الزميل بهجت,
(f)
الكلام عن مواجهات عنيفة في المنطقة العربية في الفترة القادمة منطقي جدا, المنطقة تمر بحالة احتقان شديد سيتم تفريغه بسلسلة متعاقبة من الحروب!
حاليا لبنان هي النقطة الاضعف في المنطقة, فهي دولة مشتتة الإرادة, يوجد بها حزب الله ممثل رسمي لايران و علي حدودها اسرائيل ممثل رسمي لامريكا و بما ان لبنان (الحكومة) اضعف من ان تسيطر علي حزب يتحرك و يحارب من ارضها فإنها تدفع ثمن هذا الصراع.
الدول الاخري (حتي التي تحتل اسرائيل جزءا من ارضها) تعلم ثمن هذا الصراع و لذلك تتجنب خوضه مباشرة و لكن هذه الدول علي اتم الاستعداد بالمشاركة اما بالاستنكار و الادانة او التصفيق و ادعاء النصر او حتي الشماتة.
و بالتالي بلبنان كما ذكرت في مداخلتك لا يزال هو بؤرة الاحداث, و ساحة المعركة القادمة.
خسائر لبنان شديدة المرارة و اكبر الخسائر ان لبنان لم يستقر بعد و لا يزال القادم مجهول و يسيطر التشاؤم علي الجميع, فلا تنمية و لا استثمارات و لا امل, طالما الجميع لا يعلم ما الذي يمكن ان يحدث غدا, و طالما ان الحرب من الممكن ان تتجدد في اي لحظة.
مهما حاولوا البناء و الاعمار فما افائدة و الامور علي "كف عفريت" و في اي لحظة تشتعل حرب جديدة و تدمر ما تم اعماره مرة ثالثة.
هل من الممكن ان تتحرك القوي السياسية اللبنانية لمنع حدوث انفجار ثاني؟
اعتقد ان علي قوي السياسية اللبنانية النزول إلي جماهيرها و المطالبة بأن تتضح الرؤية تماما و توصيل رسالة إلي حزب الله بان الاغلبية اللبنانية و بشكل محدد و غير ملتبس تطالب الحزب بضرورة التحرك طبقا للمصالح اللبنانية و عدم الانسياق للعبة توازنات الشرق الاوسط و التي تفوق بمراحل القدرات اللبنانية.
الشئ الاخر هو البحث علي طيف شيعي وطني داخل لبنان و بالتأكيد هناك من الشيعة من يعارض حزب الله و العمل علي دمجه داخل الصفوف المعارضة لحزب الله علي امل ان يعي الحزب ان استمرار تضحيته بمصالح وطنه و ابناء طائفته (هم اكبر المتضررين من الحرب) سوف يقلل من تأييدهم و شرعية تمثيلهم و بهذه الطريقة يخسر ليس فقط البعد العسكري و لكن يتضائل ايضا نفوذه السياسي ايضا.

اطيب تحياتي