يا علي،

بصفة أن الشيعة مسلمين أولا، ويدعون للإسلام، فسنحاسبهم بناء على الإسلام.

قال الحبيب المصطفى:
"والإمام الذي هو على الناس راع وهو مسؤول عن رعيته...."

معلوم أن معنى الحديث هو الحصر، حصر الرعاية بالإمام، وكل من يقوم بمهمته دون إذنه أو وكالته فهو مفتئت على السلطان، يعاقب.

لأن الإمام، الذي هو الدولة بمفهوم آخر أو السلطان، على ظلم القائمين عليها أو عدلهم، إلا أن العداء غالبا لا يكون شخصيا، ولا يكون مذهبيا ولا مناطقيا إلا بشكل بارز.
وهناك إجراءات تنظم رعاية الإمام للناس، ومنها إجراءات العقوبة.

قوات "بدر" ليست الإمام بحال، ولا هي بوكيل عنه، على أن الإمام عندكم غائب ومن يزعم الاتصال به وكالة فهو كاذب حتى يظهر السفياني.

يكون صنيع قوات "بدر" من وجهة نظر شرعية شيعية أنها مفتئتة على حق الإمام في العقوبة، وهم بذلك في درجة واحدة مع الزرقاوي، إن فرضنا أنهما المسؤولين عن مقتل المئات من العراقيين.

أما من وجهة نظر سنية، فالإمام هو المبايع بيعة شرعية على الحكم بأمر الله ورسوله، وهذا غير موجود، ومادام غائبا فلا يجوز ممارسة دوره قبل تنصيبه.

من وجهة نظر قانونية وضعية، فالدولة العراقية هي دولة تحت الاحتلال، والملف الأمني هو بيد المحتل الأمريكي، لذلك تحمل أمريكا المسؤولية كاملة عن المذابح الجارية في العراق. ومن يريد نقل الملف الأمني إلى الدولة، فعليه أن يعمل على إخراج أمريكا أولا.
على أن من يتعاون مع أمريكا عادة فهو كمثل حكومة فيشي في فرنسا، يعطي مبررا للمقاومة بالهجوم عليه.