مساء الفل
الزميل إيراني قح.
إن أحد الأسباب التي جعلتني أعتزل الكتابة في المنتديات هو النزعة المنتدياتية غالبا نحو التبسيط والتعميم والتدخل في تخصصات الآخرين وإطلاق الأحكام دون تعمق.
على سبيل المثال :
اقتباس:هاتولي الارقام القياسية في كل الرياضات في العالم وقارنوا الارقام القياسية للرجال مع الارقام القياسية للنساء سترون البون شاسعا وطبيا ثبت ان اجسادهن تحوي عدد اقل من العضلات من الرجل وثبت كذلك طبيا ان عقل المراة اصغر حجما من عقل الرجل
أولا: إن تفوق شخص على شخص في قوته الجسدية لا يعد دليلا على سمو عرق أو نوع الشخص الأقوى جسديا على الأضعف جسديا.
وإلا لكان من حقك مثلا أن تدعي أن الشخص الصحيح الجسد له درجة أعلى في الإنسانية عن ذوي الاحتياجات الخاصة، وأن الغرب أعلى مقاما من الآخرين في الإنسانية لأنه توصل إلى التفوق العسكري والعلمي.
وهذا لا يعني أنني أضع المرأة هنا في مقابل صاحب الاحتياجات الخاصة مقابلة بالرجل من ناحية القوة الجسدية، ولا يعني أنني أريد القياس. إنما جئتك بما يدل على أن منطق استدلالك الأول باطل لو تم تعميمه كمبدأ للتفوق والسمو الإنساني في الحياة.
والآن وقد انتهينا من خطيئة التعميم نأتي إلى المغالطة الحسابية.
يقول بطل كمال الأجسام : ألبرت فوركاسل في كتابة " كمال الأجسام " ترجمة : مركز التعريب والترجمة ، وفي فصل : تمارين الأثقال للنساء :
( في سنة 1992 زارت العداءة الإيرلندية المشهورة ماري بيترز الولايات المتحدة للتمرن كتهيئة للألعاب الأوليمبية في ميونيخ، ولقد تم ذلك في النادي الذي أملكه أنا وزوجتي ، وشرعت بمساعدتها في التمرن ووقتها أدركت كيف يمكن للمرأة أن تكون قوية جسديا. وعندما قامت ماري بالتمرن على رياضة رمي الكرة الحديدية والقفز العالي والقفز فوق الحواجز كنت أنا دليلها وقمت بتثبيت سياج القفز العالي على ارتفاع ستة أقدام مدركا أنه حتى أنا لا يمكنني أن أقفز أعلى من ذلك الارتفاع. ثم راقبت ركضها نحو الحاجز فوجدت، بالمقارنة بيني وبينها ، أني قد لا أكاد أترك نقطة البداية حتى تكون هي قد وصلت إلى نصف الطريق إلى خط النهاية. وعندما قامت برمي الكرة الحديدية كان علي التقاط الكرة عن الأرض والعودة إلى مسافة 20 قدما قبل أن أتمكن من دحرجتها ثانية باتجاهها. في ذلك الوقت كانت ماري في سن 36 وكان وزنها لا يزيد عن 160 رطلا، أما أنا فكنت في أوائل الأربعينات من عمري ووزني كان يقارب 235 رطلا.
وفي أحد الأيام أصيب أحد أبرز رافعي الأثقال في النادي بصدمة من الجنس " اللطيف " ، فماري كانت دائما تجيء إلى النادي أنيقة المظهر ومسرحة الشعر كسائر النساء، إلا أنها في ذلك اليوم دخلت إلى الغرفة الخلفية في النادي التي تحتوي على الأوزان الثقيلة وسألت باك - الشخص السالف الذكر - أنها تريد العمل معه على رفع الأثقال بوسيلة الضغط القاعد Bench Press ، فقال لها إن ما يملكه اليوم يزن حوالي 135 رطلا.
ووافقت ماري على ذلك وبدآ سوية برفع الأثقال بالتناوب تدريجيا قبل الوصول إلى وزن ال 135 رطلا. ولقد اندهش باك من قدرة إحدى النسوة على مجاراته في رفع الأثقال وشعر بالارتباك حين وصل بهما الأمر إلى زيادة وزن الأثقال إلى 225 رطلا. وعند الوصول إلى 250 رطلا حملتها ماري ثم أعطت الوزن إلى باك فلم يتمكن من رفعها، بعدها اتخذت ماري وضعية القعود وتمكنت من رفع 250 رطلا مرتين وإعادتها كما هي إلى الأرض. هنا شعر باك بالانزعاج فارتدى ثيابه وخرج من النادي. )
( ثم اذكروا الحاصلين على جائزة نوبل من الرجال وقارنوا عددهم بالنساء.
