{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
لحظة معاوية: كرة ثلج تاريخية
الكندي غير متصل
ليس التلاسن مع الرعاع فكر ولا حرية
*****

المشاركات: 1,739
الانضمام: Jul 2002
مشاركة: #26
لحظة معاوية: كرة ثلج تاريخية
عن معاوية ..بسبب العولمة!!

سيقولون في عصر العولمة تتحدث عن لحظة معاوية ! أما ان الاوان لنطو صفحة الماضي وخلافاته ونواجه التحديات المصيرية التي تواجهنا ،انه وقت الوحدة والتكاتف والصف الواحد في مواجهة المؤامرة اليهودية الصليبية الماسونية التي تهددنا على كافة المستويات والكلام عن معاوية في وقت المواجهة سيزيد من الفرقة، فلنتفق على ما اجتمعنا عليه وليعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه …الخ كلام من هذا النوع.

نعم !في عصر العولمة نتحدث عن لحظة معاوية. لا بالرغم منها، بل بسببها. بسبب اننا نعيش عصر العولمة صار علينا ان نتحدث عن لحظة معاوية فالعولمة هي على الاقل في شكل من اشكالها احتلال وقتل للهوية المحلية وانتهاك لكل مقومات الثقافة القومية والدينية عبر احلال لعناصر ثقافية غريبة محلها، العولمة إذن هي اللحظة التي يجب ان نحرص ونحافظ وندافع فيها عن هويتنا.

لكن عن أي هوية نحافظ؟ وعن أي هوية نحرص وندافع؟ هل كل ركام قديم يستحق ان يكون هوية حتى لو كان حاويا في اعماقه على أسباب موته وتهدمه؟

إذا كنا نتصور اننا بمواجهة العولمة سنستطيع ان ندافع عن تلك القيم التي ورثناها من لحظة معاوية فلنعترف إذن: المعركة خاسرة والغزاة قادمون بل ومنتصرون فقيم تلك اللحظة قد تستطيع ان تنتج مشاعر حماسية واناشيد وخطابات وروح معنوية عالية وعمليات استشهادية ناجحة لكن ذلك كله لا يكفي لمواجهة غزاة العولمة القادمين من كل مكان.

ان مواجهة العولمة تتطلب اولا اعادة تاصيل تلك القيم الصامدة .القيم الأساسية في الخطاب القراني: قيم المواجهة والارادة والايجابية والتغيير، واعادة تاصيل هذه القيم يعني ضمن ما يعني اعادة ترتيب البيت المسلم من جديد وهو ترتيب سيحتم ان ترمي في سلة المهملات ما ترمى من قيم الصقت بالاسلام عبر ملابسات السياسة وتعرجات التاريخ
عدا ذلك لن يكون هناك سوى غرق يائس مع اشارات انقاذ خافتة في محيط العولمة الهائل، غرق يائس وذوبان تام.
نعم في عصر العولمة نتحدث عن لحظة معاوية.

ليس بالرغم منها بل بسببها.

* * *

رغم ان ذلك لا يزال محرجا ومعيبا عندنا إلا ان مجتمعاتنا الشرقية عموما بحاجة ماسة إلى طبيب نفساني تفرغ عنده عقدها وتحاول ان تجد عنده العلاج لامراضها المستعصية مع فارق ان هذا الطبيب الذي تحتاجه يجب ان يخرج فرويد من راسه ويفكر بوعي تاريخي شمولي وهو امر صعب إلى حد ما.

ان كل فرد منا مهما صغر أو كبر مهما كان متعلما أو اميا غنيا أو فقيرا وبغض النظر عن انتماءاته الطائفية والعنصرية لا يزال يحمل على كتفيه عبء التاريخ كله وسواء كان واعيا لهذه المسالة ام لم يكن فان التاريخ يسبح في كريات دمه، ويسكن تلافيف دماغه، انه يجري منه مجرى الدم في العروق، يسكن الجينات والخلايا العصبية ومخ العظم. صلب العظم .عمق العظم.

هذا التاريخ يسكن في عقله، في وعيه وفي لاوعيه: في هذا الركن قتل الخليفة وفي ذاك علقوا قميصه للوصول إلى السلطة ،هنا رفعوا المصاحف ليمرروا انقلابهم وهنا سال دم الحسين وفي هذا الركن قطعوا راسه، هناك علقوا ابن الزبير بعدما ذبحوه وهاهي امه تتوسل ان ينزلوه. هنا حرقوا الكعبة وهناك عرضن حفيدات الرسول كما لو كن سبايا، هنا صلبوا جثة حفيده الآخر في زبالة الكوفة وهناك قطعوا اعضاء غيلان وهو مصلوب عضوا بعد اخر .وهنا دسوا السم للخليفة وفي كل الاماكن كان يدور ما يدور ويرفع شعار قضاء الله وقدر الله وامر الله

سواء تذكر الوعي الحاضر هذه التفاصيل أو ظلت دفينة مبهمة في لاوعيه فان تضاريس التكوين النفسي للفرد المسلم ومن ثم المجتمع المسلم تظل مسكونة بهاجس الاستبداد التاريخي والجبر التاريخي بكل فروعه وتفصيلاته.

