أراك أتعبتَ نفسَـكَ بالكتابةِ طويلاً لمواضيعَ لا تستحقّ .. لماذا يا رجل ؟ وهنا أسألك لتجيبني / أنت : لماذا ؟
الجواب واضحٌ من في الأسلوب الذي - أعتقدُكَ لا تعرف غيره : الإستفزاز و الإساءة بقصد . لماذا ؟
قد لا تكون كتابتي منسابةً بما تطرح ، و ذلك لأنني كنت أقرأ ما تكتب و أدوّن ملاحظاتي ؛ أي أنني كنتُ أقرأ ما جاء على غير منطقٍ أدبيٍّ ذي منهجيَّـةٍ تستحقّ القراءة . و لكنني وجدتُ نفسي مجبراً على القراءة و الرّد لأنني لمست عين غاياتِك منذ البداية . و هنا لا بدّ من إنصاف فلورنس ، و لا بدَّ من إنصافك أيضاً ...
لن أدافع عن كلِّ نتاجاتِ فلورنس ، ثم إنّ بعض نصوصها - و إن جاءت على الشكل الذي يكتبُ فيه الشعر - فهي نفسها تُقرّ في أنه ليس شعراً ، بل هو نصٌّ أدبيٌّ يعبّر عن حالة خاصّة ، و إذ يكتب المرؤ مثل هذه فلأنّ كثيراً من هموم البشر و آلامَه تتشابه و تتشارك ، أقصد الحالات الخاصة ، علماً بأنه لديها نصوصاً فيها من روحِ الشعر الكثير مما قد لا يُناسبك و بشهادة من قرأ لها و كتب ؛ وروح الشعر – و لا إخالُك تُدرِك ( كنهها ) فأنت أبعد ما يكون عن الأدب لتدرك (كنهها ) - هي الشِّعريّة ثم لا تتجرّأ هنا و التعليق على ( كنهها ) فقد تعمّدتُها و وضعتها بين قوسين من أجلك . لكنك تناولت نصوصاً - لسوءِ حظِّك - هي في غاية الجمال والإبداع الأدبي الذي استوفى كلّ الشروط لهذا المُسـمّى .
تناولتَ قصّةَ " في المحطة " ، " بيتي " ، و " ماذا قال لي شيخُ البحر " . و هي من أجمل ما كُتِبَ في الصفحة الأدبية منذ أكثر من أربعة شهور ، حيث لا علمَ لي بما سبق / لغير الكاتبة ...
ربما سأتناول تلك القصص نقديّاً في وقتٍ لاحق – فقط لأريكَ ما لم تَرَهُ فيها . لكنني سأكتفي هنا بالذي جاءَ منك :
أولاً ، تريدُ تحديدَ المكان الذي ينشر فيه الناس كتاباتهم ، و تريدُ تحديد الموضوعات أيضاً ؟؟!! : " و قررت أن تعاقبنا بأنها لن تعقب و لن تكتب ألا في ركنها الركين الأمين باب الأدب " و هذا كلامك . باللهِ عليك ، بأيِّ مُسَـمَّىً تسمِّي هذا ؟ ثمّ أين تريدُ أن يكتب الآخرون ؟ . اَوَلستَ تريدُ إلاّ الإستفزاز ؟؟ لماذا ؟ .... إذا أعدتُ ما جاء على لسانِكَ فإنني – و القرّاءُ أيضاً – سنقرأ الإجابة على ما أقول : " و بما أنني واوي بذيل طويل " .. أراكَ واوِيَّـاً من حوران ، أو من حوالَيها ( و حوران جنتي ) ، و هذا يفسِّـرُ و يُدّلِّلُ على ما ترمي إليه .. و الدَّلائلُ القادِماتُ كُثُر .. أعتقدُك تعني بالذيل الطويل : ( حِشَـري ) و مؤذٍ ...
ثم فسِّر لي : إنسان يقيم في بلدٍ ما و لتكن باريس ، ويكتب عن بلده حوران مثلاً ، كيف بهذا يريدُ أن يمحو لك ذاكرتك الحورانية ؟ أيُّ منطقٍ هذا الذي تتحدّث ؟؟!! تعكس الأمر و كأنّ القرّاءَ أغبياءٌ بحسبِ اعتقادِك !!!! ألا ترى أنكّ مكشوفٌ و قصدَكَ مكشوف ؟؟ هل أردتَ غيرَ الإساءة ؟ لماذا ؟؟
ثانياً ، القصص التي تناولها قلمُكَ ( المفعوط ) ؛ و لْنأخذ " في المحطة " : ما الذي أجاد به قلمُك في أدبيّة المادّة ؟ لقد استوفت القصة كل التِّقَانيّات الأدبية و كلّ فنِّيّات القصِّ في هذه القصة ، من شخوصٍ و حدثٍ و حوارٍ و نهاية . هذا إذا أردت الحديث من خلال المنهجِ التقليدي في النقد ، علماً بأنّ هذا لم يعد لينطبقَ على المدارس الحديثة في الكتابة القصصية إلاّ في حدود .
القصّة مليئةٌ بالدِّلالاتِ و بالإشاراتِ ، وهذه ما لم يلحظها قلمُك . إمرأة تعاني / الغربة ، الوحدة ، إنتظار الموت ، أو الحنين إلى الوطن / وكلُّ الدِّلالات التي في القصّة و التي تشيرُ إلى ذلك لم تلحظْها أنت !!!؟ والقادمُ الذي أخذ طرفاً في الحوار و شاطرها الانتظار كان يمثّل الآخرين – و هم كثر – الذين هم في الحال نفسها // و لا تقل لي : الحالة !!! .ألم ترى فيها حواراً ؟ عجيبةٌ مكَناتُك يا رجل !! إنتظارٌ و ألـمٌ و انتظارٌ و طولُ انتظار .. ألا يوحي إليكَ ذلك بأيِّ شيءٍ تفهمه ؟؟؟ ألا يُريكَ ما تفعلُهُ ( البصاطيرُ ) بالذين يخالفونكم الرّأي ؟؟؟ !!!
كيف كنتَ تقرأ إذن . إنْ هذا يا ( جقل ) إلاّ العمَـهَ عينه . لا أعتقدُكَ تعرفُ ما العمه ! أقولُ لك و لا تتحاذق بمعرفتِها فيما بعد : هو عمى البصيرة .. أمّا العمى : فعمى البصر .
" تقرأ الأنانية في القصة الثالثة بشكل صارخ حتى تصبح واقع الكاتبة و قدرها بل هوايتها تفجرة قصصا تنشرها في النادي الأدبي. و قد صورت بيتها غولا يريد افتراسها .و كل شيء فيه متآمر عليها و كانها مركز تدور حولة الأشياء و منها هذا البيت البائس "
هذا كلامك في قصّة " بيتي " . لا عجب فأنت هنا مثلما كنتَ هناك . هل تعرفُ ما تعنيهِ الوحدةُ القاتلة ؟ ألم تسمع من أحدٍ أنها الغول الفعلي لكلِّ إنسان منذ البدء ؟؟ أوَلَم يقُل لك أبوكُ مرَّةً " الجنة بلا ناس ما بتنداس " ؟ أوَلم توحِ إليكَ العبارة إلى القسر في نمط الحياةِ هذا ؟ و العسف ، و الظلم ، و كذلك القهر أيضاً .. كيف و لم تؤثِّرْ بك مثلُ هذه القصص و إنما تنساها بمجرّد أن تبتلعها – باعتبارك ممن يحبون البلع باعتقادي شبة المؤكّد - ؟ : " فمفعولها يزول فور ابتلاعها " . أنظر إلى تعبيرك هذا قبل رفضه .....
ثم تتحدّثُ عن غموضٍ في النصوص و على ما يبدو أنك لم تميِّز بين الغموض والرمز أو الدِّلالة ، و لا حتى بين الغموض و التغميض . الغموض شيءٌ جميلٌ و مستحسنٌ في الأدب و بخاصّةٍ في الشـعر حيث يعطيه جماليتَه و يعطيهِ شِعرِيَّتَـه ، و المرفوض هو التَّغميض ( أي أن تقصد التغميض لأجل التغميض أو لأجل تضييع الضّحالة في الطرح ) ؛ ولكن لا الغموضَ و لا التغميضَ موجودان في أيٍّ من قصص فلورنس . بل هو الرمز و الدِّلالة . و ما حيلَتي إن كنتَ على ما جاءَنا منك ؟؟؟ !!! كنت تريدُ وضوحاً و تطويلاً في القصص ، تريدها بـ ( مسطرة ) ، هل حين تُوقِّع ، أنت ، تُوقِّع بمسطرة أيضاً ؟؟ هناك قصص قصيرة لا يتجاوز طولها ( بالمسطرة ) السطرين ، فما لديك لتقوله في هذا ؟ و إنني أرجو ، بل أدعو أن تحاول القول لتكون بعدها في مرمى الهدفِ .. أنصحُكَ بالبقاءِ بعيداً عن هذا ، لأنك عندها – حتى ردودي لن تفهمها إلاّ ( غموضاً ) - .
" كيف يكون الشيخ غريبا و قد عرفته بال التعريف " هومعرّفٌ لأنه هو الذي دخل و ليس سواه . و غريب لأنه مجهول الهوية في المكان و في المحيطِ الاجتماعي ، و هذا فيه تعريف أيضاً : غريب . كيف تقرأ يا رجل و كيف تفهم ما تقرأ ؟؟؟!!! و لا تقل : الإجتماعي ، لأنَّ ما قبلها مكسور !! هذه ( ببلاش ) !!
","كنت","أتفحص",ألقي","أحصل","تفي","أقتربت","لمست","طلب" هذا الكم الكبير من الأفعال يستهلك اللغة " أي استهلاكٍ ، و كيف يكون الاستهلاك للغة ؟ أرجو أن تجيبني بدقة . إنّ استخدام الأفعال و بخاصة المضارعة – حيث يفرضها مقامها – هي التي تعطي للجملة قوّتَها . هي التي تعطي الحركة ، و تفيد في نقلِ الصورة و انتقالها .. إنكَ تلعبُ بما ليس منك .....
لن آتي على القصة الثالثة ، فأنت فيها تلبِسُ الرِّداءَ ذاتَـه .
ثالثاً ، أنت ، سآتي الآن لإنصافك ....
سأبدأ من أخطائكَ الإملائية أيها الناقد المُشبَع :
" كنت أمر بركن " ، الصواب : على .ــ " اقلب " و الصواب : ألفُ الهمزة ( أ ) .ــ " سؤ " الصواب ( سوء ) الهمزة على السطر .ــ " اسماء " و الصواب ( أسماء ) بالهمزة .
" اعجبني " مثلها ( بالهمزة : أ ) . ــ " لزميل حكيم أسمة " و الصواب ( اسمه ) بدون الهمزة .ــ " آثرا " و الصواب ( أثراً ) بالهمزة و ليست المد " الأيجاز " و الصواب ( الإيجاز ) الهمزةُ من تحت !! .... والشريط هذا طويل : الهمزة لغير المهموز و العكس للعكس . أكتفي ( بالمهموزات ) هذه .
" قصة بهذا القد " و الصواب ( الحجم أو الاختزال ) هذا إن أردنا التعبير الأدبي الصّويب . أمّا القدّ فهي لأجساد البشر و أطوالها .
" و قصار القول أن نثر غزلان " لقد جمَعتَ ما أفرَدت . و الصواب ( و قصير ) .
" دون مقولة حقيقة " و الصواب ( بدون ) لأنّن دون تعني : أمام . كذلك : بلا ... إلخ .ــ " رغم " و الصواب ( برغم ) .
"كيف تكونت ذاكرة غزلان و هي تحمل هذا البغض الشديد للمكان و المكان هو نصف التاريخ و نصف الفضاء القصصي " برأيك : ( السجن ) مكان ، أوَليسَ بغيضاً . تتكلّمُ بلا ركيزة و بلا اتِّكاءٍ يا صاحبي . من أنَّى لك كلّ هذا الإلمام اللغوي ؟ ! لديك عبارات أو مقولات وتريد لها أن تتموضع في موضِعٍ لا مكان لها و لا لك فيه ...
" دخلته كان فاغر الفاه ..فابتلعني...وجدتني أحتل فيه مكانة الصدارة...ومكانة الوحدة في قيادته." جمل ثلاث لا يمكن أن تتواجد في قصة واحدة و لكنها عند غزلان تتواجد في سطر قصصي واحد. " و اللهِ يا رجل أنك بلا أيّ ذوقٍ أدبيٍّ أبداً / مع احترامي . و لن أزد هنا .
" و الأنتقال غير الواعي بالزمان يشوش الفكرة من فعل ماضي الى فعل ماض ناقص " أريد شرحاً لهذه باللهِ عليك و لو سمحت ...... كيف يكون ذلك ؟ و ماذا عن ( الأنتقال – و – الى ) ؟؟ يارجل ، أستجير باللهِ منك .........
" و توقف عن أيراد " ... بلا تعليق .....
" أستخدام مثل هذة المفردات يزيد التعابير و عورة " هذه لغة وزارة الزراعة و الإصلاح الزراعي ، وليس الأدب .
" و يخلق حواجز بين الكاتب و متلقية.و خاصة اذا كانت مقصودة. " ثِنـتانِ هنا لا واحدة : ( ويخلقُ حواجزاً ) : مفعولٌ بهِ منصوب . ثم : ( بين النصّ ومتلقيه ) و ليس الكاتب ، الكاتب في بيتِهِ فاتركهُ بعيداً عن لزوجةِ مثل هذه التَّقرّحات . // بل هنَّ ثلاثة لا ثِنتين ، و الثالثة : ( و بخاصّة ) و ليس و ( خاصّة ) أي : و بشكلٍ خاصّ .
ها أنا أفيدُك في اللغة من حيثُ لا حساب .!
و أمّا عن الشِّعرِ يا صاحبي ، فإنني أستهديكَ بالله ألاّ تحاولَ فيه . ليس دفاعاً عن الشعريّة في نصوص فلورنس ، لأنني عند ذلك قد أترك فلورنسَ جانباً .... نعم ، عندّها سوفَ تكفُر ، و هنا لا بدَّ لي من شّـيِّك ......



فوزي

أرجو عذرك إن ولجت الممنوع ....!



و إنني ادعوك أن أكون المقصود - وحدي - بردّك إن أحببت الردّ ، و وجدتَ أنّ ذلك بالإمكان ... ثم إنني أرجو أن أرى لك أدبياتك ، إن كان لديك أدبيات ..... ناطح بذوات القرون إن أردته .
خيرٌ لك أن تُلملم أقلامك ( المفعَّطة ) و تذهب لتكنس .. ما شِـئت .....

ملاحظة : أراكَ قيّمتَ موضوعَكَ بنفسكَ فأخذتَ العَشَرَة يا جقل !!!!!!!!