في الكتابة والتاليف,في الاخراج,في (الازياء) في (الطبخ) في عدد الاختراعات بل لا توجد (مخترعة) واحدة من النساء من بين مئات الالوف من الاختراعات في تاريخ البشرية في كافة المجالات.
باختصار في كل ركن وزاوية من اركان وزوايا المعمورة الرجل متفوق على المراة ويجب على المراة الاقرار بذلك.)
إليك اقتباس اليوم الذي جاءني على المجموعة البريدية التي أنا مشترك فيها :
From Carrie Chapman Catt
This world taught woman nothing skillful and then said her work was valueless. It permitted her no opinions and said she did not know how to think. It forbade her to speak in public, and said the sex had no orators.
وثانيا: عليك باقتناء كتاب ( نساء فلاسفة عبر التاريخ ) للدكتور إمام عبد الفتاح رئيس قسم الفلسفة في جامعة الكويت. وكما أن المجال لا يتسع إلى مناقشة جميع المجالات الجسدية والأرقام القياسية ، فهو لا يتسع أيضا لمناقشة جميع المجالات العلمية والأدبية. وإنما هو مجال ضرب الأمثلة وتحطيم التعميم الغير مدروس فقط. وإلا لتطلب ذلك مجلدات.
وتعقيبا على ملاحظتك حول صغر حجم المخ وكبره ، فقد أعلنت الدكتورة جين كاربر في كتابها " المخ المعجزة " بناء على الأبحاث التي فصلتها في كتابها والتي اعتمدت فيها على نتائج العديد من جهود العلماء أن المخ الأكثر ذكاء لا يعتمد على حجمه بل على مدى تعقد الشبكات العصبية الموصلة داخل تكوين المخ ذاته وبذلك تحطم النموذج القديم الذي كان يقر بقاعدة الذكاء على حسب الحجم.
ثم إن الأديان وكتب الأدب والتاريخ سواء منها العربي أو العالمي تزخر بالأمثلة على نماذج تفوق النساء في حكمتهن وذكائهن على الرجال : من قبيل ذلك في الأديان ، زوجة الصحابي التي أعدت الطعام لزوجها ثم ضاجعته وجعلته يرتاح قبل أن تخبره عن وفاة ابنه التي كانت جثته مسجاة في إحدى غرف البيت، وعندما غضب الصحابي وحكى لمحمد أخبره الرسول أن المرأة تصرفت التصرف الصحيح ودعا لهما بالبركة. ومعذرة لأنني لا أذكر اسم الصحابي.ومعذرة أخرى إذا كنت أنت تذكره ولكنك لا تعترف بمصداقية القصة لأنها قد تكون من مصادر سنيّة وأنت شيعي على الأرجح ( ربما ).
وفي الكتاب المقدس مثلا هناك قصة أبيجايل الذكية امرأة نابال الغبي التي تفوقت حماقة زوجها وعلى نزق داود نفسه باعترافه حينما منعت الدماء والحرب التي كادت تنتج عن تفكير الرجلين الذكوري الذي لا يعترف إلا بمعيار القوة والحجم ، وعلى الرغم من ذلك يعود الكتاب المقدس ليضعها في منزلة الجارية الساجدة للرجل ، عندما عاد داود وتزوجها بعد موت نابال.
وفي هذا الموقع المسيحي وضعت القصة في إحدى المقالات تحت عنوان :
غباء رجل وإيمان امرأة
وهذا إذا دل على شيء إنما يدل على استمرارية التفكير الذكوري السائد عند تفسير النص المقدس ، فمن البدهي لكل إنسان أن الإيمان ليس هو المقابل للغباء وإنما يقابله الذكاء ، إلا أن كرامة الرجل الذي كتب المقالة أبت عليه أن تعترف لهذه المرأة بالذكاء في مقابل غباء الرجل.
وفي العهد الجديد يقر المسيح أن ملكة التيمن كانت أكثر ذكاء من كل الشعب اليهودي - على الأقل - حينما جاءت من أقاصي الأرض لتسمع حكمة سليمان.
اقتباس: وآخر قولي اللهم استر وما يكون في ادارة النادي نساء اكثر من الرجال والا راح تكون هذه اخر مشاركة مني :lol2:
أولا أطمئنك أنني لست من إدارة النادي ، ولكنني رجل ، ولا أعرف ما قد يعنيه هذا بالنسبة لك. أما بالنسبة لي فهو يعني أن مشاركتك قد نجحت في دفعي إلى التعقيب عليها بعد حوالي 4 أشهر من الابتعاد عن الكتابة في النادي.
تحياتي لك.
أراكم بعد حين