عزيزي تروث،

لا هي إشكالية ولا شيء. هي إشكالية فقط لدى أصحاب العقول الطائفية والنظرة الطائفية لذلك تقف إسرائيل ومن ورائها إدارة المحافظين الجدد الصهيومسيحية فاغرة الفاه كالبلهاء لأنها لا تستطيع أن تفهم دينامية حزب الله المعادي لإسرائيل وأمريكا والتأييد العربي السني له.

من طرفنا كعرب تهمّهم القضايا العربية قبل الإستحقاقات الإسرائيلية والأمريكية، نقف مع قضايانا ونتحيز لها. والروح العروبية التي يريدون قبرها في الشرق الأسط الجديد بقوة فوهات مدافعهم وجيوش من المرتزقة التي تروّج لليبرالية تنتمي الى جزر الواق الواق أو حتى كوكب المرّيخ أكثر من أنتمائها لشعوبها .. هذه الروح العروبية التي يريدون قبرها ما تزال حيا يرزق بل ويدفعها الآن تحرّك شعبي تلقائي غير مفروض بقوة الأنظمة الديكتاتورية. ولذلك نرى اليوم التقاء تلقائي بين الفكر العروبي وبين روحه الإسلامية لدى القاعدة الشعبية.

هذه الإزدواجية العربية-الإسلامية هي إحدى مكونات هويتنا التاريخية والثقافية والحضارية. إنها هي الشرق الأوسط الجديد وليس ذلك المسخ الذي تحاول إنجابه القابلة الصهيومسيحية كونداليزا رايس.

كلما ازدادت الهجمة الإستعمارية-الإمبريالية، كلما ازدادت هذه الهوية العربية-الإسلامية تبلورا. هذا ما نراه بأم أعيننا وسيستمر. وإن غدا لناظره قريب.

تحياتي