"بدايةً أود أن أتقدم من الزميلة العزيزة بالشكر على هذا المجهود ."

وأنا أود أن أخبرك أنه لا داعي للشكر، فأنا لا اكتب إلا لأنانية متأصلة في نفسي :) ولإسبابي الخاصة. لا أكتب لأحد بقدر ما أنا اكتب لنفسي.

وإن كان هناك من عليه أن يتقدم بالشكر فهو أنا..
فشكراً لردك المختلف هنا ولصراحتك الجميلة..


"ولماذا لا يتدفق سيل التعليق والمدائح المطولة إلا على المحاولات الأدبية التي توردها المشاركات ؟ أما المشاركون من الذكور فليس لهم من مادح ولا منتقد؟"

صحيح :) لا أملك إلا أن أوافقك الرأي هنا. ولأعترف بهذا السر، كتبت في إحدى المنتديات نصوصاً مختلفة تحت اسم مستعار لرجل، وكانت النتائج غير مشجعة، لا أعني النقد الذي وصلني لأنه لم يصلني الكثير من الردود، وهذا لا يهم، لكن حتى عدد القراءات كانت منخفضة. لكنني لا أحب أن أعمم هذا على الجميع. في النهاية النصوص الجيدة سيدي غالباً ما تأخذ حقها ولو بعد حين. والنصوص السيئة لن تبقى كثيراً، حتى مع كثرة المشاركين.


"ولكن ما نشرته الزميلة العزيزة يمكن أن نقول عنه انه وصف جميل فقط , ولكن سؤالي ماذا أرادت أن تصف لنا بالضبط؟؟ أين البناء القصصي لهذا النص وما هي الفكرة التي يجب أن نستخلصها في النهاية؟"

أنا لا أحب أن اشرح ما كتبت ولا أن أبرره أو أدافع عنه، نصوصي جزء مني، وبعد أن انهي كتابتها هي في الماء وحدها، إما أن تنجح أو تفشل. وإذا كانت غير قادرة على التعبير عن ذاتها فليس هناك داعي لحديثي عنها! ربما هذا النص فاشل! ليكن، فلا زلت أتعلم :) وقد لا يكون قصة، ولا قصيدة، ولا تصلح أن تكون تحت أي مسمى آخر، لكنها تبقى جزء مني، ربما لا يستحق القراءة حتى. مع ذلك يبقى هذا النص قريباً لقلبي كثيراً.


"كنت دائما أعجب للروائيين الذين يسرفون في وصف الأشياء لأنهم كانوا يشعروني دائما أنهم يتحدثون عن أماكن وأشياء ليست موجودة في حياتنا , فنحن لا نراها هكذا , جميلة هي الاستعارات والتشبيهات ولكن يجب أن لا تبعدنا عن الكنه الحقيقي للأشياء."

اسمح لي، فهنا اختلف معك في الرأي كثيراً، مفهومي للفن مختلف قليلاً.. فوظيفة الفنان في رأيي أنه يرى ما لا يراه غيره، أو أنه يفسره بطريقة مختلفة لنراه بعدها بمنظور مختلف آخر.

دعني أخبرك قصة صغيرة هنا..
عندما ظهرت الكاميرا في نهاية القرن التاسع عشر، ثار أغلب الفنانين وراودت الكثير منهم الوساوس مخافة أن تحل الكاميرا محل الريشة والألوان. يا الله ماذا كنا سنفقد حينها؟!! لكن خطأ حدسهم، فلازال الرسامين يوسخون أياديهم بالألوان ويتنشقون رائحة "الثنر" ويعانون في صنع لوحة. السؤال هنا؟ ما الفرق بين الذي تنجزه اللوحة وتلتقطه الصورة؟ اللوحة هي انعكاس لرؤية الفنان بينما الصورة هي انعكاس للحقيقة والواقع، كلنا نراه! لا أريد أن ادخل في كذب الكاميرا وما توثقه.. وفن التصوير فذلك شأن آخر..
الذي أردت أن أقوله أن ما يراه الفنان مختلف، وهنا يكمن جماله.

بالنسبة لي التفاصيل أمتع الأشياء وأكثرها قدرة على إيصال الوقائع. والأشياء الصغيرة هي التي تبرز جمال أي عمل مهما كان كبير. أحب في الخط العربي نقطه وحركاته، وأحب في لوحات الانطباعيين تكسرات الفرشاة على "الكانفس"، وأحب في الله دقته في تصوير كل شيء، حتى الحشرات، الروائح المختلفة، وملامح الوجوه.

فقط أخبرني، هل فكرت-وقبل أن تقرأ هذا النص- يوماً برائحة وسادة حبيبتك؟

بالمناسبة، أريد رأيك في نصوصي الأخرى.. لا أضمن لك أنها أقل رداءة.. فقط أخبرني رأيك :) ممكن؟



فوزي.. قد أعود لاحقاً :)

تحياتي
لمى (f)