كتب الزميل أبوعمار :
اقتباس:ووالله الذي لا اله الا هو ولا رب سواه انك لا تجرؤ أن تتلفظ بأقل مما قلت بحق هذا الأله على خفير أو رجل أمن طالما ترتعد فرائصك فرقا ورهبة ولكن الله تعالى قادر على أن يعطيك ردا بليغا قد تتمنى معه الموت فلا تجده
طبعاً لا أستطيع ضمن مجتمع متعصب لا يحتمل الرأي المخالف ، المشكلة أنك لا تعرف السبب وراء قوة هذا الخفير ، هذا الخفير معه كرت أخضر من المجتمع أن يفتك بي و يبهدلني فقط لأنني في نظره تطاولت على الله ، هذا لأننا نعيش في مجتمع متدين متعصب بشكل مقرف ، فالمجتمع يسمح لك أن تتبجح و تشتم و تحقر أي إنسان خارج دائرة الإسلام ، بل و يمنحك منبراً يوم الجمعة و مئات المستمعين لتحقّر من تشاء و تكفّر من تشاء و تصم من تشاء بالغباء و غير ذلك مما يمكنك أن تسمعه في خطبة جمعة .
لكن هذا المجتمع الذي يمنحك كل هذا الحق ، هو مجتمع لا يثق بإمكانياته المعرفية ، فيلجأ أول ما يلجأ عند أول صدام مع الدين بالتلويح بالعصا ، و ربما بالسيف ، هذا ليس لأنه على حق ، بل لأنه لا يحترم الطرف الآخر ، و يعتبره إنسان من الدرجة العاشرة ، لأنه كافر نجس .
يا عزيزي عندما بدأ محمد دعوته بدأها سراً ، لأنه كان يعلم أن مجتمعه لن يقبله ، و لولا التفاف آل هاشم حوله و حميتهم حتى أبو لهب دافع عنه في بداية الدعوة لكان الأمر غير ذلك .
فهل تعتبر أن سرية الدعوة التي قام بها محمد في البداية و هو الذي عصمه الله من الناس نقيصة في حقه كما تعتبر كلامنا من وراء الشاشات نقيصة ؟؟؟؟؟
هل تذكر فرج فودة ؟؟؟
هل تعرف كيف جادله قومه حين أخرج لهم كتاب زواج المتعة ؟؟؟؟
و الذي لم يفعل أكثر من سرد أدلة الشيعة و أدلة السنة على شكل حوار لطيف و بحث عميق في الأدلة الشرعية التي لم يخترعها بل أخذها عن ما يعتبره المسلمون أمهات الكتب الإسلامية .
لقد حاوروه ببضع رصاصات جبانة غادرة ليكمموه ، فقط لأنه أقلق راحتهم حين قال لهم تعالوا نناقش مسائل الدين .
مجتمعك يا عزيزي لا يزال ينام في عسل الدولة الإسلامية التي لم يبق منها غير الإسم ، فهو مجتمع انفعالي عاطفي يعتقد أنه حين يقطع لسان من هم مثلي فإنه يأمر بالمعروف و ينهى عن المنكر .
على كل حال هذا ليس حال المسلمين فقط ، بل هو حال أغلب الطوائف الدينية ، و التي تستجدي التسامح حين تكون مستضعفة ، و تفتري و تتجبر حين تصبح القوة بيدها .
هل تريد أمثلة ؟؟؟
أنظر إلى نشأة الإسلام و كيف كان ضعيفاً واهناً يأمل بإسلام فلان أو علان ليشد عضده ، أنظر كيف كان يجادل بالكلمة الحسنة ، و يقول لا إكراه في الدين ، و تعالوا إلى كلمة سواء ، ثم كيف تحول إلى إمبراطورية في عهد الخلفاء اللاحقين يقطع رؤوس من يخرجوا عن الجماعة ، بل و يمارَس ضدهم أبشع أنواع التعذيب من سلخ للجلد و تقطيع أوصال مع طبخها (ابن المقفع) و غيرها و غيرها .
أنظر إلى الديانة المسيحية ، حين كانت ضعيفة في بداية دعوتها عانى المسيحيون أشد العناء من سطوة الامبراطورية الرومانية حتى أنها كانت تلقي بهم للأسود في مهرجانات يحضرها آلاف الناس ، ثم انظر إلى ما فعلته الكنيسة حين أصبحت السلطة الأولى في أوروبا بكل من يتجرأ لينتقد بذخ البابا أو سلوكه أو سلوك أي من الرهبان .
