وموافقته على خطة الحكومة اللبنانية بنشر الجيش اللبناني في الجنوب.

هذا هو الخطاب الأول "لسيد المقاومة"، بعد اشتعال الحرب، الذي يترك مجالاً لتسوية سياسية ممكنة. فما سبقه من خطابات حتى اليوم كانت حربية وتعبوية، لا تحتوي على أي إمكانية لوقف هذه الحرب القذرة.

اليوم تدرك"اسرائيل" بأن كسر شوكة "حزب الله" يقتضي منها أن تضحي بدم صهيوني كثير، لذلك تراها غير متسرعة بتاتاً في هجومها البري. بالمقابل، يعلم "حزب الله" بأنه يستطيع أن يخرج بكثير من ماء الوجه لو توقف القتال. فلقد ناجز هذا الحزب اسرائيل في معارك شرسة مدة 28 يوماً، ووقف أمامها صامداً رغم كل تفوقها في العدد والعتاد والمعدات.

صحيح أن صمود "حزب الله" حتى اليوم كان على جثة "لبنان". ولكنه بالمقارنة مع "خيبات الدول العربية مجتمعة في حروبها وصراعها مع إسرائيل" فإنه يعتبر إنجازاً كبيراً. فالعربي "المرفوع الرأس" أيام عبدالناصر" كان مهزوماً عسكرياً، والعربي الذي حقق شبه إنجاز عسكري في حرب 1973 عاد كي يخسر كل ما أنجزه ويرتمي مرة واحدة، بذل وخنوع، في حضن أمريكا. في حين أن "حسن نصرالله" لم ينهزم عسكرياً (رغم اشتداد القتال) ولم يَهٌن ولم يٌذَّل ولم تلن له عزيمة حتى اليوم. فرجال "حزب الله" ما زالوا يقاتلون العدو في الصفوف الأمامية ويكبدونه "خسائر فادحة" (خسر الجيش الاسرائيلي أمس في "مرجعيون" 40 جندياً بين قتيل وجريح)، ولم تستطع اسرائيل حتى اليوم أن تخمد أصوات قذائفهم وصواريخهم رغم كل الدمار الذي ألحقته بلبنان (أمس فقط سقط حوالي 160 قذيفة كاتيوشا في أنحاء متفرقة من الجليل).

الأمين العام "لحزب الله" يعي جميع الحقائق التي تقدمت، ويعرف أن وقت "التسوية" قد آن أوانه، فهل يكون خطابه أمس فاتحة خير لوقف هذه الحرب القذرة بشروط مناسبة تحفظ للمقاومة "ديمومتها"(وهذا مهم جداً)؟ ... لعل وعسى !!!

أخيراً، أتساءل مع طلب "نصرالله" من "عرب حيفا" الرحيل، إن كان الأمين العام لحزب الله يخطط لقصف "حيفا" بكثافة لو استعر القتال ودخل الصهاينة إلى لبنان في هجوم بري شامل، وصار الموت أقرب إلى حزبه من حبل الوريد.
أرجو ألا يحدث هذا، فأنا ضنين "بنصرالله وحزبه" وضنين "بحيفا" في آن معاً ...

وردة "لجقل" (f)
واسلموا لي
العلماني