لا حول ولا قوة إلا بالله ...
كفّرتوني!

أولاً، مبروك عليكم إسلام هذا الفتى، وجزا الله خيراً فاعل الخير، فما فعل هو عمل كريم، لو أنه كان كاملاً.

ولكن، صدقاً لو أنني مكان الفتى لتركت الأديان كلها عندما أقرأ قصتي معروضة بهذا الشكل في المنتديات؛ لأن الموضوع كان يطبل ويزمر للثواب البشري الذي ناب الفتى قبل الثواب الإلهي وكأنه قد قبض ثمن إسلامه. لأن حالته ليست فريدة من نوعها والمسلم الذي قدم كل هذه المساعدات لم يقدمها بصدد مأساة إنسانية بل وضح جيداً أنها كانت كمكافأة على تغيير الدين، عودة لقراءة موضوع بوعائشة توضح هذا جيداً. بينما الآلاف أمثاله والذين هم بحاجة ربما أكثر منه يتم إذلالهم بألوان شتى والشواهد أكثر من كثيرة، فعلام مكافأة هذا الفتى بهذا الشكل صارت موضوعاً يطنطن له في المنتديات؟

لست هنا في صدد تبرير موضوع ياريموثا، ولا في سبيل التهجم على موضوع بوعائشة فكلاهما صديق، وكلاهما حر في نظرته للموضوع. ولكني وجدت رأياً يفسر سوء التفاهم الحاصل، بعد أن وصل الأمر لتبادل الشتائم ووصف المداخلات بصفات قبيحة كالخسة بالرغم من أنها لم تطل بالسوء شيئاً ولا أحداً.

يقولون في المسيحية ما معناه أن يدك اليسرى يجب ألا تعلم ما فعلت يدك اليمنى من خير، وهنا نطبل ونزمر لعمل يمارسه أي مواطن خليجي يومياً وهو كفالة وتأمين عمل. ولكن التطبيل والتزميرهنا كانا واضحين أنهما عن شراء مسيحي تعس، وقد تم توظيف مأساته الإنسانية بصورة أساءت له، ولو بقي الأمر بين فاعل الخير والمفعول به لكان أقرب للبركة، ولكن بهكذا عرض وكأن فاعل الخير اشترى دنياه كلها بعمله وطنطن وزمر أو طنطنوا وزمروا له فهذا ما يدفع المرء للتفكير في الموضوع، وبات فعل الخير ناقصاً أحد أهم مقوماته وهو التكتم واستبدل هذا بالمباهاة والافتخار بعمل الخير بهذا الشكل العلني الإعلامي وهذا مرذول دينياً وإنسانياً.
هذا برأيي سبب كاف أن ينال أي قارئ بالنقد من هذا الفعل الناقص! وهذا النقد بالطبع لا يؤثر على ناقل الموضوع فليطمئن بالاً، هذا إذا كان مجرد ناقل ولا يقصد التطبيل والتزمير كغيره لأعمال كهذه.

حسرة على المسلمين الهنود والباكستانيين والأفغان والبنغاليين الذين يقبّلون الأيادي كي يحصلوا على فيزا عمل بأجر يومي لا يكفي أي مواطن ثمن علبة دخانه.

بوعائشة وياريموثا، تحية لكما.
(f)