تحياتي يا جورو
أنت واحشني أيضا يا صديقي العزيز وأشكرك جزيل الشكر (f)
بالنسبة لمسألة الظلم والعدل فهذه "في رأيي الخاص" مسألة مبهمة ولا حكم مطلق لها على كل شيء، فالذي يعتبره الإسلام عدلا قد يكون في شريعة أخرى قمّة الظلم، والعكس صحيح. بالتالي مناقشة مسائل العدل والظلم تخضع دائما لمفاهيم نسبية لا يمكن أن تصل حد الإطلاق، لذلك عليك أن تعذرني لأنني لا أستطيع تغيير قناعات غيري إن لم أقتنع بما يقولون.
أما بالنسبة إلى كون الإسلام جاء بشيء جديد فلربما أجد في نفسي الجرأة لأن أقول "كلا"، لماذا؟
الرسول عليه الصلاة والسلام قال: "إنما جئتُ لأكمّل مكارم الأخلاق" ... الأخلاق كما نعلم موجودة منذُ بدء الخليقة وهي بذاتها أيضا نسبية لا تعريف مطلق لها أبدا، والإسلام كرسالة "سماوية" (كما نؤمن) جاء بتعريف "نسبي" أيضا لهذه الاخلاق من عند الخالق. كيف؟
الله سبحانه وتعالى قال: "وهديناهُ النّجدين" وكما فسّرها العلماء فالنجدين هما الخطأ والصواب، أو الخير والشر وأنا أميل إلى هذا التفسير. لكن الإسلام قام بتحديد بعض الأخلاق الدميمة وحدّد لها عقوبات سواء في الحياة الدنيا أو في حياة البرزخ او في الحياة الآخرة، مثل الزنا والسرقة والقتل ... إلخ
وأما التمييزُ بين الخير والباطل فهذا متروك لتقدير الإنسان بالرجوع إلى دستور معين، وبذلك كان موضع القرآن بالنسبة للمسلمين كمصدر التشريع الأول، فإن لم يذكر القرآن حكما لمسألة رجع بها إلى السنة وهكذا دواليك إلى أن تكتمل مصادر التشريع وهي ثمان مصادر كما نقلتُها على الرابط التالي:
http://www.nadyelfikr.com/viewthread.php?t...&highlight=#pid
تعدّدُ هذه المصادر تُعتبر متعبة للناظر، حتى لي أنا بكل صراحة أجد نفسي أمام معضلة إن أردتُ الرجوع إليها كلها والتوغّل فيها كلما طرء طارئ، لكن بالتأمل البسيط تجد أن الإسلام فتح باب الاجتهاد العقلاني للفرد المسلم شريطة أن يتحمّل المرءُ عاقبة أفعاله...
هل أتى الإسلامُ بجديد؟ ... الجواب هو كلا، وهذا رأيي الخاص لا أكثر.
بالنسبة للوثنية فلا أجزم أنها فقط للدلالة على تعدّد الآلهة، بل أغلب الظن عندي أنها للدلالة على كل شيء أرضي او مصدره أرضي. لربما هناك من يستطيعُ إفادتنا أكثر؟
واسلم لي (f)