{myadvertisements[zone_1]}
هامان
arfan غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 1,378
الانضمام: Nov 2004
مشاركة: #5
هامان
هامان القرآني لم تتجاوز جذوره القصص الديني التوراتي ( ذلك الجزء المهم من المناخ الثقافي في شبه جزيرة العرب زمن محمد ) , .. والربط القرآني الخاطيء بين هامان وفرعون التوراتيين إنما قام على سمة مشتركة عامة بين الشخصيتين لا صلة لها البتة ب ( آمون) ألا وهي إضطهادهما لليهود وفقا للتوراة وما آل إليه مصيرهما من هلاك تبعا لذلك .. فهامان ( مثله مثل فرعون) كان بحسب سفر إستير ( الذي تدور أحداثه التوراتية المتخيلة في فضاء القرن الرابع ق.م تقريبا بفاصل زمني يقترب من 800 سنة بعد قصة فرعون الخروج التوراتي ,بحسب ما قد يفهم من التوراة!!) رجلا متغطرسا أراد أن يسجد الناس جميعهم له وحقد على اليهود حقدا شديدا( كفرعون أيضا) في أعقاب ما نالته " إستير" اليهودية من حظوة عند الملك الفارسي " أحشوروش" ( أرتاكسيريكس) بزواجها منه فصمم هامان والذي أصبح كبيرا لوزراء الملك الفارسي المذكور( هذا المنصب لهامان الذي توهمه القرآن زمن فرعون فكان ذلك سببا من أسباب الإقتران القرآني بين فرعون وهامان) على إستئصال شأفة اليهود جميعا بعد أن تجاهله كذلك مردخاي ( والد إستير) ورفض السجود له( لاحظ شبه ذلك بغطرسة فرعون ) فاستصدر أمرا بقتل اليهود ( قوم إستير ومردخاي ) عن بكرة أبيهم في الثالث عشر من آذار ( مارس)( ويلاحظ هنا التشابه مع أمر فرعون بقتل ذكور بني إسرائيل ) ..غير أن " إستير" نجحت في إحباط مؤامرة " هامان" ضد قومها عند الملك الفارسي الذي أمر بإعدام هامان فباء بخسران مبين لقاء إضطهاده لليهود ( كفرعون الخروج الغريق) .. وتخليدا لهذه المناسبة إحتفل اليهود بنجاتهم من القتل على يد هامان في 13 آذار(مارس) من كل عام وهو ما يسمى بعيد " البوريم" ( الفوريم) يصومون قبله 3 أيام شكرا لله ويفرحون بعده يومين يتبادلون خلالها الهدايا , ومن مظاهر هذا الإحتفال أنهم كانوا يصنعون تماثيل من ورق ترمز لهامان مضطهد اليهود تملأ بالملح يلعبون بها ثم تلقى في النار ... ولا يستبعد أبدا بل ومن المرجح جدا أن محمدا قد عرف عيد البوريم هذا عيد نجاة اليهود من بطش هامان أسوة بما عرفه و أخذه العرب فبل الإسلام ومحمد من بعدهم من اليهود احتفالهم و صيامهم لعاشوراء والمرتبط بقصة الخروج اليهودي من مصر هربا من إضطهاد فرعون .. ومن ذلك كله أستطيع أن أفهم لماذا إقترن فرعون بهامان في قرآن محمد , هذا الإقتران الخاطيء توراتيا الذي إستند إلى وجه عام للشبه بين الإثنين فرعون وهامان ألا وهو إضطهاد اليهود خلده اليهود في الحالتين دينيا بالصيام والإحتفال فكان ما كان عند محمد من خلط !!!!!!! وإذا هامان التوراتي القرآني لا صلة له إلا بأساطير التراث التوراتي التي إقتبس محمد منها الكثير لا بالتاريخ المصري الفرعوني.

