( 2 2 )
أشعياء 14 : 7اِسْتَرَاحَتِ اطْمَأَنَّتْ كُلُّ الأَرْضِ. هَتَفُوا تَرَنُّماً. 8حَتَّى السَّرْوُ يَفْرَحُ عَلَيْكَ وَأَرْزُ لُبْنَانَ قَائِلاً: مُنْذُ اضْطَجَعْتَ لَمْ يَصْعَدْ عَلَيْنَا قَاطِعٌ. 9اَلْهَاوِيَةُ مِنْ أَسْفَلُ مُهْتَزَّةٌ لَكَ لاِسْتِقْبَالِ قُدُومِكَ مُنْهِضَةٌ لَكَ الأَخِيلَةَ جَمِيعَ عُظَمَاءِ الأَرْضِ. أَقَامَتْ كُلَّ مُلُوكِ الأُمَمِ عَنْ كَرَاسِيِّهِمْ.

وطبعا كلمة حفرة و هاوية معنى و رمز لأنحدار الانسان للأرض التي خلق منها و رمز الى أستمرار
بقاءه في الأنحدار و السقوط الأبدي و أستعملت كلمة حفرة و هاوية كذلك كنقيض للعلو و الأرتفاع
الذي يدل على سمو الانسان بحضرة الله .
و كتعبير عن السعادة الأبدية في حضرة الله أستخدمت كلمة ينابيع المياه لعدة أسباب
لأن سفر التكوين و الأصحاح ( 1 ) ذكر أنه عند بداية الخلق كان روح الله يرف على وجه المياه لأن كل شئ
يحيى بالماء و لهذا استخدم هذا التعبير للدلالة على التمتع بحضرة الله الأبدية و نراه في الآتي :

مزمور 22 : 1اَلرَّبُّ رَاعِيَّ فَلاَ يُعْوِزُنِي شَيْءٌ. 2فِي مَرَاعٍ خُضْرٍ يُرْبِضُنِي. إِلَى مِيَاهِ الرَّاحَةِ يُورِدُنِي. 3يَرُدُّ نَفْسِي. يَهْدِينِي إِلَى سُبُلِ الْبِرِّ مِنْ أَجْلِ اسْمِهِ. 4أَيْضاً إِذَا سِرْتُ فِي وَادِي ظِلِّ الْمَوْتِ لاَ أَخَافُ شَرّاً لأَنَّكَ أَنْتَ مَعِي. عَصَاكَ وَعُكَّازُكَ هُمَا يُعَزِّيَانِنِي. 5تُرَتِّبُ قُدَّامِي مَائِدَةً تُجَاهَ مُضَايِقِيَّ. مَسَحْتَ بِالدُّهْنِ رَأْسِي. كَأْسِي رَيَّا. 6إِنَّمَا خَيْرٌ وَرَحْمَةٌ يَتْبَعَانِنِي كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِي وَأَسْكُنُ فِي بَيْتِ الرَّبِّ إِلَى مَدَى الأَيَّامِ.

أشعياء 13 : 1وَتَقُولُ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ: «أَحْمَدُكَ يَا رَبُّ لأَنَّهُ إِذْ غَضِبْتَ عَلَيَّ ارْتَدَّ غَضَبُكَ فَتُعَزِّينِي. 2هُوَذَا اللَّهُ خَلاَصِي فَأَطْمَئِنُّ وَلاَ أَرْتَعِبُ لأَنَّ يَاهَ يَهْوَهَ قُوَّتِي وَتَرْنِيمَتِي وَقَدْ صَارَ لِي خَلاَصاً». 3فَتَسْتَقُونَ مِيَاهاً بِفَرَحٍ مِنْ يَنَابِيعِ الْخَلاَصِ.

أشعياء 35 : 4قُولُوا لِخَائِفِي الْقُلُوبِ: «تَشَدَّدُوا لاَ تَخَافُوا. هُوَذَا إِلَهُكُمُ. الاِنْتِقَامُ يَأْتِي. جِزَاءُ اللَّهِ. هُوَ يَأْتِي وَيُخَلِّصُكُمْ». 5حِينَئِذٍ تَتَفَتَّحُ عُيُونُ الْعُمْيِ وَآذَانُ الصُّمِّ تَتَفَتَّحُ. 6حِينَئِذٍ يَقْفِزُ الأَعْرَجُ كَالإِيَّلِ وَيَتَرَنَّمُ لِسَانُ الأَخْرَسِ لأَنَّهُ قَدِ انْفَجَرَتْ فِي الْبَرِّيَّةِ مِيَاهٌ وَأَنْهَارٌ فِي الْقَفْرِ. 7وَيَصِيرُ السَّرَابُ أَجَماً وَالْمَعْطَشَةُ يَنَابِيعَ مَاءٍ.

كل هذه الآيات تتكلم عن الهناء الأبدي بمفهوم ينابيع المياه و الأرتواء من نعم الله و حضرته
و كان لابد أن النقيض للمياه هو النار لأن المياه تطفئ النار .
المياه رمز للسعادة الأبدية بالتمتع بعشرة الله و النار نقيض لها أي رمز للعذاب الأبدي
بالأنفصال عن الله .
و الذي يؤكد ذلك أن المعمودية في العهد الجديد تكون من الماء و الروح و نص
السيد المسيح على أنه من لا يولد من الماء و الروح لن يرى ملكوت السموات و في محضر
كلامه عن المؤمنين بعد تجديد أجسادهم قال انهم سيكونون كملائكة الله في السماء
أي ان أجسادهم ستختلف عن اجسادهم الحالية .

لهذا فالمثال الذي عرضته في مداخلتك الرئيسية غير صحيح

لو أنت أب و لديك ابن مصمم على الأنفصال عنك رغم ان أعددت له حفلة كبيرة
و سكن جميل من أجله , لكنه يصر على ترك المنزل و الهاب الى الشارع فتظل تحاول معه
حتى آخر لحظة و بعد يأسك منه تغاق الباب و تتركه خارجا في العراء حيث الحر أحيانا
و البرد احيانا في الشتاء فيكون البكاء و الندم و صرير الاسنان .

و لك السلام و التحية
عبد المسيح