بعض شرّاح المتنبي المحدثين تجاوز عما عده "قولاً فاحشاً" في شعر المتنبي (وعندي أن لا حق له بهذا)، ولم يضمنه ديوان الشاعر الكبير، ولكن هذا لا يعني بأن قصائد المتنبي غير موجودة وغير معروفة لكل هاو لتاريخ الأدب. فديوان الشاعر الذي كان يحرص عليه وعلى ترتيبه وتبويبه وصلنا وعم وانتشر في عهده وبعد عهده بقليل، حتى قال عنه "ابن رشيق القيرواني" في "العمدة" مقالته الشهيرة:".. جاء المتنبي فملاً الدنيا وشغل الناس".

أعتقد بأن جميع النسخات القديمة للشروح (ابن جني، الواحدي، العكبري ... إلخ) تثبت هذه القصيدة التي قتل من أجلها الشاعر. وهي من حيث ثبوت نسبتها له أمر لا جدال فيه حتى لو عدها النقاد والشراح من "سقطات" المتنبي.

أعتقد بأن أفضل شرح لديوان المتنبي هو "شرح اليازجي" المسمى بكتاب "العرف الطيب في شرح ديوان ابي الطيب" (مطبوع حديثاً عند "دار صادر، بيروت"). وهو شرح كان قد سهر عليه الشيخ "ناصيف اليازجي" ولكن المنية تداركته قبل أن يخرج إلى النور، فأكمله ونشره ابنه "الشيخ ابراهيم اليازجي"، الذي لم يثبت جمهرة فاحش قول المتنبي في الديوان، ولكنه نبّه إلى الأبيات التي حذفها في المقدمة.

بالنسبة "للموسوعة الشعرية"، فهي قرص مدمج يحتوي على جل ما قالته العرب من شعر بين الجاهلية والعصر الحديث بالإضافة إلى مكتبة أدبية كاملة (265 مصنف) ومعظم القواميس القديمة المعروفة (بما فيها "القاموس المحيط" و"لسان العرب").
هذه "الموسوعة" صدرت عن "المجمع الثقافي" في "الإمارات"، ولكن لكل منا غنى عنها من خلال "موقع الورّاق" الذي يحتوي على جميع ما تشمله وأكثر بكثير.
أخيراً، أقدر للقائمين على إصدار "الموسوعة الشعرية" جهدهم واجتهادهم في إخراجها، ولكنها - عندي - ما زالت تفتقر إلى عنصر أساسي مهم جداً هو "شرح الأبيات الشعرية"، كما أن القائمين عليها لم يراعوا "وحدة المصنف الشعري" في بعض "القصص الشعري الحديث والمعاصر" ("إلياذة" البستاني و"غلواء" أبو شبكة مثلاً).

ملاحظة: شكر خاص لطارق على نشره القصيدة كاملة :redrose:

واسلموا لي
العلماني