اقتباس:لكن هل نكران الذات مرهون بالرهبنة ؟ وهل نكران الذات ياتي بأذلالها كما يعتقد الرهبان ؟

أخي السرياني:

أنا لا أؤمن قطعا أن نكران الذات مرهون بالرهبنة ولا أزعم أبدًا سمو الرهبنة على الحياة بخلافها. رأيت بعض الرهبان وأعجبوني في التصاقهم بالمسيح وهذا أكثر ما يهمني.

اقتباس:توجد ممارسات يتبعها الرهبان في سبيل انكار الذات تقشعر منها الابدان ... انا لست من هواة النقد للرهبان ، بل كما قلت اني ارى في الكثير منهم صورة الايمان الحي ، لكن عندي ان الرهبنة ليست هي التي صنعت منهم رجالا عظماء بل قوة ايمانهم وقد تكون الرهبنة عامل مساعد في نموا هذا الايمان ... ومن لايملك هذا الايمان فالرهبنة لن تقدمه على غيره ...

قطعا هناك ممارسات متطرفة ومبالغة وعوامل غنوصية بأفكارها المريضة. لكن الرهبنة في جوهرها الروحي بحسب ما يتمشى مع الإنجيل هي مجرد توحد القلب للرب فيكون قلبه مفرداً وعينه مفردة كذلك وهي ما أسماها أباءك السريان بـ "شافيوتا" أي العين المستنيرة والتي تحدث عنها ربنا في قوله: سراج الجسد هو العين؛ فمتى كانت عينك مستنيرة (أو شافيوتا بالسريانية) فجسدك كله يكون، إذاً، مستنيراً. الرهبنة يا صديقي هي النسك وهناك نوعان من النسك: جهاد الإنسان في حدود طاقته وكأنه يربح رضى الله بالأعمال الصالحة وهناك جهاد النعمة أي أن كما أن خلاصنا يكون بالنعمة فكذلك جهادنا الحسن يكون بالنعمة وتحدث عن هذا مار اسحق السرياني في ميمر النعمة.
نعم، هناك تطرفات ولكن نحن نميز الغث من السمين بروح المسيح.

اقتباس:وارجوا من حضرتك ان تتأمل قليلا في الكنائس الشرقية الاخرى مثل السريانية والاشورية والارمنية ، بل وحتى الروسية ... كلهم اموات بكل ماللكلمة من معنى ، اما السبب الاساسي في موتهم فيعود بالدرجة الاولى للنظام الكهنوتي ...

عبر النت تعرفت ببنات سوريات أرثوذكسيات وكذلك فلسطينيات وشعرت أني قزم روحياً أمامهن لأنهن كُنّ كتلة صلاة مشتعلة. أعلم أن الكنيسة الإنجيلية تحرص على حياة الكلمة وهذا يبث فيها الحياة ولكن من ملاحظتي الشخصية أنه من السهل أن يطنطن الإنسان منا بعبارات الإنجيل والمرارة مثلا، أقول مثلا، تأكل قلبه. النظام الكهنوتي مجرد إدارة كنسية ولكن من يريد المسيح حتى يأكله فحتما سيأكله بصرف النظر عن مكان تواجده/تواجدها. ربما الكنائس السورية بحاجة لعودتك إليها حتى تكون رسول الروح فيها وتشدد الركب المخلعة. مجرد اقتراح.

اقتباس: لكني اعرف مطران السريان الاتذوكس في حلب والمطران السرياني في لبنان ... صم بكم ، طلاسم ... في الحقيقة اخجل جدا بأمثال هؤلاء الفقراء روحيا ... جهال يرعون رعية فماذا تتوقع ان يكون مستوى تلك الرعية ؟

عندي بعض الكتب من مطرانية حلب وهي ترجمات لميامر مار يعقوب السروجي ويوحنا ذهبي الفم. بصراحة قمة الحلاوة. لو رأيتهم بأنهم صم بكم طلاسم فماذا أقول أنا عن حال الكنيسة الإنجيلية بأميركا! من السهل يا عزيزي أن أردد عليك الآيات الكتابية وأتلوها على مسامعك وأنا خاوي تماما من الداخل ومن الممكن أن لا أعرف أكثر من الله محبة وأن مصيري بيد فاديّ وأقول ما قاله لي القبطي العجوز الذي رعاني فترة: اجمد فيه يابني وهو هايجمد فيك؛ ويالها من كلمات اخترقت قلبي للأبد. سيجد ابن الله الإيمان في أماكن لا تخطر على بالنا وبين أقوام ربما لا يعرفون أكثر من أن الله تجسد ومات لأجلهم على الصليب. لا أناقضك ولكن ترحالي هذا جعلني أنشد عمل النعمة في كل الأماكن وأرى أنك لا تعارضني في ذلك. شكراً على تشجيعك واذكرني في صلاتك. المسيح معك وسلامه يغمرنا ويحفظنا من نفوسنا أولاً؛ عدونا الأول.