كتبت اليوم مداخلة في هذا الشريط، أفسدها الهجوم الثاني على المنتدى، سأحاول أن أنكش شيئا منها من ذاكرتي المهترئة...

إبتداءا زملائي الأعزاء، فإن من أسهل القول واسمحوا لي أن أقول أحمقه، أن ننتظر الشفقة من حكومات وشعوب الغرب، بل وأن نعبأ برأيهم العام المبني على "اليسار" المزعوم.

يسار الغرب لا يتحرك إلا بعد خراب مالطة، ليذرف دموع التماسيح على ضحايانا، وليعط من تبقى من العائلات بضع حفاضات لأطفالهم المشوهين الموتى الأحياء، متمنين في سرهم أن لو قد ماتوا.
لا يتحرك رأيهم العام الإنساني جدا إلا بعد أن تهلك آلة حربهم الحرث والنسل وتسعى في خراب البلاد وقتل العباد، وحتى لا يبقى من يقول نعم فضلا عمن يقول لا.

من أجل ذلك، على أنفسنا فلنعتمد، ولنتعاضد مع كل مقهور مثلنا ذاق مما ذقناه، فكل مظلوم لمظلوم نسيب وقريب. ولننسى النظام والقانون الدولي المزعوم، والموقف الدولي المتجبر، فإنه إنما صنع لخدمة منتصري الحرب العالمية الثانية، ثم صفي تدريجيا حتى انتهى بالدولة الواحدة.
فلننس هذه الهيئة المجرمة التي لا تشبه غير التماسيح، هذه المسماة زورا وبهتانا هيئة الأمم المتحدة، ولنتوقف عن التباكي على أعتابها، فهي ليست إلا دائرة من دوائر الخارجية الأمريكية المكلفة بها كونديليزا.

أما كلام الظواهري، فإني وإن كنت أختلف كثيرا مع آراء حزب الله وآراء القاعدة من ناحية سياسية، وإن كنت أظن أن الملتقى الفكري الوحيد بيني وبينهما إنما هو في الشهادتان والقبلة الواحدة وبعض أمور مشابهة، إلا أنني أجد أن الخير كان في خطاب الظواهري أمس.

الخير لأن الظواهري ينطق باسم السلفية العلمية، وهي أهم مناوئ فكري من جنس الوهابية لـ"ـعلماء" السعودية المحسوبين على السلفية الجامية.
خطاب الظواهري أزاح أول ما أزاح الفتاوى المجرمة التي أتحفنا بها بعض من يقتل ابن رسول الله ويختصم في دم البعوضة، كمثل ابن جبرين.
حزب الله بإسناده الفكري والمذهبي من إيران يمثل قطاعا مهما من المسلمين الشيعة، على أن باقي الشيعة لن يعادوه وإن لم يعملوا معه، بل وقد يدعموه معنويا.
خطاب الظواهري يغطي قسما مهما من السنة، حتى من غير السلفيين، حيث أن خطابه يستند على قواعد فكرية مشتركة عند مدارس السنة المختلفة، بما يجعل القاعدين منهم في حرج، على الأقل يتم تحييدهم لئلا يطعنوا ظهر حزب الله.

على جميع الأحوال، فإن التقاء المدرستين المتنافرين في هذه القضية برأي واحد هو أول الخير، ولعله أن نلتقي أخيرا بعد أربعة عشر قرنا ونخرج من الفتنة الكبرى التي ابتلانا الله بها غضبا على سفك الدم المحرم بيننا، لعل الله أن يجمعنا ببركة غضبتنا لرسول الله وإن كانت بدائية في غير موضعها وسلكت غير سبيلها.

"لا تقتلوني، فوالله لتتمنون أني عشت فيكم طويلا كل يوم بسنة. والله لئن قتلتموني لا تصلون بعدي جميعا أبدا، ولا تحجون جميعا أبدا، ولا تقاتلون عدوكم جميعا أبدا، ولا يكون قلبكم على قلب رجل واحد جميعا أبدا، إلا أن يشاء الله".

الله إنه لا راد لما تشاء، فنسألك أن تشاء لم شعثنا، ووحدة صفنا، ونصرنا على عدوك وعدونا الذي قد بغى علينا وظلمنا، وتب علينا من الولوغ في الدم المحرم بيننا وعلينا.
اللهم قد أخذت منا لعثمان وعلي والحسين وابن الزبير، فاللهم إنا تائبون فتب علينا، وانصرنا على من تجبر في الأرض وسعى في فسادها وأهلك الحرث والنسل.