صديقي داعية:
موضوع تفهم النساء تقدر تقول إنه يتركز في كلمة واحدة وهي "الإصغاء". كثير من النساء يشكون أن الرجل لا يصغي إليهن. ترى عشاق ولهانين وما إن تدخل هي القفص يبدأ الرجل لا يختلف عن "سي السيد" وبطريقته وبلغته التي يألف. أذكر جيدا ما قاله لي صديق من أن الجنس يبدأ عند الرجل بمجرد يشعر بحركة انتصابية وبينما هو يبدأ عند المرأة قبل هذا الزمن بكثير وكثير.. ربما يبدأ في الثامنة صباحاً عندما يبدأ الرجل يمارسه لها بابتسامة هنا واهتمام هنا وهناك وتقديم احتياجاتها على أنانيته ومطالبه. أحيانا احتياج المرأة الجنسي هو مجرد لمسة حانية ليدها ولكن الرجل يفكر بالإيلاج ويعتبر الأمر وكأنه تجاوز المرحلة الإبتدائية وتخرج من مرحلة الملاطفة والحنو إلى مرحلة الإيلاج حتى يقضي وطره وتبقى هي حائرة بائرة في عزلتها كحال كثير من السيدات. الكتاب يحدثنا يا صديقي عن شيء أجده تلقائي في تركيبي وهو الاستماع للمرأة والاهتمام بما تقول. هذا هو احتياج المرأة الأول والأخير. طبعا هناك من يسمع لها وكأنها طفل يجاريها ولكن الشاطر من يقنعها بصدق وبإخلاص أنه هي مصدر قوة وإلهام في حياته. ولأن هذا كان حال الرجال من التقوقع والأنانية فوجدتني أغتنم صداقات كثيرة أثناء العزوبية من الفتيات واللواتي كنّ يقدنّ سياراتهن قاطعات الأميال لا لشيء وإنما لمجرد الحديث الأخوي المتسامر المكاشف لذاته. لا أقول إني نجحت في هذه الناحية فعيوبي أكثر من أن أحصيها إليك ولكن بهذا القليل الذي أعرف أعتقد أني جمعت خلاصة كتاب كهذا. تحياتي إليك وخذ راحتك تتكلم كما تريد.

(f)