احترنا يا قرعة منين بدنا بنوسك !!!

المفروض من المجلس النيابي أن يمثل الناخب .. فلماذا الخوف من استفتاء شعبي حول موضوع المقاومة؟ هل أصبح الشعب عميلا فاشيا أيضا ولا يجب استفتاءه. بالمختصر، الشرعية الديمقراطية الوحيدة التي تريدها وتؤيدها الإدارة الصهيوصليبية هي "الشرعية العميلة" .. هؤلاء لا يريدون سماع صوت الشعب، هم يريدون فقط سماع اصوات الأنظمة الرسمية التي تقول نعم.

الإستفتاء الشعبي هو كنه الديمقراطية، وهو يحدد بالفعل لا بالقول والإدعاء ما يريده الشعب .. وشعوب العالم المتحضرة جميعا تستخدم هذا الأسلوب في الأمور المصيرية! هل يا ترى ترضى الإدارة الصهيوأمريكية على إقامة استفتاء شعبي لبناني حول موضوع المقاومة .. أحلام ملونة!

اما الإصرار على المجلس النيابي الحالي فهو لأنه يمثل أغلبية 14 آذار.. هذه الأغلبية التي جاءت على دماء الشهيد رفيق الحريري ويريدون توظيفها الآن لخدمة الإرادة الصهيوأمريكية. طيب إذا كانت جماعة 14 آذار يثقون أنهم يمثلون الشعب، فلماذا لا يحتكمون الى الشعب؟ لماذا لا يحل المجلس النيابي نفسه ويدعو الى انتخابات جديدة؟ طبعا لن يفعلوا، لأن الشعب اللبناني الذي أيد خروج سوريا بعد اغنيال الحريري لن يؤيد تمرير المخططات الصهيوأمريكية التي يحاول جماعة 14 آذار تمريرها في لبنان.

قالوا يريدون تطفيش مسحيي الجنوب فأشرنا الى أن مسحيي الجنوب بغالبيتهم هم يساريون إما شيوعيين وإما قوميين سوريين .. وموقف كلا الفصيلين معروف من المقاومة والمشروع الصهيوأمريكي للمنطقة .. قال لا!!ّ القوميين السوريين فاشيين وعملاء والشيوعيين منقسمين. طيب الشيوعين منقسمين على شو؟ هل كان جورج حاوي رحمه الله الا وطنيا مؤيدا للمقاومة ومعاديا للمشاريع الصهيوأمريكية؟

ما شاء الله، اليوم أصبح كل تيار رافض للوجود السوري في لبنان مؤيد للمخطط الصهيوأمريكي للبنان والمنطقة .. أيه والله هذا هو المنطق السليم .. والدليل قالولوا لأنه لا ضرورة للإستفتاء الشعبي طالما أن الأغلبية البرلمانية ستؤيد ما نقوله ..

ولاحظوا معي لو سمحتم،

حزب الله حزب عميل وفاشي
والحزب القومي السوري الإجتماعي هو حزب عميل وفاشي
وجماعة حركة أمل عملاء أيضا
وكذلك مردة سليمان فرنجية عملاء
والشيوعيون يؤيدون السلام مع اسرائيل لأن بعضهم معارض لسوريا
والتيار الوطني الحر مشكوك في أموره لأن ميشال عون يريد رئاسة الجمهورية

يعني كل العالم عملاء وفاشيين إلا أولئك الذي يعملون لأمريكا وأسرائيل إما مباشرة أو عن طريق السعودية .. هؤلاء هم العقلانيون الوطنيون!

وماذا عن مؤسسات الدولة و الشرعية اللبنانية الدستورية؟ سنختار من مؤسسات الدولة ما يخدم أهدافنا .. مؤسسة الرئاسة الجمهورية التي لها صلاحيات واسعة دستوريا ، ليست دستورية ولا نحترمها وسنؤسس فوقها دولة 14 آذار وهذا أمر شرعي والدليل هو أن لدينا الدعمين الأمريكي والفرنسي.

يعني الشرعية اللبنانية أيضا عميلة كيفما قلّبناها :).

وبما أن رئيس الجمهورية عميل لسوريا ومن المطلوب تنحيته، فالمطلوب أيضا تنحية جماعة 14 آذار العملاء لأمريكا وإسرائيل. فليحل المجلس النيابي ذاته وليكن هناك انتخابات جديدة طالما أننا نعيش حالة انعدام ثقة. هل يفعلون؟؟ طبعا لا .. إحم، هذه الاعيب ومناورات للتحايل على الشرعية :). طيب ولو سقطت حكومة السنيورة اليوم، فهل هو قادر على تشكيل حكومة جديدة بملفاته التي يحملها اليوم؟ بالتأكيد لا. حكومة السنيورة مستمرة اليوم بدعم أمريكي-فرنسي تماما كحكومة كميل شمعون عام 1958 التي استمرّت بحدّ حراب المارينز.

الخلاصة هي أن القوى اللبنانية والعربية المصطفة طوعا في خندق الصهيونية العالمية المتمثلة بإسرائيل وإدارة المحافظون الجدد، تفتقد ليس فقط الى الوطنية بل تفتقد الى النزاهة الفكرية. وفقدان النزاهة في التعامل مع الشعب هي ظاهرة تفاقمت مع قدوم المحافظون الجدد الى البيت الأبيض والى الشرق الأوسط ..

إذا نحن لا نتعامل هنا مع منطق، ولكننا نتعامل مع خداع ونفاق سياسي، وجعبة المحافظون الجدد المليئة بألالاعيب والحيل الهادفة الى لتمرير مخططاتهم الشريرة وخدمة اسرائيل على حساب العرب. طبعا .. يرافق هذا الخداع آلة إعلامية ضخمة وجيش واسع من "دكاترة الفتل" القادرون على جعل الأبيض اسودا والأسود أبيضا.

أما الهجرة.. فيبدو أن بعض الزملاء لا يعرفون طبيعة اللبناني الذي يولد وعيونه معلّقة الى ما وراء الأفق. الشاب اللبناني يبدا بالتفكير بالهجرة والتغرّب وهو ابن 15 عاما، ويسافر وهو ابن 18-20 عاما. هذا ديدننا. من عشرات الألوف التي ارسلها الحريري للتحصيل الجامعي في الغرب عاد قلائل جدا .. ويقال لم يعد أحد. الهجرة اللبنانية بدأت بعد أحداث حقبة 1860 ولم تتوقف. المهاجرون اللبنانيون (وفيهم كثير كثير من الشيعة) يملأون ربوع افريقيا وأمريكا اللاتينية والولايات المتحدة وكندا وكل مكان يوجد فيه فرصة اقتصادية .. وعندما يجدون فرصة للهجرة فإنهم يبادرون اليها.

نسأل ريما زهار، كيف كانت حالة السفارات الأجنبية قبل الحرب الأخيرة على لبنان؟ وهل لزيادة عدد طلبات الهجرة أية صلة بالفرص التي تتيحها حالة تسهيل الطلبات التي تمارسها بعض الدول الأجنبية في الأزمات؟

ألم أقل أنه زمن النفاق وانعدام النزاهة الفكرية؟!!

تحياتي