سنة لبنان هم الوسط السياسي الأساسي، وكان دائما هناك وسط سياسي نظير لهم، المارونية السياسية أو الدروز أو الشيعة.

سنة لبنان أخطؤوا بحق أنفسهم خطأ عظيما حين استجابوا لفصل لبنان عن سوريا إبان الانتداب.
استمر خطأ سنة لبنان حين استمر سعيهم لجعل لبنان كيانا مستقلا، لا سيما حين أتت الفرصة الذهبية دوليا وإقليميا ومحليا بغياب الجمهورية بعد أمين الجميل.

سنة لبنان لا يزالون يخطؤون، إذ يحسبون الأحزاب قد ذهبوا، وهم مصرون على كل الحلول إلا الحل الطبيعي.

الحل الطبيعي هو إعادة لبنان إلى أصله، والتنسيق مع الوسط السياسي النظير من أجل هذه القضية، وهو الوسط السياسي الشيعي. وهكذا تحل مشكلة لبنان مرة واحدة وإلى الأبد.

ليست مشكلة لبنان أنه مقتطع مجزء من الأمة فحسب، بل مشكلته أن تشكيلته السياسية كانت منذ اليوم الأول طائفية، وهذه الحالة كما قال فيها المثل "فالج لا تعالج"، ولنشهدن لبنانا آخر كبيرا قريبا في العراق إن استمر الحال على ما هو عليه. إلا أن حجم العراق سيجعل حرب لبنان نزهة.

أما جماعة 14 آذار، فيكفيهم فخرا أنهم قد اجتمعوا مع كوندي إبان ضرب أمريكا للبنان. لن نذكر أن وزيرة خارجية دولة أجنبية لا يحق لها عادة أن تجتمع بالقوى السياسية في البلد إلا إن كان بلدا تافها قزما مسخا. وزيرة خارجية أي دولة تجتمع مع وزير خارجية الدولة المضيفة، ومع رئيس الوزراء، ومع رئيس الجمهورية، بالترتيب، على أن القوى السياسية تلتقي معها من خلال الدولة.
هذا الفخر الذي يكفي جماعة 14 آذار يحق لهم بعدها أن يصمتوا صمتا مبينا، فنحن نعرفهم بسيماهم، ولو شئنا لفصلنا أمرهم تفصيلا، إلا أن التفصيل لا يلزم فهم جملة واحدة بنو كونديليزا، وكفاهم بذلك فخرا.

هل تخلف من القوم على مائدة عمتهم كوندي أحد؟

لعله يأتي اليوم الذي أرى فيه بيروت بالنسبة لدمشق كما هي حلب وحمص وحماة.