الزملاء الأعزاء،

لم يحصر النقل المتواتر للقرآن ضمن المصحف الشريف، بل كان نقل المصحف للرسم ونقل القراء للتلاوة، وهما معا نقلا بالتواتر عن رسول الله بقراءات عدة.

لا يعني تشكيل أبو الأسود الدؤلي للمصحف أنه استنبط الشكل من عنده، بل كان لزاما عليه أن يلتزم التلاوة المتواترة عن رسول الله. مع الأخذ بعين الإعتبار أن التلاوة الغير متواترة ليست قرآنا ولو نقلها خير الصحابة.

ما نقل إلينا بالتواتر هو أن كلمة "المسيح" أتت منصوبة معطوفة على أحبارهم ورهبانهم. آخذين بعين الاعتبار اختلاف الواقع النبوي للمسيح عليه الصلاة والسلام الذي لا ينطق عن الهوى ويحدث عن ربه، عن الواقع الكهنوتي الذي لبسه الأحبار والرهبان والذي جعلهم يصفون بألسنتهم هذا حرام وهذا حلال دون إذن من الله ولا وحس. فاستلزم ذلك فصل المسيح النبي الذي يحدث عن ربه، فصله عمن يحدث عن هواه مثل الأحبار والرهبان، ووضع "المسيح" بعد لفظ الجلالة فيه نكتة بلاغية أن المسيح ينطق عن الوحي تبعا لرب العالمين وليس تبعا لهواه، وإن عبد من دون الله.