اقتباس:لقد أثار حزني حقا مشهد تهافت الجميع وراء "الشيطان" (كما لقبه البعض) حسن نصغ اللـه، و بتّ أرى الشيوعي التحرري يجري لاهثا لتمجيد الدكتاتور نصغ اللـه، و بتّ أرى الملحد يدعو اللـه و الملائكة لنصرة نصغ اللـه، و بتّ أرى العلماني يبايع فضيلة الشيخ حسن نصغ اللـه. و العوض بسلامتكم جميعا و سلامة ايديولوجياتكم الورقية التي احرقتها الصواريخ الصهيونية من اول يوم و جعلتها رمادا يتطاير.

ليس تمجيداً .. ولا مبايعة .. ولا تجارة بالأيدولوجيّات ..
مجرّد أنّي أعيش في وطن يعترّض لأقسى أنواع الوحشيّة والتدمير .. وأرى مقاومة تتصدّى لهذا التدمير .. ولتلك الوحشيّة ..

كنت أتمنّى في يوم من الأيّام أن تكون المقاومة مقاومة وطنيّة شاملة على سبيل المثال .. لكن .. هؤلاء الملتحين يحملون عبء شعب بكامله .. وأمّة بأسرها .. وليس عليّ إلا أن أشكرهم ..

حسن نصرالله ليس نازياً .. ولا عنصرياً .. ولا فاشياً .. ولا حتّى طائفياً .. هو أمين عام حزب منخرط في اللعبة السياسيّة .. نملك بعض التحفّظات على سياسته الداخليّة .. لكن .. هل من المنطق أن نضخّم هذه التحفّظات حتّى نجعل منه "فاشياً" .. !!!!!!
وهل من المنطق أن نترك كل شيء .. وننظر للموضوع بشكل أحادي الجانب .. !!

أظن أننا كعلمانيين .. وكملحدين أيضاً .. نعيب على التيار الديني الإسلامي تمسّكه بالثنائيّة "واحد" "صفر" .. "أبيض" "أسود" .. "حلال" "حرام" .. فإذا استخدمت هذه الثنائيّة في حكمي على حزب الله .. فلن أكون إلا متأثّراً بالخطابات الشعبويّة .. بشكل لا يُطاق .. وحينها سأعبّر عن شكل آخر من أشكال التطرّف الفكري .. وربّما العقائدي ..


أظنّ أن واجبي كمواطن .. وكإنسان .. أن استوعب المرحلة الحرجة التي تمرّ بها بلادي .. وأن أتبنّى خطاباً أكثر انفتاحاً .. من خطابك المنغلق .. لوجيكال ..


مع تحيّتي لك ..
خوليو