعذرنا للأمة والحقيقة أننا لنا لسانا طويلا يستطيع أن ينال من الغادي والرائح!!

ليس مهمتي أن أرضي الجميع فإرضاء الناس غاية لا تدرك...

وهناك ناس أتألم بالفعل أن يكون لهم نظرة سلبية حيالي، لكنه في مقابل هؤلاء هناك ناس يشرفني أنني كنت ضمن قوائمهم السوداء لأنه لا يشرفني أبدا مديحهم، ولا يرفعني تأييدهم!!

التخوين بالجملة مرفوض

وحين يكون العرض طائفيا فاقعا يكون أشد مقتا

وحين تكون الحجج من عينة (البتاع) تثير الاشمئزاز حقا!

من السهل على من لا يعنيه غير نفسه وانتصاراته الإنترنتية الموهومة الإنكار على حماس وحزب الله والحزب الإسلامي العراقي مشاركتهم في الحكومات بأبشع الاتهامات!

لكن السباب لا يكفي للإقناع

والأسطوانات المشروخة التي يرددها البعثيون ومن سار في ركابهم ملها الشعب العراقي وشعوب العالم وضربها بكعاب أحذيته!

لا داعي للمزاودات الوطنية والمتاجرة بالمقاومة، فهذه الأحزاب المذكورة خرجت من رحم المقاومة...

المقاومة إن لم يكن لها رسالتها السياسية تصبح عبثا جنونيا ونزقا طائفيا وهوسا مرضيا لا يوصل إلا إلى الانتحار الجماعي والرفض لكل ما لدى الآخرين والسباب بالجملة!!

المقاومة العاقلة هي تلك المقاومة التي تحمل مشروعا سياسيا تستطيع به إقناع شارعها بالطرق الحضارية...

التفجير والتفخيخ والمدفع والرشاش إنما كانوا لمرحلة المواجهة مع عدو الوطن الخارجي

أما الخصومات الوطنية فتحل بطريق آخر

لا مصلحة لأحد بأن نخلط مقاومة العدو الخارجي، بذلك الإرهاب الداخلي الذي تمارسه عصابات البعث والزرقاوي وغيرهم...

وحين أرى أن السيد الحكيم الرائي أو ثندر بيك قدما جزءا مما قدمه حزب الله أو حماس أو الحزب الإسلامي العراقي أو الإخوان السوريين من تضحيات في سبيل قضيتهم ربما أتفهم مزاودتهم بصدر أرحب

أما الاتهام بالجملة فيحسنه كل أحد

وأهم من ذلك

وضع الأنظمة والمعارضات، والشعوب والمتسلطين عليها، والغاصب والمستبد والضحية جميعافي سلة واحدة ليس عبقرية حوارية، بل هي مناورات صوتية لا تنفع إلا في برنامج على شاكلة الاتجاه المعاكس، وأشباهه من دور الكلام والجعجعة وحوار الطرشان

ولنتذكر أن القرآن قد قص علينا من جعاجع من قبلنا ما يغنينا عن تكرار المزيد

ففي قصى بني إسرائيل مع يوشع عليه السلام قال ربنا عن مزاودة أولئك البطالين من أتباعه:

{أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلإِ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ مِن بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُواْ لِنَبِيٍّ لَّهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكاً نُّقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِن كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلاَّ تُقَاتِلُواْ قَالُواْ وَمَا لَنَا أَلاَّ نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِن دِيَارِنَا وَأَبْنَآئِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْاْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ }البقرة246

كانوا بالكلام أكثر حماس منكما للمعركة، وكانوا يزاودون بأن كل الذي يحتاجونه من أجل انخراطهم في المعركة أن يبعث الله لهم ملكا يقودهم للجهاد، فلما كتب القتال وبعث الله لهم طالوت ملكا تبين أن فكرة انخراطهم في القتال لم تكن أكثر من (خرط) ومزاودات بلا مضمون!!


رسالة السياسة والحضارة والدين قد تطلب في ظرف من الظروف أن يكف الناس أيديهم عن القتال، غير أن البطالين يزاودون بالكلام، ولا يرعوون حتى للأنبياء حين يخاطبونهم بأن كفوا أيديكم!

{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّواْ أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً وَقَالُواْ رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ لَوْلا أَخَّرْتَنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ قُلْ مَتَاعُ الدَّنْيَا قَلِيلٌ وَالآخِرَةُ خَيْرٌ لِّمَنِ اتَّقَى وَلاَ تُظْلَمُونَ فَتِيلاً }النساء77

القضية أن المزاودات في الغرف المغلقة ومن خلف شاشات الكمبيوتر يحسنها كل أحد، غير أن هذا لا يبرر التعالي الأجوف على الآخرين الذين بذلوا وما بذلتم مما بذلوا غير الكلام والمتاجرات الصوتية!!!


على أنني أرد للزميل الحكيم الرائي جعجعاته إلى نحره، وأطالبه بأن يعطينا الأسوة الحسنة من نفسه، فيرينا كيف سيصبح جنديا في الدفاع عن فلسطين أو لبنان أو العراق

ميادين الجهاد واسعة، وميادين المزاودات أوسع

ومن أراد العمل، فليدع الكلام لأهله، وليباشر العمل

وربنا معاكم(f)