اقتباس:عزيزي إبراهيم؛
عبد الناصر رفع رأسنا أيضاً، لكن من أتى بعده راكم الهزائم المعنوية. عبد الناصر بنى مصر الحديثة فعلاً، وعمل لمصر دوراً إقليمياً وعالمياً أتى بعده السادات ومبارك ليجعل من مصر مجرد دولة تابعة لا قيمة لها، ولا أهمية لا إقليمياً ولا عالمياً، عدا عن تدميرها اقتصادياً، فسياسة الانفتاح فاقمت فقر البلاد والعباد وأنتجت طبقة برجوازيين لا وطنية (أي ولاءها ومالها بالخارج).
يا حسرة على أيام عبد الناصر رغم خسارته عام 67، إذ أنه هو من حضر لنصر أكتوبر وليس السادات.
معقول نشوف مصر اليوم ولا نتحسر على مصر "ناصر" التي كان يحترمها الصديق والعدو على حد سواء، بينما مصر اليوم تضحك الصديق قبل الشامت والعدو. لكم نتألم على حال مصر اليوم، بعدما كانت مركز العروبة وقلبها النابض.

كيف تقول يا طارق أن عبد الناصر رفع رأسنا؟ رفعها كيف؟ رفع كبرياءنا العربي؟ هل هي عملية شعارات؟ لو رفعها يا طارق فما الداعي لخطاب التنحية والذي تأهب له عن جدارة؟ هذا الرجل كان حالم واهم ولم يجني الشعب العربي من وراءه سوى الخسائر بسبب العنترية المعهودة. وأي دور إقليمي عمله؟ الجمهورية العربية المتحدة وياريتك يا بوزيد ما غزيت؟ جر بلد مثل سوريا للمعركة والنتيجة خسارة أراضي لن تسترد بالقوة.. هذه هي بركات عبد الناصر. تلوم سياسة الانفتاح وتريدنا أن نبقى في أكل المش والدود على طريقة عبد الناصر؟ عبد الناصر هو رمز للفقر والتعسف. ناس كثيرون في مصر فقدوا أملاكم بإسم التأميم المجنون الذي قاده عبد الناصر. كل شيء تم تأميمه على الطريقة الماركسية؛ نعم، هذا المغفل كان صناعة روسية! وعن أي نصر أكتوبر تتحدث يا طارق؟ هل صدقت هذه الأكذوبة أننا انتصرنا بحق وحقيقي؟ هذا كلام فارغ. لم يحدث أي إنتصار. الانتصار حدث فقط في المحطات العربية للإذاعة. كل ما نجح فيه هؤلاء الضباط الأحرار أو ما يسميهم سيد القمني بـ غفر أو عساكر 23 يوليو هو إطاحتهم بالملك وكما يقول المرحوم محمد نجيب في سيرته أنهم أطاحوا بالملك وأحضروا بدلا منه بـ 15 ملك أو ما يقارب.. جاء لنا طاقم من الدكتاتوريين ليحلوا محل فاروق. ليت أيام البرجوازية ترجع يا طارق. أيامها كان فيه شيء اسمه CLASS و إلى الآن نقول: He is acting with class or he has no class whatsoever! الـ كلاس هو الفارق بين تربية البيوت وتربية الشوارع. انحط كل شيء منذ هذا العهد. أقرأ هذه الأيام كتاب تجديد ذكرى أبي العلاء للدكتور طه حسين وهو يحدثنا عن أساتذته المستشرقين.. يا نهار أسود.. التعليم في مصر الآن مزبلة بالمعنى الحرفي. عندما كتب طه حسين هذا الكتاب سنة 1914 كان يتحدث عن هارفارد القاهرة أو السوربون.. الآن هذا زمن الجرابيع في مصر يا عزيزي. هذه بركات الناصرية وما تلاها! مصرالتي أعشق هي بلدي قبل أن يأتي عساكر 23 يوليو أيام الملك فؤاد وما قبل. أيام الخديوية.. كانت بلد في قمة الرقي.. في هذه البلد يا طارق تم طبع كتاب بهذا العنوان: "لماذا أنا ملحد". هذه هي مصر في وقت من الأوقات. ثم جاء المجرم عبد الناصر وصادر كتب أبكار السقاف وسجن المفكرين وتبعه الجلحوف الأهبل السادات وبدأ العد التنازلي لما تراه.

تحياتي المخلصة لك.(f)