أفحمتني يا رجل .. ارتعدت "فرائصي" حينما قرأت ردّك .. وأحسست لأوّل مرّة .. بالأرض تدور حول نفسها ..
أنا لست هنا لأتحدّاك أو ألاكمك .. فلم تتحدّث وكأنّك في حرب .. أو مباراة .. !!
نحن هنا لنتبادل الآراء والأفكار .. لا منتصر بيننا .. وقلّما يقتنع أحد بما يكتب الآخر .. لكن .. قد يستفيد مما قرأ ..

الإنسان الذي ينشأ في بيئة دينيّة .. قلّما يخامره شكّ ولو قليل بدينه .. والاختيار لا يأتي بلا شك .. هذه فكرتي ..
أسباب ذلك كثيرة .. منها الرهبة التي يعيش بها الإنسان الديني والتي تحتل شخصه من الداخل .. ومنها -في وطننا العربي- غياب المنابر اليساريّة .. ومنها أيضاً حلاوة فكرة "الله" وصعوبة التخلّي عنها .. بل صعوبة التخلّي عن فكرٍ وتقاليد وفرائض انغرست في نفس الإنسان من طفولته .. أضف إلى ذلك بأن الدين في بعض المجتمعات أمسى "عادة" أكثر منه موقف فكري .. فلا يكلّف الإنسان نفسه عناء التفكير بتكوينه الديني بقدر ما يكلّف نفسه بتفيذ الفرائض التي تعلّمها من هذا الدين .. فالعادة لا تحتاج إلى تفكير .. أنت تفرك عينيك حين يشوبها شيء ما .. بلا أن تتخّذ موقفاً .. ما .. وبلا أن تفكّر حتى بالأمر .. في هذه المجتمعات يبدو أنّ الوعي الديني لم ينضج بما فيه الكفاية لكي يكتسب هويّة .. كما ألحظ في سوريا مثلاً .. فهذا التيار مغيّب بشكل دائم .. بسبب ما تعرّض له ربّما من اضطهاد .. وتسييس ..

خوليو