اقتباس:  السرياني   كتب/كتبت  
 
اهلا ابراهيم  (f)

لو ان الرهبنة كانت مجرد نمط حياة يمارسه المتعبد لله بحريته وبدون قيود ونواميس لما اعترضت انا عليها ، لكن الحال ليست كذلك ...

في الحقيقة ليس في المسيحية مايخطىء الرهبنة ، كما وليس فيها مايؤيدها ، لذلك لاينبغي ان ينظر اليها كقانون سماوي او ان تعطى هذا القدر من الاهمية الروحية ... انها فلسفة مرتبطة بقوانين كنسية قاسية لاعلاقة لها بالكتاب المقدس ، حتى انهم جعلوا الطريق الى خدمة الرب يمر عبر الرهبنة والكهنوت  ... وكما كانت هذه الرهبنة سبب في انتشار العلم الكتابي في العصور الاولى للمسيحية هاهي اليوم تشكل العائق الاكبر في انتشار المعرفة الروحية  بين المسيحيين ولاسيما الشرقيين منهم ...  


تحياتي

يا أخ السرياني: لو أن الرهبنة "فلسفة" مرتبطة بقوانين قاسية لا علاقة لها بالكتاب المقدس فما هو اليسير أصلا في الكتاب المقدس؟ المسيحية أصلا هي الحياة الكافرة بالذات وحمل الصليب والدخول من الباب الضيق وأن يغصب الإنسان نفسه حتى يغتصب الملكوت اغتصابا كما قال المسيح. كل هذه المصطلحات تدل على أن الإنسان يختار مايناسبه بشكل أو بآخر ليغصب نفسه وليجتهد ليدخل من الباب الضيق. ثم أجدك تقول لي إن الرهبنة هي العائق الأكبر في انتشار المعرفة الروحية بين المسيحيين ولاسيما الشرقيين. يا سلام! عندي اقتراح بسيط: من فضلك إذهب لو سمحت إلى هذا الموقع:
http://www.stmacariusmonastery.org/fr_mata...ta_articles.htm

وإقرأ مقالات أب فطحل من أباء الرهبنة القبطية وهو الأب متى المسكين والذي أعتبره جبار اللاهوت الشرقي المعاصر. إقرأ واحكم. يمكن أن تسمع عظاته هنا:
http://www.stmacariusmonastery.org/xsermons.htm

لولا هذا الرجل يا أخ السرياني لما دخلت إلى جوهر المسيحية وكنت على عادة كثيرين أقول: الرب خلصني وضامن السما وهللويا وانتهى الأمر. المسيحية أعمق من ذلك يا أخي المبارك. أعمق جدا. نحن نتكلم عن حياة فيها غمر ينادي غمر و بهذه المسيحية أنا فخور. هناك موقع آخر فيه بعض الأباء السريان والذين أعشقهم عشقاً وهناك المطران أنطون أودو وهو سرياني مثلك. أرجو أن تتكرم بقراءة مقالاته هنا:
http://www.talimmasihi.com/ahadis_antoineaudo.htm
إقرأ محاضرة "كلمة الله خبزنا اليومي" وسوف تجد أنها عمق الروحانية المسيحية. هؤلاء رهبان وأباء تقدموا في الإيمان ويقضون مع الرب الوقت بالساعات والليالي ويغترفون ما لا عهد لنا به بخلاف من يحفظ كلمتين ويطلع على المنبر: الرب خلصكم يا أحبة؟ هللويا! هناك فرق السماء من الأرض. عندما أستخدم عظات وأفكار الأب متى المسكين وأحدث بها الأميركان في دروس هنا وهناك أجد الأفواه تفغر ويسألونني: من أين لك بهذه الأفكار؟ لم نسمع أحد يقدم لنا المسيحية بهذا الشكل بالمرة. طبعا أنسب الفضل لأصحابه وأقول لهم عن مشواري ورحلتي الداخلية بحثا عن العمق في الرب وهكذا كشف الرب نفسه لي وهذا يفرض مسئولية وإدانة في حالة التقاعس.