كنت اطالع ما يكتب هنا في هذا الشريط محاولا التغلغل في افكار البعض ومرجعيتهم البدهيه للقياس
لقد شدني كثيرا قولبة الامور واسقاط الفكر الذاتي التشخيصي على الافكار المجرده والكليات المنطقيه
فاحببت ان انبه الى مغالطه كثيرا ما يقع فيها من لا يرقى بتفكيره نحو الكليات التجريديه المنطقيه
فان كانت المشاهدات الحسيه تمدنا بالمعرفه الجزئيه , فهذا لا يعني ابدا ان المقياس الجزئي يمكن تطبيقه بالقياس على الكليات التجريديه.
نحن نعلم تماما ان الحواس تمدنا بمفهوم المكان الثلاثي الابعاد , وبعد تبحر في العلم وجهد مكثف من لبحث والاستقصاء استطاعت المعارف الانسانيه من استجلاء مفهوم ارتباط الزمان بالمكان - وهكذا اصبحنا نتحدث بلغة رياضيه اكثر دقه عن الابعاد الاربعه - الزمكان
لكن ذلك لا يمكن ان يكون هو المقياس البعدي للكون , ناهيك عن انطباق ذلك على الوجود
لهذا فان الجزيئيات التي تنطوي ضمن كليات المكان او الزمان و يمكن انان تستخدم بهدف استقراء الاحداث المشابهه التي تخضع لقوانين هذه الكليات التجريديه
اما ما يقوم به البعض من وصف العالم بمنطقه الحسي وتصوراته الذاتيه , فان اقل ما يقال عنه بانه بلاء للفكر وتقزيم للمعرفه وتشخيص ذاتي للتجريد
والنتيجه هو الامتناع عن مناقشه مثل هذه المحدوديه في الافكار ومثل هذا التقوقع للعقل
لنفترض ان احدى الكينونات تستطيع الادراك للموجودات في البعد الثنائي , فهل لها في مثل هذه الحاله بان تنفي كل ما هو وراء ذلك من تعقيد
وفي المقابل , فان ذلك لا يكون حجه على نقص العقل , وانما على محدوديه الحس
فالعقل عنده من وسائل التجريد ما يمكنه من الغوص في تعقيدات التصور للكليات بدليل انه يستوعبها ضمان بناءه المنطقي
لكن العقل الحسي عند البعض هو المحدود

اتمنى ان يتم تناول الموضوع التجريدي للفكر بواسطه تعقل تجريدي وليس عن طريق محدوديه الصوره الحسيه

لكن ومع ذلك هناك مشكله مستعصيه
فعندما يتم تناول الكليه التجريديه - الاله مثلا - فان الدخول في تفصيلات الكينونه من اجل ايصال الفكره للعقول البسيطه يتحتم الخوض في تفصيلات الصفات
وهذه التفصيلات مرتبطه بالجزيئات التي لها علاقه مباشره بالحس
هنا يفقد التجريد تماسكه ويدخل في تناقض مع الحسي الامر الذي يحول الشرح والتقريب لفكرة المجرد الى نقيض نافي له في التفصيلات
وعليه يكون تناول الشرح في صفات الذات منقلبا لنفي هذه الذات

ارجو ان يكون قد اوصلت ما اردت

تحياتي