حزب الله لم يقم بجرائم حرب. والسيد حسن نصرالله هو من أكثر القادة السياسيين الذين رأيتهم أو سمعت وقرأت عنهم حنكة ودماثة ولطفاً وصراحة وذكاء ومكارم أخلاق.

قبل بضعة أيام كنت في فلسطين، وكنت أسمع اليهود يقولون عن السيد نصرالله بأنه لو لم يكن عدواً لهم فإن من واجبهم أن يحبوه. فالرجل حليم وقور متواضع سمح يحاول قدر الامكان الابتعاد عن الارتجالية والعاطفية والاقتراب من العقلانية المجردة في مواقفه وكلماته.

حزب الله لم يرتكب جرائم حرب ولن يفعلها تحت هذه القيادة الحكيمة، ولكن الظرف وضع حزب الله في موقف صعب وترددت قيادته منذ سنتين في المشي على طريق أفضل مما تمشي عليه حتى اليوم.

مشكلة حزب الله الرئيسية أنه لم يستطع أن يتأقلم مع المستجدات اللبنانية بعد التحرير وبعد مقتل رفيق الحريري بالتحديد، ولم يستطع أن يعود نفسه على الحضور السياسي بدون البندقية. مشكلته هي أنه ظل رهين قوته في الجنوب وظل يشكل دولة داخل الدولة، ورضي بأن يكون عقبة في وجه أية محاولة جدية لتطوير لبنان والبنية السياسية اللبنانية.

ومع هذا فما يحدث اليوم هو خطير جداً، ولا شك بأن حزب الله لا يتحمل مسؤوليته وحده. فالرد الاسرائيلي على "مغامرة حزب الله" هو رد قاس بل مفرط في القسوة، فلقد قررت اسرائيل بأن تقلب الطاولة على اللاعبين وأن تتصرف بمنطق الخارجين عن القانون وأن تمارس عدواناً على بلد كامل نتيجة لخطف جنديين من جنودها.

الدمار الذي يحيق بلبنان اليوم هو نتيجة للبلطجة الاسرائيلية المدعومة بالبلطجة الأمريكية في العالم، ومع هذا فمن حق المواطن اللبناني أن يلقي ببعض اللوم على "حزب الله"، لأنه لم يكن على مستوى المسؤولية في "مغامرته" ولم يحسب أسوأ الحسابات في تعامله مع دولة "ارهابية" لا تفهم إلا لغة الجبروت والقوة.

لذلك جميعه أعتقد بأن من يجب محاكمته عن جرائم الحرب هم "أولمرت وبيرتس" و"جورج بوش" وليس "حسن نصرالله". ولكن يحق للمواطن اللبناني أيضاً، أن يقول "للسيد حسن" بعد الحرب بأن "مغامرته" أوصلته إلى التهلكة أو كادت، وعلى تنظيمه (حزب الله) أن يسلم سلاحه إلى الجيش اللبناني وأن يدخل إلى ميدان السياسة إذ ليس من المعقول أن تؤخذ دولة كلبنان رهينة بيد إحدى ميليشياتها.

واسلموا لي
العلماني