اقتباس:  العميد   كتب/كتبت  
ولقد أوضحنا لك سابقاً أن ورود القصة بالفاظ مختلفة وأساليب متنوعة لا يعني التناقض والبطلان ، ولو أن إدعاءك صحيح لكانت قصص القرآن أيضاً باطلة لأنه الله سبحانه وتعالى يسوقها بألفاظ مختلفة وأساليب متنوعة ، ولكن تجاهلت هذه النقطة عمداً ، لأنها تنسف إدعاءاتك الباطلة.

مع الاسف يا أستاذ العميد، ارفض هذا المقياس الذي تعتمده. إذا كان المقام واحد، والمتحدث واحد، فلابد ان يكون الكلام واحد. وقولك ان القرآن يسوق القصة بألفاظ مختلفة، فهذا مقبول من القرآن وغير القرآن اذا اختلف المقام. فمثلا اذا وجدنا ذكر فرعون في سورة النازعات ثم وجدنا نفس المعنى موجود في سورة أخرى، فهذا مقبول، لاختلاف المقام. أمّا ان اجد سورة النازعات في نسخة من القرآن تختلف ألفاظها عن نسخة أخرى من القرآن فلا يمكن ان يكون الاثنين صحيح. الدابة في هذه السورة من القرآن لابد ان تكون "دابة" في نفس السورة من نسخة القرآن الأخرى.

الحديث قيد النقاش منسوب للصحابية فاطمة بنت قيس. وجميع الروايات التي ادرجتها في بداية الشريط تعود لفاطمة بنت قيس. وتتحدث عن نفس الموقف. فكيف يقول رسول الله (ص) في نفس الخطبة ان الجساسة دابة، ثم يكرر نفس العبارة بالضبط ويستبدل الدابة بإنسان ومرة أخرى بإمرأة؟ بالنسبة لي هذا شئ يصعب استيعابه. ولكن اذا وردت القصة بصيغة أخرى في مقام آخر أو رواها راوي آخر، فممكن ان نتقبل استبدال الالفاظ. قد سبق وان قلت نفس الكلام في مشاركة أخرى بسبب ان الرواي واحد. والآن لدينا الرواي واحد والمقام واحد. ولهذا السبب نرفض رفضا قاطعا تأويلاتك للانسان انه دابه. كل واحد يعرف ان الانسان دابة. ولكن ليس بالطريقة التي ذكرها الحديث. ونفس الشيئ ينطبق على اختلاف القوم الذين ركبوا البحر. وهذا مع احترامي وتقديري لرأيك.