أنظر إلى محاكم التفتيش التي أقامتها و الآلات الرهيبة التي استعملتها في تعذيب المهرطقين (الخارجين على الكنيسة) ، فتجد ما يشيب له الرأس . من توابيت المسامير التي يُحبس فيها الناس ، إلى السلاسل الضخمة التي تُستخدم لتمزيق الأجساد ، إلى المحرقات التي تشوي لحوم المخالفين علناً ، إلى الأحذية الحديدية التي تُحمّى إلى درجة الاحمرار و توضع فيها أقدام المهرطقين ، و غيرها و غيرها من وسائل التعذيب المرعبة .
ثم انظر إلى مارتن لوثر حين أخذ ينتقد سلطة البابا المطلقة و صكوك الغفران ، و بعد أن قويت اللوثرية و أصبحت طائفة تسمي نفسها البروتيستانتية تجدها تتحول إلى العنف بعد الاستكانة ، فتجدها هي و أتباع زفنجلي تعدم أكثر من 2000 من أتباع المنكرين لوجوب تعميد الأطفال ، و اتبعوا طرقاً تكاد تفوق ببشاعتها طرق محاكم التفتيش .
أنظر إلى تاريخ اليهود فتجدهم شعباً مستعبَداً في مصر ، ثم ينشيء دولة في فلسطين (حسب مزاعم التوراة) و يبدأ بالتنكيل بالمخالفين على يد يوشع و غيره ، ثم تجدهم في الشتات ترهقهم ذلة ، ثم يكشروا عن أنيابهم ليخرجوا بالمشروع الصهيوني .
هذا هو تاريخ الأديان يا عزيزي
مسكنة و ذل عند الضعف ، و بطش و استقواء عند القوة .
لذلك يا عزيزي فما ندعو إليه لن يخرج عن هذه السيرة المرضية التي تنخر في جسد الأديان ، لذا لا نستطيع أن نقف على المنبر لنقول أن محمد ليس نبياً و أن القرآن كلام بشر .
قبل فترة وجيزة تم اغتيال المخرج فان غوخ لأنه انتقد الإسلام ، و قبل بضعة سنوات قام أحد المتعصبين باتهام نصر حامد أبو زيد بالردة و طالب بالتفريق بينه و بين زوجته و هو أقذر سلاح يلجأ إليه هؤلاء المستقوين بأشباح دولة الإسلام ، فقط انظر إلى حال الكنيسة الآن و سلطة البابا التي لا تتجاوز حدود فاتيكانه ، حتى تعرف حقيقة الأديان و المتدينين ، و ما ستؤول إليه حال الدول الإسلامية عاجلاً أو آجلاً .
و تذكر ، نحن لا ندعو إلى نبذ المتدين أو احتقاره ، و أنا شخصياً أندد بكل ما قام به الاتحاد السوفييتي من تدمير للكنائس و غيرها من دور العبادة ، و منع التدين .
نحن فقط نطالب بعلمانية الدولة ، من شاء فليؤمن و من شاء فليكفر ، أنا أطالب برفع صفة النسخ عن هذه الآية و تفعيلها .
باقي الإخوة الأعزاء ، سأعود إليكم بردود وافية ، فقط أحببت أن أضع رداً سريعاً على كلام أبو عمار و الذي يتخيل أن عدم مجاهرتنا بأفكارنا يثقل كفة دينه بالضرورة .
دوريمي
لا تقرأني بأحكام مسبقة ، إن شئت فتحنا نقاشاً مستقلاً حول الإله الغائب ، صدقني أنت تطلق عليه الكثير من الأحكام التي لا يبررها غير تجربتك المحبطة مع الأديان ، و تذكر ، أن الإله الغائب ليس حقيقة بقدر ما هو احتمال يقف إلى جانب احتمال عدم وجوده ، و قد فصلت الحديث في هذه المسألة في خواطري ، لكنك غير مضطر لقراءتها ، يمكن أن نفتح حواراً مستقلاً نعيد فيه بناء الفكرة ، و تذكر أني لا أعتبر كلامي حقائق مطلقة كما كتبت فوق ، بل هو احتمال لحل مشكلة وجود الله من عدمها ، على كل حال سنناقش المسألة بشكل مفصل لاحقاً .
تحياتي