أن طلب فرعون القرآني من وزيره هامان أن يوقد له على الطين صرحا يصعد به لإله موسى في السماء ليس إلا خرافة تاريخية عجيبة و إدعاءا غريبا على فرعون مصري!! فأمر صعود فرعون الحي إلى السماء لم يكن واردا أصلا عند المصري القديم ولم تعرف قصة تعود لزمن الفراعنة تتحدث بهذا الأمر الغريب ( وهنا موطن العجب في الزعم القرآني!!) وبالتالي فلن يكون واردا أن يصعد فرعون الحي أصلا إلى السماء على صرح من طين أو حتى سلم من خشب!!

ناهيك طبعا عن غرابة السبب لهذه الرغبة في الصعود والمتمثل في رغبة فرعون القرآني من التأكد من وجود إله موسى وهو سبب ساذج بمقاييس تلك الأزمنة و زعم لاتاريخي فج عن تشكك فرعون في إله أجنبي مما يدفعه للصعود إليه؟!

فلا يعرف التاريخ المصري القديم فرعونا قد عادى إلها أجنبيا على النحو الخرافي الوارد بالقرآن و لا يعرف فرعونا قد حاول الصعود ليتأكد من وجود هذا الإله على صرح من طين !!. وهنا يبقى السؤال الأهم حاضرا بغير جواب : " من أين أتى محمد بفكرة الصرح الطيني الذي يرتقيه البشر فيصلهم بإله السماء؟"


الجواب سيكون من خلال الأساطير التوراتية والتي كانت تمثل رافدا أساسيا من روافد الثقافة الدينية والتاريخية السائدة لمجتمع الجزيرة العربية أيام محمد:الإصحاح الحادي عشر من سفر التكوين التوراتي حين يحدثنا عن أحوال نسل نوح بعيد الطوفان النوحي ( وكانت الأرض كلها لسانا واحدا ولغة واحدة . وحدث في إرتحالهم شرقا أنهم وجدوا بقعة في أرض شنعار وسكنوا هناك . وقال بعضهم لبعض "هلم نصنع لبنا ونشويه شيا . فكان لهم اللبن مكان الحجر وكان لهم الحمر مكان الطين . وقالوا هلم نبن لأنفسنا مدينة و برجا رأسه بالسماء !!!".فبددهم الرب من هناك على وجه الأرض . فكفوا عن بنيان المدينة .لذلك دعي اسمها بابل . لأن الرب هناك بلبل لسان كل الأرض .


فقرر ذلك الرب القلق أن يفرق شملهم بتحويل لغتهم الواحدة إلى لغات متعددة(يبلبل ألسنتهم) كي لا يفهم بعضهم بعضا فلا يتحدون بعد ذلك ضده ويزعجوه..والكاتب التوراتي هنا يوظف المفردات المعرفية المحيطة به في بلاد الرافدين زمن السبي في نسج قصته فلقد رأى هذا الكاتب التوراتي ببلاد الرافدين القديمة تلك الأبراج اللولبية(حيث يطوق بدنها من الخارج سلما للصعود إلى أعلى كما جاء بوصف هيرودوت لما أسماه ب"زقورة بابل") المشيدة من الطوب والتي تقع داخل حرم معبد كل مدن بلاد الرافدين القديمة كبابل وآشور..الخ حيث يقع المعبد وملحقاته وقصر الملك ضمن منطقة مقدسة بوسط المدينة وقد عرف هذا المبنى بالزاقورة ( وهي على الأرجح الأصل المعماري للمئذنة الملوية لجامع سامراء في العراق ومن بعده مئذنة "جامع أحمد بن طولون" في مصر) وكانت لهذه الزاقورات أسماء كزقورة "سيبار" والتي كانت تسمى "بيت سلم السماء الساطعة" بما يبين القصد من وراء بناء هذه الأبراج كحلقة إتصال بين السماء والأرض.

