اقتباس:  طارق القدّاح   كتب/كتبت  
فلا يمكنني أن أكون محايداً، كيف تريدني أن أكون محايداً في ضرب الإنسان اللبناني وأساوي بين ضرب خرابتين بحيفا مع تدمير بلد بكامله، قل لي بربك كيف؟

من قال اني محايد؟ انا ضد الاثنين، لأسباب مختلفة. الفرق بيني و بينك انني لن التحق في صفوف اي جماعة لمجرد انهم يحاربون اسرائيل. اعتقد ان في هذا بعض السذاجة.

اقتباس:هذا رأيي، وبالنهاية أنت أيضاً ابن جلدتي، سأقف معك لو هاجمك أحد.

هذا يضعك في مأزق، فاذا وقعت حرب بين دولة عربية و بين فرنسا مثلا، فأنت مخيّر أن تخون أحدهما. و استنتج من كلامك انك ستخون فرنسا و ستحمل السلاح ضدها، حتى و ان كانت فرنسا محقة في حربها، فأنت ستختار "ابناء جلدتك".

و على هذا الاساس، فأنت تؤيد مثلا ان يخون السود الفرنسيين بلادهم اذا حصلت حرب بين فرنسا و دولة افريقية. يعني انت تشارف على العنصرية.

طيب اين انت من التحضر و الانسانية؟ انت تقول انك ستقف معي ابن جلدتك امام اي عدو. ألا ترى في ذلك قبلية شنيعة؟ ما الفرق بيننا و بين الحيوانات الان؟ خلاص يعني مش مهم اذا كنت انا على حق او باطل، فأنت ستدعمني لأننا عرب. لا تقل لي انا لا اعرف لوبين. هذا تفكير يشبه عقلية لوبين كثيرا. و انت ايضا تذكرني ببعض السود في اميركا، كلما تم اعتقال مجرم اسود، تجد السود يؤيدونه و يؤمنون ببراءته لمجرد انه أسود مثلهم!!!!!

طيب يا طارق اذا كنت أنت بهذه العقلية، فكيف تلوم الاوروبيين مثلا اذا هم تحزبوا مع "ابناء جلدتهم" ضدك كعربي؟؟ كيف ستشعر يا طارق اذا حصل خلاف بينك و بين شخص ابيض، و أحد اعز اصدقاءك البيض وقف مع غريمك الابيض ضدك انت بالرغم من الصداقة و العشرة، فقط لأنه أبيض و أنت عربي؟؟

يا طارق، اذكر قبل حوالي 15 سنة، كنت وقتها ما زلت في فلسطين، كلمة قالها لي صديق مسلم عرفته طوال عمري، في اثناء احد النقاشات، حيث قال لي ان اي مسلم من افغانستان او ماليزيا أعز لديه مني. وقتها ملاحظته تلك صدمتني فعلا لأنني اعتقدت ان هناك ما بين الانسان و الانسان ما هو اقوى من التحزبات.

أنا شخصيا أؤمن و اعتنق عقيدة حقوق الانسان القائلة انه لا يجوز التمييز ضد اي شخص على اساس العرق او الجنس او اللون او القومية... اعتنق هذا المبدأ شخصيا في علاقاتي. لأنني أؤمن بسمو صفة "الانسانية" على كل الصفات الاخرى.