عزيزي لوجيكال؛
ممكن تتركنا من قصة اللوبينية، فهذا موضوع آخر شائك، ولا أعتقد بأنك تعرف جيداً ماذا يعني أن تنتمي للوبينية، فهي تقسيم أبناء الوطن الواحد، بينما أنا أرى كل أطياف البلد الواحد أبناء للوطن وأتفهم مطالباتهم بما في ذلك مطالبة أكراد الشرق الأوسط بدولة.
هذا كلام آخر له مجاله الخاص.

اليوم لدينا حرب، هذه الحرب قامت بها إسرائيل بكل وعي لما تفعله، إسرائيل لا تقوم بردة فعل على عملية تصير، بل قامت إسرائيل نفسها بضرب حزب الله مرات وضرب جنوب لبنان خلال فترة السلم، فلا يمكن أن أعتقد أن إسرائيل مسكينة تقوم فقط بضرب لبنان لإزالة حزب الله، لأنها غير قادرة على ذلك أصلاً ولن تقدر، أما إذا دخلت براً فهي خاسرة.

قلت بأني مع حزب الله لأننا بموقع لا يمكن فيه الوقوف بحيادية، "ديغول" اليميني الفرنسي وقف مع الشيوعيين المقاومين بفرنسا، ليس لأنه معهم فكرياً ولكن لأنهم أبناء جلدته ضد مستعمر يخرب ويحتل بلاده. فيا ريت لا تبسطلي الأمور.
بالعكس أنت تناقض نفسك، فأنا كعربي معارض لنظام الآيات بإيران ونظام عائلي طائفي بسوريا لا أقول بأني مع هذين النظامين، ولكن حين التفضيل وعند الحرب لن أقف مع إسرائيل ضد إيران أو نظام سوريا، فهؤلاء يشكلون جزءاً من تاريخ منطقتنا، وتاريخ بلادنا. وما سيحدث من احتلال لبلادنا لن يكون أفضل مما تفعله أمريكا في العراق من تدمير كامل لكل شيء فيها.

المسألة بالنسبة لي مسألة وعي بأن التغيير لن يحدث ولن يكون بالجانب الخارجي، ولن يحدث تغيير إيجابي إلا من الداخل وبصميم المجتمع.

نرجع لموضوعنا:
لقد انحزت لأبناء جلدتي لسببين؛ أولهما أني مؤمن بقضية هذا المجتمع، وثانيهما أننا اليوم نتعرض لهجمة إسرائيلية شاملة تدمر كل شيء بلبنان، فلا يمكنني أن أكون محايداً، كيف تريدني أن أكون محايداً في ضرب الإنسان اللبناني وأساوي بين ضرب خرابتين بحيفا مع تدمير بلد بكامله، قل لي بربك كيف؟
فإذا لم أكن أنا ابن البلد مع بلدي فكيف سأنتظر من غيري الغربي أو الآسيوي أن يكون مع بلدي.
أما إعلام البعض اللبناني أو العربي، فهو يبقى مجرد إعلام أعتبره متخلفاً لا يقرأ الواقع بواقعية أصلاً، بل بمجرد حقد إما طائفي (على الشيعة) أو بشكل ساذج.
هذا رأيي، وبالنهاية أنت أيضاً ابن جلدتي، سأقف معك لو هاجمك أحد.
ولا شيء شخصي، أنا فقط مختلف معك، ونبقى أبناء انتماء واحد، وإذا أحد اعتدى عليك فهو يعتدي علي أنا أيضاً.
(f)