ان غريب كربلاء الذي قتل وحيدا مخذولا هو واهله هو في الحقيقية كل فرد مسلم عبر التاريخ .

نعم ، كل مسلم يحمل عبء التاريخ الثقيل على كتفيه.

في داخل كل منا غربة كربلائية حادة ومزمنة سواء كنا سنة أو شيعة ،غربة هي في حقيقتها ذاكرة الاستبداد الاموي والجبر الذي تحول إلى ركن من اركان الأيمان والعقيدة عبر اليات توظيف واجتزاء النصوص والتي صارت مع الوقت جزء من الفقه بكافة مذاهبه هذه الغربة الكربلائية الحادة هي التي تكبلنا وتشدنا دوما إلى الوراء. إنها الجبر مقابل الايجابية والارادة والقمع والنظرة الاحادية مقابل التساؤل والشورى والنصوص المجتزءة مقابل الشمول والمقاصد ونحن نحتاج حتما إلى ان نخرج هذه العقدة: لحظة معاوية ونتائجها من جوفنا.

وبقدر أهمية الموضوع فان النقطة التالية للتشخيص هي ان يعي المريض بمرضه، باسبابه باعراض المرض وبنتائجه .

أما إذا رفضنا التمدد على كرسي الطبيب النفسي فاننا سنتمدد على طاولة المشرحة على الاغلب ولن ياتي احد لاستلامنا، ستكون رؤوسنا قد قطعت وانتقلت عبر البلدان وسالت دماؤنا إلى ان نفذت واصابعنا المحروقة لن تدل على هويتنا.

سنكون قد ضعنا، ذبنا، انتهينا. ولن يهم حقا كيف سقطنا قتلى، حرب اهلية تشتعل فيها الطائفية المزمنة بالاحقاد الموروثة بالفقر بالجوع وبالاستغلال ام حرب غير اهلية خارجية يجهز فيها الاعداء التاريخيون على البقية الباقية منا. ما الفرق؟

لعل التمدد على كرسي التحليل النفسي اسهل؟

فقط لو آمنا انه لا زال بامكاننا شئ أو اشياء، فقط لو امنا اننا كما دخلنا لهذا المنزلق عبر التاريخ فان خروجنا منه لا يمكن إلا ان يكون عبر نفس المدخل: التاريخ.

فقط لو امنا اننا يمكن ان نفعل.

وان ذلك كله مهما كان صعبا ،لا يجب ان يكون مستحيلاً.
08-31-2006, 07:55 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
لحظة معاوية: كرة ثلج تاريخية - بواسطة الحر - 08-30-2006, 08:46 PM,
لحظة معاوية: كرة ثلج تاريخية - بواسطة آمون - 08-31-2006, 09:45 AM,
لحظة معاوية: كرة ثلج تاريخية - بواسطة خالد - 08-31-2006, 07:20 PM,
لحظة معاوية: كرة ثلج تاريخية - بواسطة ريفي - 08-31-2006, 07:37 PM,
لحظة معاوية: كرة ثلج تاريخية - بواسطة الكندي - 08-31-2006, 07:55 PM
لحظة معاوية: كرة ثلج تاريخية - بواسطة الحر - 09-01-2006, 04:48 PM,
لحظة معاوية: كرة ثلج تاريخية - بواسطة Truth - 09-02-2006, 06:03 PM,

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  فقه الثورة وفقه العنف والجريمة ..لحظة داروينية في ربيع العرب بقلم: نارام سرجون فارس اللواء 0 682 09-06-2012, 12:41 PM
آخر رد: فارس اللواء
  فرصة تاريخية للمصريين والعرب ... الأهرام الرقمى نظام الملك 22 5,025 02-24-2012, 04:37 AM
آخر رد: The Holy Man
Video معاوية بن ابي سفيان، صحابي جليل ام زنديق تملك المسلمين؟ (خطبة مثيرة للاهتمام) المفكر شمعون 11 3,856 05-14-2011, 09:40 PM
آخر رد: على نور الله
  جمهورية اليهود ...حقيقة تاريخية والحل بيد الليدي ميشيل نسمه عطرة 1 1,969 01-10-2011, 10:43 PM
آخر رد: أسامة مطر
  نصارىالعرب وقبر أبو أيوب و بزيد ابن معاوية عزيز عزير 12 3,612 09-16-2010, 01:29 PM
آخر رد: المضطهد Le persécuté

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS