تحياتي من جديد ..
بعيدا عن البصاق الذي بت أرى أننا صرنا الآن أكثر حاجة إليه بسبب ما يحدث في لبنان وفي ظل تخاذل عربي عام وسوري خاص عن نصرة الشعب اللبناني ولو على الأقل من باب الخشية من أن تمتد الحرب خارج حدود الجسد الصغير الذي يدفع الفاتورة منفردا ..
اقتباس:ان الاسد ومبارك والقذافي وصدام وفهد ... لم يهبطوا علينا من المريخ .. وانما هم في نهاية المطاف نتاج حتمي لهذا المجتمع الرديء .. في هذا العصر الرديء .. فهلا وعينا الدرس وسألنا عن سر ظاهرة الدكتاتور العربي الفاسد ؟ .
قبل أن نشتكي من الاستبداد علينا أن نسأل انفسنا : لماذا ظهر الاستبداد اصلا ؟ ..
ببساطة ، لأن فينا من (( يشرعن )) لهذا الإستبداد حسب المثل الشعبي يا فرعون مين فرعنك ، قال لم أجد من يردعني ..
لم يهبطوا من السماء ، لكن بالتأكيد لم نصنعهم نحن ، هم نتاج هزيمة عامة تضافرت عوامل كثيرة لصنعها ..
اقتباس:سؤال اسأله وارجو ان تجيب عليه بصدق شديد : هل تعتقد يا عزيزي أن البيئة السياسية السورية اليوم تشكل مناخا صحيا للممارسة الديمقراطية ؟ ..
وهذا وجه آخر من وجوه شرعنة الإستبداد ..
تريد الصدق ؟
نعم ، مؤهلة .. وإن كانت سوريا (( الخمسينات )) عاشت أول ديموقراطية حقيقية في وطن متأخر ، فمن باب أحرى أن تزدهر بها الآن بعد أن انفتح الشعب السوري على كل المناخات ..
أستغرب أن يردد البعض هذه المقولة وكأنها صدى لما قاله بشار الأسد في خطاب التنصيب من أن سوريا لها ديموقراطيتها الخاصة بها .. وأستغرب أكثر أن يطرحه كاتب كشهاب الدمشقي ..
أو لا ، لا أستغرب :
اقتباس:ولكن الا يحق لنا يا عزيزي ان نبوح بمخاوفنا من الاخوان المسلمين ورفضنا لمشروعهم وتشكيكنا بصدق ايمانهم بالديمقراطية وقبول الآخر الديني والمذهبي والسياسي ؟
ربما هذا ما يعنيه شهاب الدمشقي ؟
للمرة المليون يا عزيزي ، المعارضة السورية ليست الإخوان المسلمين والشعب السوري ليس الإخوان المسلمين ، ودعاة إحياء المجتمع المدني ومن غيبوا في السجون أو هجروا ليس فقط إخوان مسلمين ..
أليس غريبا أيضا يا شهاب أن يلتقي طرحك مع طرح النظام السوري في هذه النقطة أيضا ؟
لست أتهمك ، لكن يحق لي كسوري - مع وقف التنفيذ - أن أسألك وأسأل كل المتخوفون من حركة ميتة أو تقولون أنها ميته وليس لها وجود في الشارع السوري : وماذا عن أربعون عاما من الإستبداد ؟؟!!
عليه أنا من يسألك وأرجو أن تجيبني عليه بصدق شديد : ما الحل بنظرك ؟ أن يبقى الوضع على ما هو عليه حتى لا نمنح الفرصة لحركة دينية أن تصل إلى السلطة ؟
أليست السلطة الحالية (( دينية )) أيضا بشكل أو بآخر وهي .. هي بذاتها من يؤكد هذا المنحى المرة تلو الأخرى باتهامها كل من يعارضها بالطائفية ؟؟!!!
اقتباس:هل وعت المعارضة مبادئ قبول الآخر واحترمت الحق بالاختلاف وسلمت بحتمية التعددية الفكرية في العمل من أجل الوطن ؟ ..
هل تمارس المعارضة القائمة اليوم الديمقراطية سلوكا وقيما ؟ وهل تعكس ممارساتها ولغة خطابها ايمانا حقيقيا بالاختلاف والتعددية ؟؟ ..
بكل صراحة لا ، ولطالما عبرت عن أطراف المعارضة السورية بأنها حركات (( قبلية )) أكثر منها فكرية أو سياسية أو حتى دينية ..
لكن كل هذا لا يعني أن نضعها كبديل حتمي للنظام السوري أو أن نسلم بأحقيتها في حمل لواء التغيير .. كنت سألت ولا أزال : وماذا عن قوى الداخل ، بل ماذا عن الشارع السوري بعمقه الشعبي ؟؟
اقتباس:الا توافقني الرأي على أن الفوارق الحقيقية بين النظام والمعارضة قد انعدمت كليا من زاوية قبول الآخر ( النظام يعتبر كل من يخالفه خائن وعميل ومتأمرك وينفذ اجندة اجنبية .. والمعارضة بدورها تعتبر كل من يختلف معها : بعثي .. قرداحي ! ( لاحظ هذا المصطلح ! ) بوق للنظام .. مخابرات !! ( كذا ! ) ..
نعم ، أوافقك .. لكن عدم إيمانك أو توافقك مع أمر ما لا يعني أنه غير موجود ..
