{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 1 صوت - 5 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
العلم , الدين , اليقين و أزمة الحضارة الإسلامية
Waleed غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 959
الانضمام: May 2005
مشاركة: #110
العلم , الدين , اليقين و أزمة الحضارة الإسلامية
[CENTER]تابع: متى و كيف بدأت الأزمة الحالية؟ و ما السبب المباشر فيها؟
المنظومة المعرفية العلمية و كيف حاول الأوائل تمريرها


المنهج العلمي و ليس العلوم بحد ذاتها - هي روح و سر التقدم العلمي الذي نرى منه آثاره و نتائجه و لا نستطيع تمثله و لا تطبيقه.
المنهج العلمي يمثل الوقود الدافع و الدائم لتقدم العلوم.

و لما كان المنهج العلمي الديناميكي هو أكبر مصطدم مع الخلفية الدينية الثابتة - فقد رأى المحدثون الأوائل تحييده و تفريغ كامل المنظومة العلمية التي يراد تمريرها لمجتمعاتهم منه. ثم إختيار ما تيسر من العلوم لتمريرها بعد ذلك و هذا بعد تقليم أظافرها و تطريم أنيابها و إستبعاد ما لا يمكن ترويضه منها.

حاول المحدثون تمرير العلوم في حد ذاتها منفصلة عن منهجها و
سياقها و دافع تقدمها - فكانت النتيجة أن أصبحت العلوم بالنسبة لنا مجرد سرد أو نثر ساكن نعامله معاملة الكتب الدينية "للحفظ فقط".


العلوم بالنسبة لنا دراسة و تدريسا هي فكر ثابت يجب حفظه و سرده و لا يحمل أية دلالات أخرى عن أصله و منهجه و طبيعته.
مثل راكب سقط سهوا من قطار شديد السرعة على أرض قاحلة - مفروض عليه فيها السكون و الثبات و العقم.

نحن نستذكر و ننجح و نتحدث و نعقد المؤتمرات عن الفيزياء و الكيمياء و الأحياء و الرياضيات .. إلخ - لكننا لا نستطيع تقديم أي جديد فيها - عدا المذكرات و المكافآت و الألقاب و الرتب العلمية.

و المشكلة ليست في درجات ذكاء نوابغنا - و لا في ندرة المصادر العلمية من الإبرة حتى العلوم النووية - بل في جوهر و طبيعة خلفية مجتمعاتنا المعرفية الإستاتيكي الثابت - و الذي تلتصق به أية معارف أو علوم ساقطة من سياقها لتأخذ معه صفته الساكنة فيما يسمى بحالة العقم أو الثبات State of Idle. فالبيئة الإجتماعية العامة بخلفيتها الحالية لا تسمح بالتقدم الجماعي نهائيا - و لن تسمح تباعا بالتقدم الفردي.

و لعلنا لا نستغرب الآن نبوغ بعضنا حين يتخذ وطنا مخالفا - فيمكن تشبيه وضعه على عكس المثال السابق - بمن ترك الأرض القاحلة و لحق بقطار سريع فأخذ عنه سرعته.

[CENTER]تعقيب[/CENTER]

البنية الإجتماعية هي بنية غاية في التعقيد - منظوماتها في حالة دائمة من التأثير البيني المتبادل في إحترام لقوانين لا يمكن تجاهلها وصولا لحالة الإستقرار الإجتماعي (الإستقرار الإجتماعي لا يساوي الثبات- فقد يكون مجتمع مستقر على الحركة مثل المجتمعات المتقدمة علميا أو مستقرة على الثبات مثل المجتمعات البدائية أو غير مستقرة نهائيا مثل مجتمعاتنا).

من بين منظوماتها ما هو مبني كاملا على فرض وجود منظومة أخرى - بحيث لا يمكن وجوده مسبقا على سببه الأساسي - لكن بعد ولادته الشرعية يأخذ دوره في التأثير و التأثر بباقي المنظومات - بما فيها المنظومة التي سببت وجوده.

و يمكن تشبيه البنية الإجتماعية بالقوى المتحكمة في إستقرار الجزيئات و الذرات أو المتحكمة في إستقرار الأجرام السماوية مثل قوى الجاذبية و القوى الكهروماغناطيسية و غيرها و التي تتوازن وصولا لحالة الإستقرار و حالة عدم توازنها يحدث الإنفجار و التشظي.

