اقتباس:  مالك   كتب/كتبت  
اذن الكتاب هو قراءة لتاريخ مصر القديمه
وابراز ما بقي حيا منها في العصور التاليه  
كذلك اليوم.

هناك نزعه جديده في مصر تحاول احياء الوصال اكثر
مصر القديمه والتلميح الى ان الفتره الاسلاميه هي  
فتره طارئه في تاريخ مصر.

مفجروا هذه النزعه لم يكونوا مسيحيين على حد علمي
وانصار هذه الدعوى موزعين على اطياف مختلفه وباهداف
مختلفه.

هل نستطيع ان نظع تقديم الكتاب كمفاجئه في النادي
في هذا السياق.

على كل حال الشكر الجزيل لكل من ساهم في اخراجه.

صديقي مالك:
صحيح أن الكتاب هو قراءة لتاريخ مصر القديمة وما أكثر هذه النوعية من الكتب ولكن الكتاب هو أكثر من ذلك. لو سمعت بكتاب مغامرة العقل الأولى لفراس السواح ومرجعيته الأصلية بالانكليزي لـ هنري فرانكفورت لوجدت أن الكتاب تقريبا يسعى في مثل هذا المجال. الكتاب يربط ما بين حضارة مصر وتراثها الديني قديما وتأثير هذه في الوعي الديني المشرقي باعتبارها الذاكرة الجامعة لمكنونات الضمير عندهم. نعم، مصر إسلامية بحكم الميراث الحضاري والهوية السائدة على الثقافة ولكن هذا لا ينفصل كذلك من ميراثها الأصلي الذي يتعرض له برستيد. لا نقدر أن نقول باستخاف أن الميراث الإسلامي كان فترة طارئة وإلا فسيكون هذا تسطيح للواقع. هذه الفترة الإسلامية اصطبغت بنا جميعا. زوجتي مثلا عملت لي شورت.. أحضرنا بنطلون مستعمل قديم وعملنا شورت وطلبت منها أن تعمله فيكون مغطي الركبة وما بعدها واليوم لبسته وضحكت وقلت لنفسي: اليوم أنا ألبس شورت سلفي مسلم. كما ترى، الثقافة متوغلة فينا بشكل أو بآخر، حتى وإن لم نرضَ. ما تجذر في الوعي الباطن سيظل كما هو بصرف النظر عن التعاريف التي تستجد عليه أو التحديثات المقبلة.

عموما، الكتاب هو رحلة غوص كمن يغوص في أعماق البحر باحثاً عن المفقود وإذ به يكتشف ذاته من جديد في الذاكرة الأولى القديمة والتي انطلق منها كل ما هو براق في ضمير العالم إنسانيا الآن. العبرانيون أخذوا عن هؤلاء المصريين ولذا العالم يتجه لما بعد ثقافة التوراة ويغوص في المصادر الأصلية التي أفرزت هذا الحاضر.