عزيزي فارس آخر العصور
ليست القضية في تخطئة معاوية رضي الله عنه في تحرك سياسي خاطئ، ولا أعلم في أهل السنة اليوم من لا يخطئه به!

ولكن تخطئته في سلوك سياسي شيئ، وعده من الطلقاء، وتجريده من الصحبة والمناقب الإسلامية، بل وخلع ربقة الإسلام من عنقه، ومساواته بالمشركين، وإنكار حسناته في توطيد أركان دولة الإسلام، وفي انطلاقة الحضارة الأموية التي وصلت آفاقها للأندلس والصين، كل ذلك من أجل موقف أو جملة من المواقف الخاطئة، فثمة ما يجعلنا نقول: ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا...

ليس معصوما في نظرنا أهل السنة أحد من الأصحاب ولا التابعين..
ولا يستوي في مذهبنا السابقون من الصحابة مع من تبعهم من الأصحاب بعد الفتح بيقين...

ولكننا لا نجحد فضل ذوي الفضل من أجل زلة أو زلات، فمعاوية رضي الله عنه كان محل ثقة السابقين الأولين، وهم من ولاه ولاية الشام من قبل أن يحتدم الخلاف بينه وبين علي رضي الله عنهما...

مرة أخرى ليس دفاعا عن معاوية، ولكنه دفاعا عن السنة والدين الذين سيتهاويان بعد أن تتضخم زلة معاوية ككرة ثلج لتأكل الأخضر واليابس من ديننا، وما ذاك إلا أن ثغرة معاوية هي الأضعف، ومؤصلة بآثار معتبرة، ولأجل هذا وجب العناية بها أكثر مما سواها لا لأن معاوية خير ممن سبقه، ولكن لأن المشبوهين يحاولون استغلال بعض الحقيقة في تتبع زلته لدحرجتها ككرة ثلج تقضي على كل ملامح الخير في تراث الرجل العظيم، ولتقضي بعدها على كل ما تبقى من سنة نشرها أتباعه من جماعة المسلمين الذين بايعوه على الملك سلما وصلحا في عام الجماعة، وفيهم أكابر الصحابة من السابقين الأولين

واسلموا لود واحترام(f)