عزيزتي Deena:

قرأت ردودك وأثلجت صدري. سعيد جداً أن أسمع إمرأة سورية لا تصفق ذهاباً وإياباً وتزعم انتصار أجوف مخالف للواقع. ربنا فعلا أعطاك حاسة تمييز وربنا يحفظك عليها ويسعدك دائما أنت وأسرتك الجميلة. أكون سعيد عندما أجد إنسان يقول الحق وبأكبر قدر من التجرد.

عزيزي إبلا: رداً على سؤالك، لا أحب إسرائيل ولا أحب سوريا ولا أحب مصر. لا أحب أحد. ارتحت؟ من أحبه أو أحبها هو أي كائن بشري من لحم ودم مثلي وروحه غالية عند ربنا اللي خلقه وخلقنا جميعا بدون تفرقة. كل من خلقه ربنا أحبه ولا يهمني عرقه بالمرة. أنظر للناس نظرة بشرية صرفة. من جهة انتصار دولة أو غير دولة، فردي ببساطة هو ما قاله المسيح: من أقامني قاضياً عليكما؟ السياسة ليست عملي وليس فيها مصيب أو مخطيء. ما أزعجني هو أني أراك كسوري من أصل أرمني حسب ما أفهم وتدعم ما يفعله حزب الله في لبنان. شوية بلطجية احتكروا بلد مثل لبنان لحسابهم مع أن عددهم لا يمثل شيء في الأغلبية! هذا ما يفقع المرارة. لكن لا أؤيد أي سياسة. لا أحترم السياسة من أصلها لأني أعتبرها لعبة قذرة ولأجل ذلك رفضها المسيح رغم المحاولات المتكررة لعرضها عليه عندما جربه الشيطان وعرض عليه ممالك الأرض وعندما أرادوا أن يجعلوه ملكاً وكل هذه المحاولات. أنا أفكر بعقلية المسيح في هذا الأمر قدر المستطاع. تحياتي لك وعذرا لك على أي حدة من جانبي ويجب أن أتعلم أنا الدرس أن كل واحد فينا سيصبح ويمسي كما هو: أنا أكل طبق الفول وأشرب كوباية الشاي وأنت تأكل ما أنت متعود عليه وتفكر بنفس العقلية ولا مجال للتراجع عن أي فكرة. عموما آسف لك. (f)