اقتباس:  ziohausam   كتب/كتبت  
ملحوظة... لم تقل لي رأيك في المثال الذي سردته لك.. لم تجيبني على سؤالي في نهايته
أين اجابتك يا عزيزي ؟

هذا المثال الذي قلته:

اقتباس:ومارأيك مثلا لو سمعت قولا عني وأنا أقول ( رأيت رجلا اسمه أحمد في العشرينات من عمره ممشوق القوام و شعره يضرب على خديه )

فذهبت تنقله عني وقلت ( رأى ziohausam شابا طويلا وشعره طويل )

وذهب آخر فقال ( شاهد ziohausam شابا في مقتبل العمر شعره يغطي أذنيه وجسمه متناسق )

هل هذا يغير من كلامي أنا شيء؟ وهل أنت كاذبا؟

الافتراض شيئ والواقع شيئ ثاني. وما الذي يدريك انه لن يأتي من سيفهم كلامك على انك تتحدث عن شاب جميل الملامح. ثم سيأتي غيره وينقل الكلام عن المخبر بانك كنت تتحدث عن شاب في غاية الجمال. ثم سيأتي غيره ويضيف بعض البهارات على ما سمع ويقول ان هذا الشاب كان يقود سيارة مرسيدس. وبهذه الطريقة ستنحرف القصة عن مسارها الصحيح، وتتلخبط، وتضيع القصة الاصلية.

الآن سأعطيك نفس التصور عن قصة تميم الداري. أحد الاحاديث يقول ان أناسا من قوم تميم الداري هم الذين ركبوا البحر ووجدوا الجساسة. هذا الحديث لايصرح ان تميم الداري كان معهم. ربما تكون القصة اشاعة سمعها تميم الداري واخبر بها بعض الصحابة. ثم انتقلت هذه القصة الى الجيل الذي جاء بعد الصحابة. وبعد ذلك جاء أحد وضاع الحديث وألصقها برسول الله! وهذا احتمال وارد. ثم يجب ان لا ننسى ان اغلب روايات هذه القصة يرويها الشعبي عن فاطمة بنت قيس. والشعبي مشهور بالاحاديث المرسلة. وقد ثبت ان الشعبي روى احاديث عن العديد من اصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ولم يقابلهم. واذا لم يقابلهم، فمن المستحيل ان يكون قد سمعهم! وهنا لدينا شبهة في اسناد الحديث! أنا لا اتهم الشعبي انه صانع القصة، ولكن من المحتمل ان يكون قد اخذها عن شخص آخر ينسب القصة لفاطمة بنت قيس. ثم نقل القصة عن الشعبي عنه شخص آخر زعم ان الشعبي بنفسه سمع القصة من فاطمة بنت قيس. وهكذا تضيع الحقيقة. وأفضل شيئ ان نأخذ من الحديث ما وافق القرآن. وقد توصلت الى هذه القناعة بعد رحلة شاقة في تقصي الحقائق.

اقتباس:ما ضرك أن تؤمن بصدق الحديث؟
وماذا كسبت من عدم ايمانك به؟

المسألة مسألة معتقدات. وهذه الاشياء اذا لم تثبت بالنص القرآني نرفضها. ألا يكفيك ما قاله الزميل يوسف في المشاركة رقم 11. إقرأ ما كتب:

(ملاحظة اغلب الدراسات تشير الى ان الجزيرة التي نزل بها تميم الداري هي في منطقة مثلث برمودا حسب ما يذكر الكتاب)

الكاتب الذي يشير اليه الزميل يوسف أخذ تميم الداري من جزر الشام وأوصله الى مثلث برمودا. وهذا مثال حي على انتشار وتتطور الاشاعة. ولو كان هذا الكاتب موجود في زمن وضع الاحاديث، لقال ان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول ان تميم الداري نزل في مثلث برمودا!!! اذا كان تميم الداري يعرف انهم سيوصلوه الى مثلث برمودا لما حدّث أحد عن قصته. وهذا على افتراض بعض الصحة في القصة!