(f)

كمبيوتري مصاب بعمى الألوان، وأخشى أن يعميني معه!

أنا لاأميز أعلاه بين كلام العزيز شهاب من كلامك!

ولعل هذا يقربني من الموضوعية لأنني سأرد بعيدا عن أي اعتبارات شخصية...

هناك أمر ما مثالي في الطرح!

يفترض البعض من الديمقراطية أن نطبطب على بعضنا ، أو......"يقللي نا تغيرت عليه! :lol: )

من قال ذلك؟!

نحن مختلفون، ويجب أن نقبل هذا الاختلاف، وأن نعبر عنه في كل مكان متاح، وألا تأخذنا في الحقيقة لومة لائم...

سأرى في العبارات الزحفطونية ما سأعلن أنه زحف على البطون مقرف، وسيرى غيري في معارضتي تهورا وطيشا وعمالة!

لنعبر عن هذا بكل ما نملك من سبيل، ما المانع!

المحظور هو أن نقصي بعضنا أو نهمشه، أو نفرض عليه وصايتنا بحجة حماية الحرية والديمقراطية من المخربين!

يذكرني الكلام أعلاه بكلام أحد شيوخ السلطة السعودية يوما حين أصدر فتوى صارمة يزعم فيها أن الخروج على السلطان باللسان أنكر في شريعته من الخروج عليها بالسنان!!

وغاب عنه أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم عد من يرفع صوته بكلمة الحق أمام السلطان الجائر فيقتله السلطان سيدا للشهداء...

الزميل هنا يرى أن من حقه وحق غيره تدبيج المقالات ليتهمنا بالعمالة لإسرائيل وللإمبريالية الغربية وللإرهاب الدولي، ثم إذا نحن عددنا له دعاواه التي يقترب فيها من حملات السلطة المعادية نوعا من الزحفطنة، والمزاودات الرخيصة، إنما نحن نهينه ونقصيه!!

كلا يا صاحبي!

ليس يضيرنا أن تقول السلطة وأزلامها ما يقولون، فلدينا حجة ولدى جوقتها ما تزعمه حجة، فدعوا الحجج تتدافع، فأما الزبد فيذهب جفاء، وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض ويظهر ولو بعد حين...

مشابهة القسوة مع جوقة النظام بأسلوبه في الإقصاء والتهميش والمصادرة والوصاية نوع من خلط الأوراق الذي لا يقرر حقيقة بل يزورها!

مرة أخرى أؤكد:

لسنا نعتب على النظام أنه أطلق ألسنة أزلامه ضدنا، فتلك خصومة نتفهمها ونستطيع الصمود لبيان عوارها، ولن نقف يوما ضد نشرها على أقصى نطاق، ولو أنك فتحت موقع جماعتنا لوجدت أنه يحوي أسبوعيا من المقالات التي تنال من الجماعة وتثير الشبهات حولها...

هذه هي الديمقراطية ونحن نقبل بها دون تحفظ...

ما لا نقبله من سلطة الاستبداد هو المصادرة والحجب والتشويه المتعمد دون إعطاء الطرف الأخر فرصة لتصحيح الفرية!

خذ مثلا موقع (كلنا شركاء البعثي) الذي زعموه منفتحا! -ولن أذكر أحافير الثورة وتشرين والبعث، كما لن أّكر بحجب المحرر وغيرها-
ينشر في كل أسبوع بضعة مقالات تنال من الإخوان بأبشع الأوصاف، ثم لا زلت لا أيأس من إرسال الردود عليه بألطف الأساليب، لا مقارنة مع أسلوب المقال السوقي فحسب، بل في إطار ما أكتبه هنا وفي مواقع أخرى، ثم هو منذ سنة ونيف لم ينشر لي مقالا واحدا من أصل ما يربو على عشرين رد والله!

مشابهة سخونة اللهجة بالإقصاء يفضي به إلى أن أقوم الكلام أعلاه في واحد من خانتين:

1- إما أن صاحبنا لا يؤمن بالديمقراطية حقا، لأنه يرى أن الناس من حوله خيار وفقوس، فالسلطة وأزلامها شعب الله المختار، بينما المعارضة ومن لف لفها من الجويم الذين لا يحفظ لهم حق!

2- أو أن الزميل يجهل أن المعارضة ليست رهبنة ولا تصوف وإنما تعني فيما تعنيه الرد على السوقية بسوقية مضادة، وعلى العدوان بمثله، وعلى النفاق بما يعريه!


لست أزعم أن لدينا ديمقراطية مثالية، ولكنني أقارن بين ممارسة المعارضة في الداخل والخارج، بممارسة البعثيين وجبهتهم (التقدمية) فلا أستطيع المقارنة بحال!

لدينا كإخوان مثلا جرى التداول على منصب المراقب العام -وهو الرجل الأول في الجماعة) بين سبع إخوة كرام خلال عقدين اثنين فقط! فأعطني من حزب السلطة وجبهته التي تحوي عشر أحزاب (تقدمية) حزبا واحدا جرى فيه التداول على منصب الرجل الأول بين اثنين!

طرحنا في أفكار التحالف الوطني وجبهة الإنقاذ في الثمانينات، والميثاق الوطني أوائل عام 2001 وإعلان دمشق قبل عامين تقريبا، وجبهة الخلاص الأخيرة عدة أفكار توافقية، وحشدنا لها طيفا متنوعا، حكى بتنوعه الجميل حقيقة قابلية شعبنا للاعتصام بقواسم مشتركة تحميه من الارتهان للخارج، أو التقوي به، فهل قدمت السلطة و(جوقتها) مشروعا توافقيا واحدا خلال العقود الأربعة التي حكمتنا بها بخلاف جبهتها التقدمية التي كرست وصاية البعث على الدولة والمجتمع، ومنعت الحزبيين الخاضعين لها من أبسط حقوقهم الحزبية، ألا وهي ممارسة نشاطهم في الوسط الطلابي والجامعي!! بل منعتهم من إصدار صحيفة باسمهم طوال عهد الرئيس الراحل، والآن سمحت لهم بمطويات تسميها نشرات حزبية لا تكاد تفرقها عن النشرات البعثية بفكرة أو أسلوب!

نحتاج إلى تطوير ممارستنا الديمقراطية، ونحن في سورية أقدر من غيرنا على إنجاز لك لا ادعاء عنتريا، وإنما من واقع تجربة خضناها معا منذ الاستقلال وحتى انقلاب البعث، حيث شكلنا يوما دستورا مشتركا بعد مخاض ديمقراطي مشرف، ألا وهو دستور الخمسينات الذي أقصاه البعثيون وحكمونا بدستور مفصل على مقاسهم، قابل للتعديل في خمس دقائق حسب الطلب!!


واسلموا لود واحترام