المحارب

ابق في الموضوع، وبدون تكرار للمهاترات والكلام السيء.
إذا كنت أفتقد لكل مقومات الحوار الجاد فأنت تفتقر لكل المنطق وفهم حتى معنى كلمة حوار جاد. أرأيت ما أسهل الشخصنة واستعمال الكلمات النابية؟ خاطبني كما أخاطبك، أنا لم أخطئ بحواري مع شخصك أبداً، فكن كذلك.
أما كلمة "يتشدق" فأعرفها جيداً، لكنني لا أستعملها هذه الكلمات في حواري مع أي أحد وأستبدلها بكلمات أخرى غير سيئة مثل كلمة "يدعي" مثلاً. ومع ذلك، لم تستطع نفي تهمة أنك كذبتني علناً، فما زالت قائمة. وبما أنك حاولت إنكار ذلك، سأفكر جدياً في منحك اللقب الذي اقترحته عليك.


غيره، نعود لموضوعك الطويل بلا فائدة.
وأقول هذا لأن كاتبه تعمد الإطالة بالرغم من أن الأفكار المهمة يمكن إيجازها ببضعة أسطر.
والمهم في الموضوع، يبدو أنك فهمتني خطأ. لا أعرف هل السبب هو قلة معرفتك بالعربية أم هو خطأ متعمد ومقصود! أنا طلبت منك أن تثبت وجود دولة رسمية اسمها كردستان تمتع فيها الأكرد بما يسمى الانتماء لدولة كردية. فهناك أقوام كثيرون يملؤون الأرض ووجود قوم ما في أرض ما ليس هو ما أطلبه منك. أكرر وأرجو من الله أن ينمت عليك بالاستيعاب هذه المرة: أريد أن تعطيني مثالاً عن وجود تلك الدولة الكردية تاريخياً، دولة مستقلة ذات سيادة وذات علاقات دولية رسمية تضم مواطنين رعايا فيها هم الأكراد الذين يشكلون غالبية هذه الدولة الرسمية التاريخية.

تعيدني إلى ما قبل المسيح وما قبل التاريخ وما قبل الإنسان وما قبل الأرض وما قبل الله ... :saint:
ليس هذا ما طلبت منك لتوجع رأسك بالبحث عنه ورأسي بمطالعته، فيا ضياع تعبك على أمر لا يهمني في شيء. هل أنكرت أنا يوماً وجود الأكراد في المنطقة؟ أين؟ دلني على هذا! لماذا إذن كل هذا السرد التاريخي الطويل؟ أم هو للهروب من السؤال الأساسي؟
وجود قوم تاريخياً في أي أرض لا يعني شيئاً، ووجودهم التاريخي لا يعطيهم الحق بالمطالبة بدولة رسمياً، وما دولتكم الحالية في العراق إلا نتيجة لانحلال العراق تحت الغزو الأميركي وما قام به الأكراد من خدمات جلى للأميركيين والإسرائيلين فكافؤوهم بهذه الدولة المستحدثة بدون وجه حق.

هل وعيت الآن ما الذي طلبته منك؟
عد إذن مرة أخرى إلى مراجعك "نادرة الوجود" واستخرج ما يثبت ذلك، ولا تعد إلي مرة أخرى بمقالات عن وجود شعب فالشعوب الموجودة أكثر من أن تحصى، وإذا أراد كل شعب موجود أن يستحق دولة فعلى الدول السلام. ولا أحد أصلاً ينكر وجود هذه الشعوب لتتحفنا بجرائد طويلة لهذه الغاية.

اسم قرية كردية لن يتحول لدولة كردية، الأكراد شعب موجود، لكنه قضى الدهر ذائباً بين بقية الشعوب الموجودة في المنطقة. عاش بين بقية الشعوب الموجودة وتفاعل معها كأنه منها، ومجرد حفاظه على لغته لا يعطيه حقاً بأي شيء لأن هذا أيضاً موجود عند بقية الشعوب التي لها لغاتها ولهجاتها الخاصة.

أما نكتة نسب الأكراد إلى الميديين فهو أيضاً مجرد اعتقاد إن لم نقل ادّعاء. والعبارة التي كررها صاحبك عدة مرات وهي: (لأنه لو لم يكن الأكراد أحفاد الميديين ، فماذا حل إذن بشعب عريق جبار) ليست إثباتاً لشيء. هل كان هذا الشعب جباراً أكثر من الديناصورات مثلاً؟ وهل يعتقد صاحبك أن الميديين كانوا ملايين الملايين بحيث لم يذوبوا بين شعوب أخرى أيضاً؟
كل هذه اعتقادات وادّعاءات غير مثبتة. أما الأكيد فهو ما قلته لك: الأكراد عاشوا الدهر في أراض المنطقة التي تسكنها شعوم وأقوام متعددة، ذابوا فيهم وتفاعلوا معهم، وهذا لا يضمن لهم حق الاستيلاء على أرض الغير لإقامة دولتهم المزعومة. أما الأراضي المفرقة والتي يملكها أشخاص أكراد فهي ملكهم الحقيقي ولا أحد ينكرها عليهم.

آسف يا صديقي، أحلامك ستبقى أحلاماً، ولن يمكنك أن تأتيني بأي دليل حقيقي يثبت حق للأكراد بدولة قومية على أراض عربية.

مزيداً من وقفات يا محارب، فهي ذات فائدة عظيمة.