ألم تجد في هذا النادي ما تشتغل به إلا الطعن في حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وتكذيب أحاديثه بالهوى والرأي ؟

إنك تحاول بشتى الوسائل أن تنال من حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فقط لنصرة أهوائك ، ولا تريد أبداً أن تتنازل عن الباطل الذي بدأت به ..

ولقد أوضحنا لك سابقاً أن ورود القصة بالفاظ مختلفة وأساليب متنوعة لا يعني التناقض والبطلان ، ولو أن إدعاءك صحيح لكانت قصص القرآن أيضاً باطلة لأنه الله سبحانه وتعالى يسوقها بألفاظ مختلفة وأساليب متنوعة ، ولكن تجاهلت هذه النقطة عمداً ، لأنها تنسف إدعاءاتك الباطلة .

كتبت تقول هذه المرة :
[QUOTE]الحديث الاول في الاسفل يقول ان الجساسة دابة

هذا يدل على قلة علمك ودرايتك وضعفك الشديد في اللغة ، فالكلمات الثلاث تصب في معنى واحد ومراد واحد ..

فكلمة "دابة" تطلق على الإنسان ( ذكراً وأنثى ) وعلى غيره .
وكلمة "إنسان" تطلق على المذكر والمؤنث .

وإليك تفصيل ذلك لتعلم مدى تجنيك على حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .

فالدابة تطلق على كل ما يدب على الأرض ، وهي تشمل الإنسان ، لأن الإنسان ممن يدب على الأرض ، جاء في لسان العرب :
(( كلُّ ماشٍ على الأَرض دابَّةٌ ودَبِيبٌ والدَّابَّة اسمٌ لما دَبَّ من الحَيَوان مُمَيِّزةً وغيرَ مُمَيِّزة وفي التنزيل العزيز واللّه خلق كلَّ دابَّةٍ مِنْ ماءٍ فَمِنْهُم مَنْ يَمْشِي على بَطْنِه ولمَّا كان لِما يَعقِلُ ولما لا يَعْقِلُ قيل فَمِنْهُم ولو كان لِما لا يَعْقِلُ لَقِيل فَمِنْها أَو فَمِنْهُنَّ ثم قال مَنْ يَمْشِي على بَطْنِه وإِن كان أَصْلُها لِما لا يَعْقِلُ لأَنَّه لمَّا خَلَط الجَماعَةَ فقال منهم جُعِلَت العِبارةُ بِمنْ والمعنى كلَّ نفس دَابَّةٍ وقوله عز وجل ما تَرَكَ على ظَهْرِها من دَابَّةٍ قيل من دَابَّةٍ من الإِنْسِ والجنِّ وكُلِّ ما يَعْقِلُ وقيل إِنَّما أَرادَ العُمومَ )) انتهى .

وإن شئت إقرأ قوله تعالى :
وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ( النور 45)


وقوله تعالى :
وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا

يقول الإمام القرطبي : (( { مَّا مِن دَآبَّةٍ } أي نفس تدب على الأرض )) .

وفي تفسير الألوسي : (( الدابة اسم لكل حيوان ذي روح ذكراً كان أو أنثى عاقلاً أو غيره ، مأخوذ من الدبيب وهو في الأصل المشي الخفيف)) .


وقوله تعالى :
{ إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ }

وفي البخاري عن ابن عباس:
(( { إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون }
قال هم نفر من بني عبد الدار )) .


وقوله تعالى :
وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ مَا تَرَكَ عَلَيْهَا مِنْ دَابَّةٍ ( النحل 61 ) .
قال الزمخشري :
(( " من دابة " من نسمة تدب عليها [COLOR=Red]يريد بني آدم .


أما كلمة " إنسان" فهي تطلق على المذكر والمؤنث ، قال ابن منظور في لسان العرب :
((ويقال للمرأَة أَيضاً إِنسانٌ ولا يقال إِنسانة)) .

والقرآن استعمل كلمة "الإنسان" مدللاً بها على عموم الناس من ذكر وأنثى ، مثل :

- وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا - إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ
- خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ
- وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولًا
- وَكَانَ الْإِنْسَانُ كَفُورًا
- وَكَانَ الْإِنْسَانُ قَتُورًا
- وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا
- إِنَّ الْإِنْسَانَ لَكَفُورٌ
- وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا
- عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ

وهذه كلها يُراد منها الرجال والنساء على السواء ..

فالآن علمنا أن كلمة "دابة" تُطلق أيضاً على المرأة .
وكلمة "الإنسان" تطلق أيضاً على المرأة .

وبهذا لا تناقض في الأحاديث كلها إذ أنها كلها تصب في نفس المعنى .