و يمكن تمثيل مجتمعاتنا بنفس المفاهيم الميكانيكية بحالة الإتزان غير المستقر (**) Unstable equilibrium و فيها يكون الجسم ثابتا مؤقتا لحال تأثير أي قوة إضافية و لو صغيرة جدا على مجموعة القوى المؤثرة فيه لكي يبدأ الإنقلاب على نفسه.

و من مفهومنا هذا:
- لن يمكننا تبني منظومة - مثل المنظومة الأخلاقية القانونية - بدون المرور على سبب تواجدها - و هي المنظومة المعرفية العلمية - ثم إنتظار أي رجاء كان.
و لذلك تمثل أغلب نداءات الديموقراطية الحالية بمجتمعاتنا دربا من العبث - و تصل لحد الفكاهة حين تصدر عن الجماعات الدينية.
- و لن يمكننا إستقطاع منظومات و إسقاط أخرى بحجة ما يناسب مجتمعاتنا - فهناك منظومات رئيسية مثل الخلفية المعرفية العلمية - لن يمكننا سوى تبنيها و هناك منظومات أخرى تعتبر نتائج تفاعل و لا يمكن تبنيها كمنتج جاهز نهائيا كالمنظومة القانونية الأخلاقية - بل و لا يمكن التكهن أو تنظيم نتائج هذا التفاعل سوى في حدود مقيدة. و تباعا فنحن لا نستطيع التكهن بما سيناسب مجتمعاتنا حالها.
- بل و لن يمكننا أبدا تجزئة منظومة و إنتقاء ما نريد منها و ترك الباقي. مثل أن نأخذ بعض نتائج و قشور المنظومة العلمية تاركين منهجها و جوهرها.

[U]فواقع الأمر هو إنعدام فرصة التغيير الإنتقائي نهائيا - فبعض المنظومات مثل الخلفية العلمية قبولها كاملة هو واقع قاهر و لن يلزمنا سوى إعمال النظر و إطلاق العقل لقبولها - و البعض الآخر هو نتائج لتفاعلات لن يمكننا تحديد مداها إلا بعضا من تنبؤ.[/U]

لم يكن الأمر بهذه السهولة و لا بهذا التسطيح الذي تبنيناه منذ بداية تفتحنا و صدمتنا الحضارية.
لقد خفنا من الإصطدام و قررنا التوليف و التوفيق و خلط النتائج بالأهداف و وضعنا رؤوسنا في الرمال - فكانت النتيجة هي العقم الشامل - فلا نحن ظللنا كما كنا - و لن نقدر - و لا نحن تغيرنا و تقدمنا.

لا يوجد شئ بدون ثمن - و لن نتمكن من سرقة النتائج بدون تعب و مشاكل - و الطريق مفتوح أمامنا - فيما يمكن أن يكون آخر مفترق طرق بتاريخنا كله.

و تحت ضوء ما سبق دعنا نعيد النظر مرة أخرى في بعض قضايانا الشاغلة و المحيرة أحيانا و المتناقضة أحيانا لكي نحاول تحديد ما هو حقيقي و مؤثر و ما هو زائف كل الغرض منه هو محاولة التغطية على التناقض الأكبر بعقولنا و تاريخنا كله.
08-10-2006, 10:10 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
العلم , الدين , اليقين و أزمة الحضارة الإسلامية - بواسطة Waleed - 08-10-2006, 10:10 PM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  الحضارة الغربية هي أعظم حضارة في تاريخ البشرية ... العلماني 30 1,784 09-22-2014, 02:54 AM
آخر رد: Dr.xXxXx
  السلفيون يبثون الرعب في مدرسة اعدادية وينزلون العلم التونسي الجواهري 0 571 04-04-2012, 07:06 PM
آخر رد: الجواهري
  أزمة الحداثة الغربية وإبداع الحداثة الإسلامية مراجعة لكتاب: روح الحداثة فارس اللواء 11 1,917 03-06-2012, 09:07 PM
آخر رد: فارس اللواء
  دور العقلانية الإسلامية في إعادة صياغة الوعي الثوري فارس اللواء 3 1,147 03-02-2012, 09:09 PM
آخر رد: فارس اللواء
  نسف نظرية الخلافة الإسلامية نظام الملك 11 3,238 12-26-2011, 01:02 AM
آخر رد: السيد مهدي الحسيني

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 21 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS