الرياض - قال العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز الثلاثاء ان الهجمات العسكرية الاسرائيلية على لبنان والفلسطينيين قد يطلق شرارة حرب في المنطقة.

ونقلت محطة تلفزيون الاخبارية السعودية الحكومية عن العاهل السعودي قوله في بيان ان السعودية تحذر الجميع من انه "اذا سقط خيار السلام بسبب الغطرسة الاسرائيلية فلن يكون هناك خيار اخر غير الحرب".

واضاف انه لا احد يمكنه ان يتوقع ما سيحدث اذا خرجت الامور عن نطاق السيطرة.

وقال العاهل السعودي في البيان ان العرب اعلنوا السلام خيارا استراتيجيا وقدموا اقتراحا واضحا وعادلا لمقايضة الارض بالسلام وتجاهلوا دعوات المتشددين الذين يعارضون اقتراح السلام مضيفا ان الصبر لا يمكن ان يدوم الى الابد.

وكان العاهل السعودي يشير الى مبادرة سلام عربية طرحتها السعودية وتبنتها قمة 2002 العربية تعرض على اسرائيل سلاما شاملا مقابل اعادة الاراضي التي احتلتها في حرب الشرق الاوسط 1967 .

وقتل اكثر من 400 لبناني معظمهم من المدنيين واكثر من 40 اسرائيليا في الهجوم الاسرائيلي على لبنان الذي اعقب خطف مقاتلي حزب الله لجنديين اسرائيليين وقتل ثمانية في غارة عبر الحدود يوم 12 يوليو/تموز.

واعلن رئيس الحكومة اللبناني فؤاد السنيورة الثلاثاء ان المملكة العربية السعودية اودعت مليار دولار في البنك المركزي اللبناني "تعزيزا للاحتياطات" بالعملات الاجنبية في هذا البنك اثر الهجوم الاسرائيلي على لبنان المتواصل منذ 14 يوما.

وقال السنيورة في مؤتمر صحافي عقده في بيروت "ان المملكة في خطوة مباركة اعلنت بانها ستودع مليار دولار في البنك المركزي اللبناني تعزيزا لاحتياطات" هذا البنك "وبما يؤدي الى التاكيد على دعمها لحكومة لبنان في سعيها لتعزيز الاستقرار النقدي".

واكد السنيورة ما كان اعلنه الديوان الملكي السعودي قبل ذلك عن قرار العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز تقديم منحة للبنان بقيمة 500 مليون دولار كمساعدة لاعادة الاعمار.

وقال السنيورة ان المملكة "بادرت ايضا الى تخصيص 500 مليون دولار كنواة لانشاء صندوق اعمار عربي لاعادة اعمار لبنان".

كما اعلن ايضا ان المملكة "بادرت بخطوة مباركة بايداع لبنان 50 مليون دولار هبة للمساعدة على معالجة ضحايا العدوان ومعالجة النتائج التي تترتب عن التهجير".

واضاف السنيورة ان "سدس ضحايا العدوان الاسرائيلي من الاطفال" وان عدد النازحين "زاد عن 750 الف شخص ما يؤدي الى زيادة المعاناة".

واعتبر السنيورة ان هذا القرار السعودي "تعبير اضافي عن دعم المملكة للبنان ووقوفها الى جانبه" معلنا ايضا عن وصول مساعدات اخرى من هيئات المجتمع المدني السعودي.

وكان وزير المالية اللبناني جهاد ازعور قدر قبل ايام خسائر لبنان نتيجة القصف الاسرائيلي المتواصل عليه منذ الثاني عشر من الشهر الجاري بـ"مليارات الدولارات".

من جهته طالب وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل الثلاثاء بوقف لاطلاق النار في لبنان وباستعادة هذا البلد سيادته ووحدة اراضيه.

واجرى الوزير السعودي في لندن محادثات مع رئيس الوزراء البريطاني توني بلير التي وصفها بانها "ممتازة" على ان يغادر العاصمة البريطانية الثلاثاء متوجها الى موسكو حيث يلتقي الرئيس فلاديمير بوتين.

وصرح الامير سعود الفيصل للصحافيين امام مقر رئاسة الوزراء "اعتقد اننا اتفقنا على ان الحل الحقيقي هو استعادة لبنان لسيادته ووحدة اراضيه. ولتحقيق ذلك علينا في مرحلة اولى التوصل الى وقف لاطلاق النار لوضع حد للقصف".

وردا على سؤال حول رأيه في دعم بريطانيا للموقف الاميركي قال "آمل في ان يتم توجيه الدعم للبنانيين في لبنان. هذا ما نطلبه".

وكان وزير الخارجية السعودي دعا الى وقف لاطلاق النار في لبنان خلال محادثات اجراها الاحد في واشنطن مع الرئيس الاميركي جورج بوش ووزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس.

وقال مراقبون ان تحولا كبيرا طرأ على الموقف السعودي خلال الايام الماضية.

واشاروا الى الرياض وجدت نفسها في مواجهة رأي عام عربي يؤيد حزب الله رغم ادراكه للعلاقة الاستراتيجية بينه وبين ايران.

وتحاول السعودية ان تؤطر موقفا عربيا موحدا من الحرب في لبنان دون اعطاء فرصة لحزب الله لتحقيق مكاسب سياسية في المنطقة.

وقال محلل مالي سعودي يقيم في لندن لم يشأ ذكر اسمه "ان المليار دولار الذي ارسلتها السعودية لدعم حكومة السنيورة محاولة لدعم الحكومة اللبنانية دون دعم حزب الله".

واضاف "موقع كتلة الحريري التي تدعمها السعودية كان هامشيا، وتطلب الامر اللجوء الى الحل المالي المباشر للتذكير باهمية دور الرياض في لبنان".

واضاف "موقع كتلة الحريري الذي تدعمه السعودية كان هامشيا، وتطلب الامر اللجوء الى الحل المالي المباشر للتذكير باهمية دور الرياض في لبنان".

من جهة اخرى وصل الرئيس المصري حسني مبارك الى السعودية لاجراء محادثات مع الملك عبد الله تتناول القتال الدائر بين اسرائيل وحزب الله اللبناني.

وانتقدت السعودية ومصر حزب الله لقيامه قبل نحو أسبوعين بأسر جنديين اسرائيليين وقتل ثمانية اخرين مما دفع اسرائيل الى شن غارات مدمرة على لبنان.

وتجرى محادثات الرئيس المصري والعاهل السعودي قبل يوم من عقد مؤتمر دولي حول الشرق الاوسط في روما في ما قال رئيس الوزراء الايطالي رومانو برودي انه اجتماع أزمة يهدف لضمان وقف اطلاق النار.