عزيزي محارب النور،

لك الحق في التساؤل حول المثقفين العرب.

وأود أن أقول لك، بأنني من أوائل من كان يدافع عن فكرة مد اليد إلى الآخر، وإنهاء سلاح المقاومة في الجنوب بعد التحرير.
إذ حتماً كنا نراها غير ذات فائدة بل مصدر توتر غير مجدٍ في المنطقة.

ولكن الحكومة الإسرائيلية بحربها الأخيرة أثبتت أنها دولة ذات نوايا تدميرية، وغير متزنة عقلياً.
ولا تستطيع أن تمد يدك لتصافح من قطع يد أخيك....

السلام في الشرق الأوسط كان ممكناً حتى مع قضية الأسرى....
ولكن تصرف إسرائيل الأرعن أجله لعشرين عاماً آخرين.


والتساؤلات التي نطرحها :
- ما حق إسرائيل في الاحتفاظ بأسرى لبنانيين في سجونها على الأقل منذ عام 2000 ؟

- ما حق إسرائيل في القصف المقصود للمدنيين والبنى التحتية اللبنانية ؟
وما مدى رغبتها في السلام بعيد تحويل قضية الجنديين الأسيرين إلى حرب شاملة على لبنان ؟

- في دعم حزب الله ومقاوميه وقوف أمام مشروع تقسيمي غربي، بل استعماري بكل ما للكلمة من معنى.
وضع مكانك مكان السوريين مثلاً : أمريكا في الشرق، تركيا في الشمال، وماذا إذا أتت فرنسا التي تريد قطعة من لحم البقرة العربية إلى لبنان ؟

في ظل سلام من الممكن أن تنادي بليبرالية أو غيرها ذلك أن الوقت مناسب للتغيير السياسي.
أما في وقت الحرب فقواعد اللعبة تتغير، والبراجماتية تقتضي تغيير الإستراتيجية.
وإن بعثنا خبزاً وقنينة زيت، ووقفنا في وجه دمار لبنان، فهذا لا يعني أننا مع مشروع دولة شيعية في لبنان.

(f)