هناك خلط لا التباس فيه!:kiss:

شرعية من هي المرجع الذي يجب أن نفيئ إليها حتى نتكلم عن محتل وصاحب حق؟

إن اعتمدنا ما قبل الانتداب فنحن حيال سلطنة عثمانية لم تكن تعتبر الأحواز ولاية مستقلة، بل صحراء تضم وما فيها من مضارب قبلية لولاية البصرة...

ولاية البصرة أصبحت اليوم من دولة أسسها الإنجليز منذ انتداب عام 1918...

المنطقة برمتها أعيد تشكيلها لاحقا، وهنا تأسست دولا قطرية لا علاقة لها بالتقسيمات الإدارية التاريخية التي تتشبثون بها!

هل تريدني أن أعتبر العراق هي الشرعية مثلا؟

وفي هذه الحالة كيف تريدني أن أقسم منطقة الجزيرة في سورية؟ أهي تابعة للشرعية العراقية أم الشرعية السورية؟

وأي شرعية أصلا للعراق أو سورية غير صك الانتداب؟

أم تريد اعتبار الحكم الهاشمي الذي وفد من الحجاز ليقيم دولة في العراق برعاية إنجليزية هو الشرعية مثلا؟!!

وما شرعية كل الدول الحديثة في المنطقة؟

ما شرعية لبنان في استقلاله من سورية؟

وهل سنعيد الكرة في البحث عن شرعية الكويت في استقلاله عن ولاية البصرة العراقية؟

والعراق هذا الكيان السياسي الحديث هل له ارتباط بالكيانات التاريخية؟

وكما قال لك الزميل إيراني: لماذا تنتقي من التاريخ فتضفي الشرعية على بعضه وترفض بعضه؟!!!

أخي الكريم دعنا نكون واقعيين بدون أن نستدعي مفردات الشخصنة كلما أعيتنا الحجج المنطقية!!

من حقي وحقك وحق كل أحد ألا يعترف بالواقع، غير أنه الحاكم علينا جميعا شئنا أم أبينا...
كيان الأحواز محترم ثقافة ومجتمعا ولغة وإنسانا، لكنه ما كان دولة في يوم من الأيام...

من حق الأحوازيين أو غيرهم النضال من أجل تقرير مصيرهم وصولا إلى تشكيل الدولة بالطرق الحضارية والنضالية ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا، ومن حق غيرهم ذلك، لأن التاريخ لا يجمد على حال بيقين...

لكننا اليوم في واقع الشرعية الدولية مضطرون جميعا للانسجام مع معطيات هذا القانون الدولي...

الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة يستهدف كل من يكبر رأسه متحديا قرارات الشرعية الدولية...

لأجل هذا يجب أن يفكر الأحوازيون بطرق حضارية وقانونية لتحقيق رغبتهم في الانفصال ما كان هذا يلبي رغبة الأغلبية منهم...

على أننا في معرض السبر الموضوعي نقف سلبيا من كل الدعوات الانفصالية أيا كانت دوافعها...

الفرس أمة عظيمة قدمت للحضارة الإنسانية وللإسلام العظيم وستقدم مثلما نقدم أو أكثر....

الموقف العنصري مرفوض رفضا باتا سواء كانت الكراهية للسامية أو لأي عرق أصفر كان أو أحمر أو أسود

هذا في البعد الإنساني العام

أما في البعد الإسلامي فالفرس اليوم أمة مسلمة عظيمة، أوصى النبي بها وقال: (لو كان الدين معلقا بالثريا لتناوله ناس من فارس من أبناء العجم أسعد الناس بها فارس وأصبهان )...

كيف لا ومنهم خرج من أسلافنا سلمان الذي عده النبي صلى الله عليه وآله وسلم من آل البيت، وعكرمة مولى ابن عباس بحر من بحور علم طبقة التابعين المشرفة...

مرة أخرى:

لا أظن أن التاريخ يضفي شرعية مطلقة على كيان سياسي، وإلا فإننا سنخسر يقينا لا عروبة الأحواز وحدها، بل عروبة كل المنطقة التي نسميها اليوم بالعربية، وسنحجر أنفسنا في بيداء الجزيرة ومفاوزها لا نتجاوزها!!!

على أنني أذكر بأن وزير الدفاع الإيراني الحالي شمخاني أحوازي عربي قح، لا يجد غضاضة هو ومئات الألوف من الأحوازيين من أن يكونوا داخل دولة كبيرة كإيران...

ودعنا نكون أكثر عدالة:

لو لم تكن الأحواز في إيران، فإنها كانت ستكون أمارة خاضعة للإنجليز، وستنعتونها بما كنتم تنعتون بها الكويت يوم خاض صدام الحرب ليضم الفرع إلى الأصل في زعمه!!

وما كانت لتكون بعثية يوما إلا إن أخبرتني عن قناعة أحد من أهل الخليج الفارسي قاطبة بحزب البعث...

أما عن فارسية الخليج التي تمارون بها، فأذكر أن القوميين يوم أن ابتدعوا الهوية القومية كانوا يتغنون بأمتنا العربية من المحيط الأطلسي إلى الخليج الفارسي

وفجأة ظهر مصطلح مصادم للتاريخ والجغرافية يقول: (دول الخليج العربية)، ثم أصبح بوضع اليد: (الخليج العربي):saint:

على كل الحكي ببلاش، وحتى يعترف العالم بأنه خليج فارسي ربما نحتاج لأن نصبغ أقاليمنا العربية بهويتها العربية فالعراق منذ صدام كان الجمهورية العراقية، لا الجمهورية العربية العراقية، وهو في عهد ما بعد البعث أصبح دولة مزدوجة القومية، هذا في العراق عضو الجامعة العربية نفسه، فهل سيغير من الأمر شيئا أن ندعي العروبة حتى لو حولنا المحيط الهندي للمحيط العربي أيضا!:lol:

واسلموا لود واحترام(f)

واسلموا لود واحترام