ضيقُ الوقتِ عجّلَ بي إليك . كان لا بدَّ لي أن أعرفك أوّلاً ..
حسِـبتُ أنَّ لديك بعضَ فَهمٍ في الأدبِ أو ما اقترب منه ، فردّيتُ عليكَ منهُ فيهِ و به ... ووجدتُكَ منهُ في بُعدِ الزَّرقاءِ عن عاثِرٍ مُلَوَّعٍ ...
وجدتُكَ في ثيابِ ( أراجوزٍ ) بالت عليهِ الموالد . عُدْ إلى موضوعاتِك ، وانتظرْ زوالَ الثّلجِ عن فِرَاشِـك .
أمثالُكَ يرِقُّ جِلدُ التِّمساحِ أمام جِلْدِ جِباهِهِم .. فنراهم يمسـحونَ وجوهَهُم - بعدَ الجَزاءِ – بالأكفِّ و بالأكمامِ .. والرُّدودُ على ما أتيتُم شَـواهِدُ .
فهل – كما قيلَ – " لا حياةَ لمن تُنادِي " يكونُ : لا فَهمَ و لا استيعابَ لمن لا يعرِفُ اللغةَ و لا يفهمُ مرفوعَها من مجرورِها ؛ أهوَ ( الإوَزُّ ) أم ( الأوَزُّ ) ؟ . و عليهِ ، لَملِمْ أقلامَكَ ( المفعّطة ) و ابقَ بعيداً من ساحةِ الأدب .. فأنتَ فيهِ كماكَ في الحياةِ ، ممزَّقٌ تحتَ حذواتِ ( الأصَايِل ) ، و مكشوفٌ برغمِ هَذَرِكَ الخاويَ من كلِّ الفضائل .
لغتُكَ سوقيّةٌ ، وتشهدُ على نفسِـها بنفسِها . إنّها تِفْلُ الأدبِ على لغةِ المُتَظاهِر . تُرفَسُ بأقدام المطبوعينَ الممتلئينَ دُرَّاً ، علناً أو قي السَّـرائر . لملم خُواءَكَ و احفظْ بعضَ ما تبقّى لك من ماءِ الوجهِ إنْ كان فيكَ بقيّةً من كرامة .
هناك مرتعُك حيث يمكنك إخفاءُ سرقاتك الفاضحة .
ــــــــــــــ

فوزي