في ظل غياب - بل تغييب - أي قنوات (( حرة )) للرأي ، وفي ظل رفض النظام - أولا - للمعارضة ورفض المعارضة للنظام فإن لغة كتلك تصبح لغة واقعية ومنطقية حتى وإن كانت غير مقبولة ..
الأنظمة تمتلك عشرات الأجهزة التي تستطيع من خلالها أن تشوه صورة المعارضة وتمتلك آليات الإعلام والتخويف وترسيخ الأمر الواقع و و و و .. الخ ، وبالتالي يصبح من (( العبث )) مقارنة اتهامات المعارضة بتغييب وتهميش السلطات لها وإلا فإننا نتحدث عن عصابات وليس أنظمة ..
اقتباس:ودقق كيف يصف الآخر المختلف معه بأنه ( جوقة النظام الأسدي .. أوركسترا النظام السوري .. سذج .. زحفطونيون ) فهل تعتقد ان مثل هذه اللغة الحوارية مع الآخر والتي تطبع حوارات المعارضة اليوم ( وهي مازالت في صفوف المعارضة ! ) تصلح لأن تشكل مناخا سياسيا بديلا عن النظام ويبشر بالديمقراطية الحقيقية ؟؟؟ ..
أكرر : عندما نتحدث عن مناخ عام فإن لغة كتلك تكون منطقية وواقعية ..
هل تصلح هذه اللغة ؟
لا ، لكن أيضا لا نستطيع أن نحكم على آلية عمل المعارضة من خلال لغة كتلك تسمعها هي من النظام بشتى الأشكال وتصبح المقارنة هنا ظالمة ومجحفة ..
اقتباس:اقتباس
ماذا يقصد النظام السوري باتهامه قوى الداخل بأنها (( تسعى لتغيير الدستور بالقوة وإثارة النعرات الطائفية
اذا كان السؤال موجها الى العزيز ابراهيم فهو اقدر مني على الاجابة عليه ..
اما اذا كان السؤال موجها لي ايضا ( باعتباري زحفطون ! وقرداحي ! من جوقة بالنظام من وجهة نظر صديقنا اسماعيل وصحبه !!! ) فاقول :
يا سيدي الفاضل هذا السؤال يوجه الى النظام والمدافعين عن النظام ولا يوجه لنا ! ..
لا بل سأوجهه لك ولكل من يكتب في الشأن الداخلي السوري ..
لست أتهمك بأنك زحفطوني وقرداحي ( .....) لكن من حقي أن أسألك كونك منحت لنفسك الحق وتصدرت لمناقشة الشأن الداخلي في سوريا ، وهذه النقطة من أهم تفاصيله إن لم تكن أهمها على الإطلاق .. وبالتالي ليس عليك يا شهاب أن تكون كما قلت حتى تمتلك حق الرد ..
لا أريد أن أتهمك بالتهرب من الإجابة ، لكني مصر على سماعها منك ومن غيرك (f)
لماذا يتهم النظام السوري معارضيه بالطائفية وهي تهمة ألصقها حتى برفيق الحريري على حد زعم عبد الحليم خدام ؟!
اقتباس:أنا افهم المعارضة على أنها وسيلة لتلمس الاخطاء والدعوة الى تجاوزها، ولا انظر اليها على أنها الاكتفاء بوضع العصي بالعجلات ولعن الواقع بعجره وبجره .. بحسنه وقبحه ! ..
صحيح ، لكن هذا الكلام يصح لو أن نظام الدولة يعترف بأن لديه معارضة أو أنه يقبل حتى بمجرد محاورتها ..
اقتباس:المشكلة يا عزيزي حسان أن البعض منا لا يرى من الالوان سوى الابيض والاسود ! .. وينسى أو يتناسى أن عالم السياسة تصنعه تدرجات الابيض والاسود معا .. ففي سورية اليوم الاسود الفاحم بلا شك .. ولكن هناك الرمادي .. والاحمر .. والاخضر .. والأبيض الناصع ايضا ! .. ( أقول هذا وانا اعيش في سورية .. بحلوها .. ومرها ) ..
نحن لا نطالب برأس الوطن ، وأعتقد أنه حتى المطالبات برأس النظام انخفض سقفها ، بزعمي أننا الآن بحاجة إلى (( عقد وطني )) أكثر من حاجتنا إلى أقصاء زمن وإحداث آخر ، وعبرت عن ذلك مرارا وفي مقالات عدة ..
أما عن الأبيض الناصع ، فأشك .. دلني عليه حتى أفديه بما تبقى لي من عمر وبغض النظر عن رأيي بالنظام السوري أو طبيعة علاقتي به ..
اقتباس:من المفهوم أن يتهم النظام كل من يعارضه بأنه طائفي ( وهذا لون اسود فاحم ) ولكن .. هل هذا يعني أن بعض ( واشدد على بعض ) من ينتسب الى المعارضة مبرأ فعلا من الطائفية ؟؟ ..
لا طبعا ، لست أدعي ذلك .. هناك من يعارض النظام السوري لأنه علوي فقط لا غير ، وهذا خطاب مرفوض ويضرب العمل المعارض في مقتل .. إنما أعود وأكرر : آليات المعارضة تختلف تماما عن آليات النظام وغير متكافئة معها بالمرة ..
ويبقى السؤال : لماذا يتهم النظام معارضيه بالطائفية حتى اليساريين منهم ؟؟
احترامي