وظف الكاتب هذه المفردة المعمارية الدينية القريبة منه(زاقورة بابل) بحديثه عن برج من الطين المشوي يصل بين الأرض والسماء بما يخدم قصته التي جعل من بابل( ويعني إسمها الأصلي بوابة إيل/الله) مسرحا لها ليخدم قصته أيضا بوضع تفسير متعسف لإسمها يتماشى مع سياق المواجهة بين الرب ومخلوقاته .

ولما كان محمد (إبن بيئته) المشبعة بالرافد الأسطوري التوراتي فلقد بدا له مناسبا حين يتحدث في قرآنه)عن مواجهة مزعومة بين فرعون وإله موسى أن يستحضر هذا البرج(الصرح كما أسماه) التوراتي/الرافدي باعتباره وسيلة إتصال معلومة ومقبولة لديه بين البشر في الأرض والرب في السماء بينما لم تكن للمسلة أو الهرم في مصر القديمة كوسائل لنفس الصلة ذكرا في التوراة يسمح بعلم محمد بهما حين يتحدث عن فرعون مصري (توراتي الأصل بالطبع) وحين يختلق محمد قصته تلك عن البرج الذي طلبه فرعون فإنه يستعين ببرج بابل التوراتي الأقرب لمخيلته فيصبح وفقا للقرآن المحمدي فرعون بانيا لزاقورة بابل على أرض مصر بمعرفة وزير من بلاد فارس !!


الغريب المنسي

ladeeni
08-18-2006, 10:53 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
هامان - بواسطة اسحق - 08-17-2006, 05:32 PM,
هامان - بواسطة مسلم - 08-17-2006, 09:06 PM,
هامان - بواسطة volcano - 08-17-2006, 10:55 PM,
هامان - بواسطة اسحق - 08-18-2006, 09:49 PM,
هامان - بواسطة arfan - 08-18-2006, 10:53 PM
هامان - بواسطة zaidgalal - 08-19-2006, 12:25 PM,
هامان - بواسطة اسحق - 08-19-2006, 01:17 PM,
هامان - بواسطة zaidgalal - 08-19-2006, 05:50 PM,
هامان - بواسطة اسحق - 08-19-2006, 05:53 PM,
هامان - بواسطة zaidgalal - 08-19-2006, 08:40 PM,
هامان - بواسطة zaidgalal - 08-19-2006, 08:43 PM,
هامان - بواسطة arfan - 08-19-2006, 08:51 PM,
هامان - بواسطة اسحق - 08-19-2006, 08:57 PM,
هامان - بواسطة اسحق - 08-19-2006, 09:04 PM,
هامان - بواسطة zaidgalal - 08-20-2006, 02:29 AM,
هامان - بواسطة zaidgalal - 08-20-2006, 02:41 AM,
هامان - بواسطة zaidgalal - 08-20-2006, 02:44 AM,
هامان - بواسطة zaidgalal - 08-20-2006, 02:45 AM,
هامان - بواسطة Romeo - 08-20-2006, 09:13 AM,
هامان - بواسطة اسحق - 08-20-2006, 10:49 AM,
هامان - بواسطة zaidgalal - 08-20-2006, 01:00 PM,
هامان - بواسطة Romeo - 08-20-2006, 01:17 PM,
هامان - بواسطة اسحق - 08-23-2006, 05:30 PM,
هامان - بواسطة zaidgalal - 08-23-2006, 08:16 PM,
هامان - بواسطة اسحق - 08-23-2006, 09:27 PM,
هامان - بواسطة zaidgalal - 08-23-2006, 09:53 PM,
هامان - بواسطة اسحق - 08-23-2006, 10:08 PM,
هامان - بواسطة zaidgalal - 08-24-2006, 01:52 AM,
هامان - بواسطة اسحق - 08-24-2006, 10:02 AM,
هامان - بواسطة zaidgalal - 08-24-2006, 07:48 PM,
هامان - بواسطة اسحق - 12-12-2006, 04:23 PM,

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  فأوقد لى يا هامان على الطين احذروا الفتنة 26 5,772 12-01-2009, 12:04 AM
آخر رد: ايمن بهجت

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS