اقتباس:هل نحن مفكرون ..اصيب بصدمة وذهول عندما اكتشف ان اكبر مثقفينا في ساعة طيش يتحولون الى ثورين حمر او خضر او صفر ..ويهتفون بروح بالدم نفيدك يا ................,والغراغ هنا من اجل املاء اسم فكل يوم هناك اسم .

عندما نقرأ كتب التاريخ ومذكرات القادة و الزعماء سنجد أنه وفي قلب الأحداث الكبرى و الثورات العنيفة كان هناك دائما العقلاء الذين يديرون الأمور وفقا لحسابات واقعية دقيقة ، لم يكن لينين يصرخ طوال الوقت كالمحموم وهو يخطط لتدمير المناشفة ،و لم يكن ماوتسي تونج يعلو فمه الزبد وهو يبدأ رحلة الألف ميل ،و لكنهم كانوا جميعا يعالجون كل موقف بعقلانية كاملة كما يليق بالرجال ، كان هناك دائما الديماجوجيون و الدوجمائيون و لكنهم ظلوا خارج مراكز القيادة يلهون بالكلمات و يسوقون أفكارا يصنعها غيرهم ، لم يكن عليهم ان يفكروا في شيء فالتقكير ببساطة لا يلائم الحمقى ،و لكن في بلادنا اختلط التفكير بالصياح و الحماس بالهياج العصبي ، كل ذلك يتم تسويقه في إطار من الأكاذيب و التبجحات المذهلة التي لا يجرؤ عليها راشد، هل تعرف ما هي المشكلة الحقيقية ؟، لقد اعتدنا خلق واقعا بديلا نتعامل معه مهمشين الواقع الذي لا يلائمنا ، ألاحظ أن الحقائق تختلط لدينا بالأفكار فتصبح التحيزات حقائقا و الأفكار واقعا نتوهمه ، هناك قلة محدودة تملك شجاعة رؤية الواقع و تتعامل معه ، و لدينا في نادي الفكر زميل من حزب الله أراه قدوة في التعامل مع الوقائع و احترام الواقع فهو يعترف و بفخر بالعلاقة العضوية مع إيران ،ويرفض بوضوح سلطة أغلبية 14 آذار و يراهم مجرد خونة و عملاء يتناكحون في خيام ثورة الأرز !، قد نختلف معه و مع نظرائه و لكن لا نملك سوى أن نحترم شجاعتهم ، فهم لا يهربون خلف شعارات قومية للدفاع عن مشروع طائفي ولا يضعون الله و الشيطان في سلة واحدة .

اقتباس:أما عن قرار حزب الله أو المحور الإيراني السوري .

ما حدث هو حطأ في الحساب فلم بعتقد من خطط لعملية 12 يوليو أنها ستؤدي إلى مواجهة شاملة مع إسرائيل ، لو نظرت أبعد قليلا ستجد أن هناك قواعد للعبة العمليات المحدودة في لبنان ، عملية محدودة ضد إسرائيل يقابلها انتقام محدود و محسوب ثم مفاوضات غير مباشرة و تبادل للأسرى او .... ، يعني لعب على الضيق ، مشكلة هذه القاعدة أن الذي حددها هو إسرائيل نفسها فلم يسأل أحد وماذا لو غيرت إسرائيل قواعد اللعبة سواء بقرار منها أو بتوجيه أمريكي كما حدث بالفعل ؟، بدخول أمريكا المنطقة و تفجر قضية المشروع النووي الإيراني هناك قائد واحد للفريق الغربي هو أمريكا وجورج بوش الخشن ذاته ، نعلم جميعا أنه هناك خطط معدة بالفعل لتصفية حزب الله و نزع سلاحه ضمن خطة مواجهة المحور الإيراني ، ولن استبعد استخدام أسلحة نووية تكتيكية ضد إيران وربما سوريا في المستقبل ، و هكذا استغلت أمريكا مغامرة حسن نصرالله التي قام بها منطلقا من حسابات قديمة خاطئة للمخابرات الإيرانية ، ما حدث هو أشبه بكمين يونيو 1967 ،ولكن مع خلاف أن عبد الناصر اعترف بخطئه كرئيس لمصر و لكن حسن نصرالله لن يعترف بخطئه لأنه رئيس حزب الله و ليس لبنان ، لبنان هو الذي خسر و دمر و ليس حزب الله ( الذي انتصر !) ، كان نابليون يقول دائما " إنك لا تستطيع ان تهزم نفس العدو بنفس الخطة مرتين متتاليتين " ،و لكننا نصر أن نهزم أنفسنا دائما بنفس الخطة وبلا انقطاع .
تعلئق ثالث . من الشائع أن نقيم نتائج العمليات الحربية بمعيار النصر و الهزيمة ، و سيكون من الخطأ أن نقيم نتائج حرب لبنان الأخيرة بهذا المغيار الزئبقي فكل طرف سيدعي أنه المنتصر بينما لا حول له ولا قوة كما ادعى نبيه بري ، ما يحدث هو مجرد معركة أولية من حرب طويلة قادمة ستدمر معظم منطقة الشرق الوسط ، كل ما يمكن عمله – بشكل منهجي – هو دراسة النتائج بدقة ،و التوقف عن إطلاق الحكام العامة التقريبية و العاطفية .
لنجرب .
تحياتي .

تسجيل الدخول
اسم المستخدم:
كلمة المرور:	فقدت كلمة المرور؟
	تذكرني

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع		الكاتب	الردود	المشاهدات	آخر رد
	وقفة مع تهديدات "بن لادن" لـ"فرنسا"	المفكر أركون	0	1,126	10-31-2010, 11:59 PM آخر رد: المفكر أركون
	سلسلة تأوهات قومية:تأمل في الاختلالات المنهجية القومية	عمرو شعبان	3	758	06-26-2007, 04:57 PM آخر رد: حسام راغب
	وقفة مع دارفور ومقديشو وضد حزب الله وصدام	Arabia Felix	13	2,190	01-08-2007, 04:55 AM آخر رد: ابن سوريا
	وقفة احترام ل 21 غرام	محارب النور	34	4,498	09-04-2005, 07:34 PM آخر رد: محارب النور