تابع للمنهج الهندسي في تنفيذ المشاريع

لقد كان يتم تحويل الأفكار أوالمشاريع الفكرية إلى واقع ويتم تنفيذها باستعمال المنهج العملي البسيط المعتمد على خيارات وأعمال تم اعتمادها من بين بدائل كثيرة.
وكانت أول الدوافع- الأفكار والمشاريع- تأمين الطعام والشراب والبحث عن المأوى أو بنائه, ثم تربية الحيوانات, ثم الزراعة.... وتطورت ونمت هذه الأعمال لتصل إلى مشاريع بناء المدن و ناطحات السحاب وبناء حاملات الطائرات والغواصات النووية وإنزال إنسان على القمر وبناء محطة فضائية وصنع العقول الإلكترونية وكشف الجينيوم البشري..... .
وتطورت أثناء ذلك الطرق والآليات والأفكار المستخدمة لتنتهي باستعمال الهندسة والرياضيات والمعارف الفيزيائية الدقيقة بالإضافة إلى ما يتم اختراعه من بنيات تكنولوجية, وبذلك نشأ المنهج الهندسي في تنفيذ المشاريع وصارت قدرة المجموعات البشرية على تنفيذ المشاريع تماثل وتضاهي أحياناً المشاريع التي تنفذها بنية الحياة ولكن بزمن أقل بملايين المرات.
والمنهج الهندسي هو المستعمل الآن في تنفيذ الكثير من المشاريع وهو يحقق الفاعلية والنجاح في غالبية المرات, والمشاريع التي لا يستعمل فيها المنهج الهندسي هي مشاريع معرضة للفشل بشكل كبير.
وهناك الكثير من المشاريع التي لا تتوفر فيها الإمكانيات لاستعمال المنهج الهندسي فالمشاريع العقائدية والسياسية والأدبية ... يصعب استعمال المنهج الهندسي فيها لأن هناك عدم دقة في البنيات الفكرية المستعملة فيها ناتج عن ضعف تكميمها.
ويمكن من وجهة النظر هذه تمييز الأفكار والمعارف الفلسفية عن الأفكارالمعارف العلمية , فالتي تستعمل المنهج الهندسي هي العلم , وكل الأفكارالمعارف الباقية هي بمثابة أفكار فلسفية . فهناك فلسفة اللغة , وفلسفة الفن , وفلسفة الدين , وفلسفة السياسة . . .