قبل أن أضع ردي علىمداخلة نسمة أريد أن أدقق قضية ملتبسة هي أننا بحسن نية نناقش الإرهاب وفقا للتعريف الدولي الذي يصنف كثيرا من عمليات القتال ( لا أحب تعبير المقاومة المسكين ) بأنه إرهاب ، فنجد أنفسنا ندافع عن الإرهاب كله لأننا ندعم بعض ما يطلق عليه إرهابا ، لأن هذا الشريط غير مخصص لقضية الإرهاب فإني أضع النتيجة مباشرة وهي أن هناك فرق بين عمليات القتال و الإرهاب ، و بين المقاتل و الإرهابي ، مهما اختلفتنا حول توقيت و أهداف عمليات حزب الله فعمليات حزب الله ضد إسرائيل هي عمليات قتالية و كذلك عمليات البعثيين ضد الإحتلال الأمريكي و المقاومين الفلسطينيين ضد الإحتلال الإسرائيلي بينما عمليات القاعدة في 11 سبتمبر و جماعات الزرقاوي ضد الشيعة العراقيين و عمليات جيش المهدي ضد السنة و غيرها من التنظيمات الأصولية هي عمليات إرهابية و أعضاء تلك الجماعات إرهابيون .إغتيال السادات و الحريري و جورج حاوي و جبران تويني إرهاب مهما كانت دوافع مرتكبه ،و لكن العمليات الإنتحارية الفلسطينية في تجمعات إسرائيلية هي قتال من لا يملك سوى جسده سلاحا .
نسمة .
عندما تشاهدين مريضا لا يعني أنك تعرفين مرضه فهذا يحتاج إلى كونسلتو من أطباء عددين ، عندما نناقش مشكلة كالإرهاب فنحن أمام طيف واسع من العمليات العنيفة من المستحيل حصرها في باردايم (نمط قياسي) واحد و نعتقد أنه يقع في دائرة نجربتنا المباشرة ، لابد من المنهج و الثقافة و المتابعة العلمية و المنطق ، وهذا يفسر تعدد النظريات التي تتعامل مع ظاهرة التعصب الإرهابي ، بداية لابد من التفرقة بين حوادث الإرهاب الفردية و نلك الجماعية و الثالثة الثقافية ، فحوادث الإرهاب الفردية يمكن تفسيرها بشكل أوضح خلال علم نقس الأفراد( النظريات السيكوديناميكية Psychodynamic Theories) وهناك العديد من العمليات الفردية المشابهة تمت بواسطة المسلمين أو غيرهم ومنها عملية مدينة اوكلاهوما في إبريل 1995، وهذه النظريات تؤكد على التوترات الداخلية الدافعة إلى الإرهاب ، وتولي اهتمامها للديناميكيات الخاصة بشخصية الفرد ، وهي كالتالي : نظرية التحليل النفسي ، نظرية الإحباط – العدوان ، نظرية الشخصية التسلطية .وهذا الموضوع طويل و شيق وربما عدت إليه و توفر الوقت و المناسبة .
هناك أيضا مجموعات إرهابية ضيقة ذات أهداف محدودة مثل جماعةAum Shinri Kyo التي قامت باستخدام غاز الأعصاب في شبكة مترو الأنفاق في طوكيو مارس عام 1995 ، هذه الجماعات يمكن أن نتعامل معها بكفاءة خلال نظريات الجماعات السيكولوجية ، وهي النظريات التي تركز اهتمامها على معرفة و فحص متى و كيف يتشأ التعصب في جماعة معينة نتيجة أشكال الصراع المختلفة التي تنتج من تفاعل هذه الجماعات ، و يتألف المنحى الثقافي – الإجتماعي من نظريات عديدة تقدم تفسيرات متباينة لنشأة التعصب و الإرهاب تدور كلها حول إبراز الدور الذي يلعبه الصراع بين الجماعات و من هذه النظريات هي : نطريات الصراع الواقعي و نظرية الحرمان النسبي .
أما عند التعامل مع ظاهرة ثقافية واسعة مثل ظاهرة الإرهاب الأصولي الإسلامي فنحن نتحدث عن شيء مختلف ، فتلك ظاهرة ثقافية المحتوى ذات بعد معرفي cognitive basisواضح ، نحن لا نتحدث عن مرضى سيكوباتيين ،و لكن عن أصحاء يقومون بأفعال مبررة تماما لديهم ، (هذه الأعمال ناتجة عن عملية التفكير الطبيعية للأسوياء خلال مرجعيتهم المعرفية المفارقة للعصر و المجتمع) كما قلت في المداخلة السابقة ، نحن نتحدث عن قراءة أصولية موجودة وواسعة الإنتشار بالفعل للدين الإسلامي تبرر الإرهاب ، نعم هذه القراءة ليست هي القراءة الوحيدة بل و ليست حتى الأوسع انتشارا ،و لكنها عميقة الجذور في التراث الإسلامي ، لقد كان هناك دائما مكونا عنيفا في المركب الثقافي الإسلامي يمتد عميقا حتى عصر النبوة ، وتجمع كتب السيرة على أن المسلمين مارسوا القتل غيلة في زمن النبي ،هذه الحوادث معروقة و مجمع عليها يراها البعض حوادثا منعزلة لا أهمية لها بينما يراها آخرون سنة واجبة الاتباع و يبنون عليها فقها واسعا و ينشرونه في المراكز الإسلامية في الغرب و في لندن تحديدا .

تسجيل الدخول
اسم المستخدم:
كلمة المرور:	فقدت كلمة المرور؟
	تذكرني

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع		الكاتب	الردود	المشاهدات	آخر رد
	العمل المسلح .. الأهداف والجدوي .. منتصر الزيات	skeptic	1	752	02-25-2007, 11:43 AM آخر رد: skeptic