اللي بيسمعك يا سندي "يا طارق" يقول بأن "حزب الله" قادر على محو تل أبيب عن الخريطة، ولكن الحقيقة أن حزب الله بضرباته التي تخيف ولا توجع كثيراً (رغم تهليل العرب) قادر على ضرب بعض البيوت والشوارع. مقابل ذلك فما تسميه أنت "بالقصف" يعطي مشروعية لإسرائيل بإكمال تدمير "لبنان" جميعه، بكامل بناه التحتية (إذا بقي شيئاً من لبنان بعد تحتياً وفوقياً).

سوف يتهدم بضعة بيوت في تل أبيب وسوف لا يخرج الناس لأعمالهم، ومقابل ذلك فلسوف تنسف جسور وتتهدم مدن لبنانية لم يطالها القصف بعد.

أعتقد بأن ما فعله "حزب الله" من ضرب لاسرائيل يستطيع أي جيش عربي ضعيف أن يفعله. ولكن لماذا لا تفعلها الأنظمة العربية؟
ببساطة لأن الأنظمة العربية، رغم قذارتها، "مسؤولة" أكثر من "حزب الله"، والناس عندما ترد اسرائيل سوف تسألها عن معنى الحرب مع اسرائيل، بينما نسينا نحن العرب أن نسائل "حزب الله" لماذا وصلنا إلى هنا وماذا كانت استعدادات "حزب الله" لمجابهة اسرائيل غير الاحتماء بالبيوت والآمنين والعزل وضرب صواريخ الكاتيوشا العشوائية وتنفيذ الأجندات الإيرانية والسورية؟

يريد حزب الله "حرب عصابات"؟ حسناً، ولكن أين هي أرض الجنوب المناسبة "لحرب العصابات"، ولماذا لم يعمل على بناء الملاجيء تحت الأرض للناس كي تحتمي بها على طول الشريط الحدودي مثلاً؟

إسرائيل دولة ارهابية مجرمة، ولكن "حزب الله" لم يحسب "لعبته" جيداً معها، وأدت علاقاته بإيران وسوريا إلى تدمير نصف لبنان حتى اليوم، وغير مستبعد أن يدمر النصف الثاني في الآتي من الأيام.

السؤال: لماذا ندفع نحن من دمنا فواتير حساب ا سرائيل وإيران والولايات المتحدة؟ وماذا علينا أن نفعل اليوم؟ هل علينا أن نقف مع "حزب الله" الذي نراه قد تراجع إلى الوراء كثيراً بعدما كان عزيزاً قديراً في السنوات الست الماضية؟ هل نقف مع "ميليشيا مسلحة" جرت على لبنان الويل والثبور وعظائم الأمور من تهجير وتدمير وترميل وتيتيم لأنها اتبعت حسابات خاطئة مع دولة عنصرية مجرمة وحاولت أن "تتذاكى" على من هو أقوى منها ؟
هل نقف مع "ميليشيا مسلحة" صنعت لها دولة داخل الدولة اللبنانية ونفذت من خلالها برامج ملالي العجم ونظام الاسد؟ ... طيب ليش؟

أعتقد بأن الموقف الوحيد الصائب هو الموقف الذي يدعو إلى وقف اطلاق النار حالاً وبسط سيادة الدولة اللبنانية على كامل أراضيها وتجريد حزب الله من سلاحه.

الموقف الوحيد الممكن في هذه الحرب القذرة هو الموقف المعادي "للحرب" والمجابه لاسرائيل دون تأييد لحزب الله. فليس علي كي أعادي دولة حقيرة ارهابية مجرمة أن أؤيد حزباً طائفياً جر على بلده الويل والدمار وغدا لعبة بيد أنظمة "لا يهمها مصلحة لبنان".

للأسف، الموقف الوحيد المتاح هو "الموت لاسرائيل، الموت لحزب الله، لا للحرب، نعم للبنان". فهذا "الموقف" رغم كل "سورياليته" هو الموقف "الوحيد الشريف وطنياً وعربياً".

واسلموا لي
العلماني