اقتباس:  نسمه عطرة   كتب/كتبت  
ب ، فزمن الإنسان هو زمنه العقلي لا الواقعي و وطن الإنسان هو وطنه الثقافي لا الجغرافي ،ولعل الحوادث الإرهابية الأخيرة التي تورط فيها مسلمون ولدوا و نشأوا في الغرب تؤكد و بأبلغ عبارة الفكرة السابقة عن المواطنة الثقافية و ليس الجغرافية .  
...................

ولكن هؤلاء الشباب يعتبرون من الجيل الثالث  
وربما لم تطأ أقدامهم الموطن الأصلي لآبائهم .
كما أنهم ولدوا وتعلموا وشربوا الثقافة الأوروبية الانجليزية هنا  
كما أيذكر أن منهم من ليس بجذور اسلامية من أصله  
وللتذكير مثل ذاك الشخص الذي كان سيفجر الطائرة في المرة السابقة عن طريق  
متفجر خبأ في حذاءه أعتقد اسمه ريتشارد  
والبلجيكية التي اعتنقت  ( الاسلام ) وفجرت نفسها في العراق  
أنا أعتبر ما يحصل الآن هو شيء شبيه بالسيكت غسيل مخ  
وتوجيه تام مثلما تم في اوكلاهوما ..وكما حصل منذ عدة سنوات  
مع جماعات تمت عمليات انتحار جماعي من أفراد بين سويسرا وكندا وفرنسا  
السيطرة على تفكير الآخر وتوجيههه ...
قد يكون بشكل دين ( اسلامي) أو أي فكر آخر ....

نسمة .
أنت بدون تعمد تؤكدين تماما ما تحاولين نفيه ، ربما تكون الفكرة نفسها غير واضحة أمامك .. ببساطة أقول أن أفكار الإنسان و ليس مكان تواجده أو الزمن الذي تعلنه الساعة هي التي تحدد مكانه و زمانه الذي يعول عليه ، عندما ذهب الخوميني مثلا للحياة في باريس في سبعينات القرن الماضي ظل عقليا وروحيا كشخص من رفاق الإمام علي مازال يعيش في كوفة القرن السابع ، فهناك فقط زمانه ومكانه ، على النقيض تماما فالعقاد الذي كان يعيش في أسوان المدينة الإفريقية النائية كان لا يختلف في أفكاره عن أي أكاديمي في جامعة أكسفورد ، فهناك أيضا كان زمانه و مكانه ، هؤلاء الشباب الباكستانيون يعيشون ماديا في لندن في القرن 21 و لكنهم تعرضوا لأعاصير ثقافية أصولية خلال المسجد و المجتمع المحلي للمهاجرين الباكستانيين ، هذه الضغوط نقلتهم ثقافيا إلى مجتمع يثرب في القرن السابع ، كلهم متدينون و مسلمون ممارسون ، وهم يستمدون تصوراتهم و مفاهيمهم التأسيسية من ثقافتهم الدينية الأصولية و ليس من مجتمعهم العام ، فأنت بالقطع لا تعتقدين أنهم تعلموا كراهية الحضارة الغربية و إزدراء قيم الحرية و الإستخفاف بحياة الأبرياء خلال المناهج الدراسية الغربية ، في مثل هذه الحالات يعاني المهاجر أو المسلم ذو الأصول الأجنبية ما يطلق عليه التناقض المعرفي بين ثقافته الدينية الخاصة و بين ثقافته العلمانية العامة ، و في النهاية تنحاز الأغلبية للثقافة العامة الأقوى و لكن البعض يتعصب لثقافته الدينية لأسباب متنوعة و غالبا سيكولوجية ، الإرهاب هو تعبير متفجر و عنيف عن التعصب ، وهذه الظاهرة لا يمكن فهمها سوى بشكل منهجي، وهناك أربع مجموعات من النظريات التي تدرس ظاهرة التعصب و الإرهاب هي علم نقس الأفراد( النظريات السيكوديناميكية ) و نظريات الجماعات السيكولوجية ، و نظريات التعلم و النظريات المعرفية ، و النظريات المعرفية هي ما شكل خلفيتي العقلية عندما تحدثت عن الوطن الثقافي و الزمن الفكري ، هذه النظرية تذهب إلى أن التعصب prejudiceو الأفكار النمطية prototypical ideasالسلبية ليست فقط نتيجة التعلم الإجتماعي أو عدم مقدرة بعض الأفراد على إزاحة عدوانهم ،و لكنه قد ينتج من عملية التفكير الطبيعية للأسوياء نتيجة مرجعيتهم المعرفية المفارقة للعصر و المجتمع ، و لعل من أهم النظريات المعرفية التي تعالج ظاهرة التعصب هي نظرية نسق المعتقد Belief System Theory للعلامة ( روكيتش ) ، و يمكن تفسير نسق المعتقد بأنه كل المعتقدات و التوفعات و الحالات و الفروض الشعورية و اللاشعورية التي يقبلها الفرد و يعدها حقيقة كحقيقة العالم الذي يعيش فيه ، وفقا لهذه النظرية فإن التماثل Similarity أو التطابق Congruence في المعتقدات يحدد مواقف الجماعات من الجماعات الأخرى بشكل كبير ، إن التأكيد المستمر على الإختلاف في أنساق المعتقد – خلال السلفية المذهبية – له الدلالة العظمى على التعصب و الميل للعنف ضد الآخر .