الساعة الواحدة تقريباً الآن وكنت أنوي النوم.
ولكن قصة جقل التي قرأتها البارحة أيقظتني وذكرتني بإحدى قصص طفولتي التي سأرويها للمقارنة.

كنت في الخامسة من عمري على ما أذكر عندما تلقيت هديةً لعيد ميلادي سيارة إطفاء حمراء ذات سلم متحرك، كانت بالنسبة لي من أجمل الألعاب التي رأيتها.

كنت أعتني بها كما يعتني الرجل بسيارته الجديدة وأكثر من ذلك...

ولكن فرحتي لم تتم.

كان ابن خالتي وهو أصغر مني بعامين يزورني مع والدته عندما وضع الشاحنة تحت ثيابه وجرى إلى غرفة الجلوس نحو أمه يطلب منها أن يغادروا...

ضحك الجميع من هذا المشهد، ووعدتني خالتي أن تعيد إلي الشاحنة حينما تصل إلى البيت وينام ولدها وتنتشلها من يديه...

منعني حيائي وأدبي من أن أرفض هذا الطلب، ووثقت بأن شاحنة الإطفاء ستعود إلي...

مر يوم ويومان وعدة أيام والشاحنة لم تعد بعد.
كنت أنتظر بتحرق أن نذهب لزيارة خالتي وأستعيد الشاحنة...

أتى موعد زيارتنا لها أخيراً، وذهبت مع أهلي لأتفاجأ بأن ابن خالتي رمى الشاحنة من شرفة الطابق الخامس لتتحطم وتختفي إلى الأبد...

على القائمة تستطيع أن تضيف البطة التي كانت تجر أولادها الثلاثة والتي سقطت أيضاً من الطابق الخامس، قصة روبن هود التي مزقها أخو صديقي معتز في الابتدائي، دفتر الرياضيات الذي سرقه إيلي في الثانوي ولم أجرؤ على استعادته منه...

كنت كلما كبرت كلما كبرت قيمة ما يأخذه مني الآخرون بعين الحياء وعلى مرأى من عيني دون أن أجرؤ على طلب حقي واستعادته...

عزيزي جقل، إذا لم تكن ذئباً أكلتك الذئاب....
وفي المرة القادمة يجب أن تضحك الفتاة فقط، ويجلس صديقك عابساً دون أدنى بسمة، يراقبكما وأنتما تتسامران، ثم يمضي هو في طريقه، وتمضي أنت مع صديقتك...

(f)